العاصمة

تحدي الاعاقه

0
كتب دكتور فوزي الحبال
تم التخلي عن إيمي من قبل أبائها البيولوجيين بعد فترة قصيرة من الولادة , حتى أنهم ذهبوا الى حد المطالبة من موظفي المستشفى , وضعها في غرفة وعدم إطعامها .
ولحسن الحظ تم تبنيها لاحقا من قبل عائلة بروك المحبة للخير والإنسانية .
إيمي بروك المرأة التي ولدت بدون أطراف , أثبتت أن الاعاقة لم تمنعها من ممارسة حياتها , وهي من بيتس بالولايات المتحدة الامريكية ولدت بالرباعية وهو عيب خلق بالولادة الذي يؤثر على جميع الاطراف الأربعة لم تترك الأعاقة تؤثر علي حياتها ، فعلى الرغم من أنها ولدت بدون أطراف أثبتت أنها يمكنها أن تفعل أي شيء , مثل الطبخ , الكتابة , التصوير , وحتى الخياطة , ولكن بطريقة مختلفة ، وهي الآن في عمر 37 عاما ، وتعيش سعيده متفأله و راضيه بما هي فيه ولا تسمح للنظر اليها بالعطف أو الشفقه .
لستَ أنت من يرسم طريقك القادم ، إنما عليكَ أن تصدق الطّلب وتُحسن السّعي وتقلل الإعلان عن نفسك ، حتى يسقي الله غرسك ولو كنت بـوادٍ غير ذي زرع ، وانظر لروحك كم سقاها الله نبعًا صافيًا دون علمك ، يُسخّر لك الله ما تمنّاه قلبك ما إن تحرّك القلب نبضًا خالصًا له وحده .
لن يتوقف الكون لأنك قد كُسرت ، ولن تقام طقوس العزاء لأنك حزنت ، الجميع قادر على تأمل لحظة سقوطك ، لذا قف و انهض ورمم نفسك بنفسك ، ولا تفكر وتقلق نفسك بـنظرة الناس لك وفكرتهم عنك ، إن اعظم ما يمكنك فعله أن تربّي ذاتك سرًا ، ولو لم يعلموا عن تلك اللحظات التي بكيتَ بها ، ضعُفتَ بها .
وسددتَ ثغرةً فيك ، جمالية الأمر بـ سرّه ، ولذّته بـ كتمانه ، وعذابه بالاستمرار عليه دونَ إعلانه لـمن هبَّ و دبّ .
إن لجأت الي الناس اتقسمت ، و هذا العالم قاسٍ بـقدرٍ يجعلُكَ تفهم أن كل ثقبٍ فيكَ يجب أن تردمه وحدك ، تسدّه و تعالجه و تصبر عليه كل لحظةٍ ، ثم تخرج لـعالمٍ يريد سقوطك بكل قوتك .
كلُّ الأمر أن تكون قلبًا يلين عند ربّه . طفلًا يحبو بأول دربه ، أن تكون ناضج السّر ، دائم الرجوع ، شغوفًا بترك الأثر لطيب ط أينما ارتحلت ، ولا تهتمّ بـنشر اسمك ، أو ما هي نظرة العالمين فيك ، فـوالله إن عالمك ينتظر منكَ سقطةً وضعف حتى تكون قضية يوم للفارغين ، لا تستكين و هذّب نفسك سرًا ثم اعمل دهرًا ، و وجّه وجهَك للذي فطر الفؤادَ واستقم ، وقد كفاكَ أنّه يعلم ، لا تضعف امام اعاقه أو ذنب وقابله بـكثرة العمل يُهدَم .
وجّهتُ وجهي وقلبي لله الذي خلق السموات بغير عمد ، اللهم لك الحمد يا الله على نعمك التي لا تعد ولا تحصى, اللهم لك الحمد على نعمك التي علمنا بها ,اللهم لك الحمد على نعمك التي جهلناها بغفلة منا .
أعجبني
تعليق

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار