العاصمة

دراكولا بين الواقع والخيال

0

كتب /محمود الاصبح
دراكولا بين الواقع والخيال هذه الشخصيه التى دوما ما ارتبط اسمها بافلام الرعب فى السينما العالميه على انها
مصاص الدماء المتخفى فى الليل وما هى حقيقت هذه الشخصيه «دراكولا» شخصية حقيقية، وتولى حكم
رومانيا في القرن الخامس عشر، اعتبره الرومانيون بطلًا قوميًا أنقذ أوروبا من الغزو العثماني، بينما نظر إليه
البعض على أنه مجرم أنهى حياة أكثر من 100 ألف شخص دون رحمة أو شفقة. اسمه الحقيقي فلاد الثالث،
حكم رومانيا لفترات متقطعة امتدت إجمالاً لـ7 سنوات بين 1455 و1478، ولُقب بـ«دراكولا»، لانضمامه لما
يُسمى بـ«عصبة التنين»، التي كانت اتحادًا سريًا ضم مجموعة من أمراء ونبلاء أوروبا الوسطى والشرقية
للوقوف ضد المد العثماني، ويعني اسم «دراكولا» باللاتيني «ابن التنين»، أما في الرومانية الحديثة فتعني
«ابن الشيطان».
وُلد «فلاد» في مقاطعة سيجيشوارا بإقليم ترانسيلفانيا
التابع لمملكة المجر (ويتبع الآن دولة رومانيا الحالية) في شتاء عام 1431 لوالده فلاد الثاني دراكول.
عاش «دراكولا» خلال فترة حرجة من تاريخ أوروبا الشرقية، فبعد سقوط القسطنطينية على يد السلطان
محمد الفاتح أصبح البلقان بأسره ساحة مفتوحة أمام الجيوش العثمانية، وغدت مقاطعة والأشيا الرومانية
عالقة ما بين مطرقة العثمانيين وسندان الهنجاريين، وكلاهما طامع يتهدد كيان ووجود هذه الإمارة الصغيرة.
اعتلى فلاد الثاني، الشهير بـ«دراكول»، ووالد «دراكولا»، عرش ولاكيا، وظل حاكمًا عليه حتى تمت إزاحته عن
العرش من خلال مؤامرات تم ترتيبها بين خصومه في ولاكيا وملك المجر في ذلك الوقت فلاديسلاف الثالث عام
1442، ومع ذلك عاد «فلاد الثاني» لاعتلاء عرش والاكيا الذي انتزعه من بين يدي باسراب الثاني وحلفائه من
البويار، وذلك بمساعدة السلطان العثماني آنذاك «مراد الثاني» بعدما اتفق معه على دفع الجزية للدولة العثمانية.
واعتلى هو العرش بعد ابيه واخذ فى اسلوب القتل والترهيب ذكرت المصادر أنه خوزق راهبًا مع حماره، كما
خوزق 500 شخص من المنتسبين إلى الأسر العريقة، ويقال إنه استمتع عندما خوزق 600 تاجر أجنبي، كما
رمى 400 طالب في نار كبيرة أشعلها لهذا السبب، وأجبر الأطفال على أكل لحم أمهاتهم اللاتي قتلهن، وقطع ثدي
بعض الأمهات، وخيط محلها رؤوس أولادهن، كما جمع كل متسولي البلد وقدم لهم الأكل، ثم قام بإحراقهم وسلخ
جلود أرجل الأسرى الأتراك ثم مسحها بالملح، وجعل الأغنام تلحسها.
بعد وفاة رادو المفاجئة عام 1475، أعلن فلاد قيام دولته الثالثة في 26 نوفمبر 1476، وبدأ في تجميع قوات من
الموالين له والاستعداد لغزو والاكيا بدعم مجري من كورفينوس، غير أن مُلكه الأخير على والاكيا لم يدم سوى
أقل من شهرين، بعد وفاته في معركة ضد العثمانيين بالقرب من بوخارست.
جدير بالذكر أنه تم فصل رأس فلاد الثالث عن جسده، حيث أُرسل الرأس للسلطان العثماني محمد الثاني، الذي
قام بعرض الرأس على خازوق خشبي في العاصمة العثمانية أدرنة، بينما قام جريم فلاد الثالث بدفن ما تبقى
من جثة خصمه، دون أي مراسم جنائزية، في كومانا على الأرجح، داخل الدير الذي أسسه فلاد الثالث بنفسه
1461، وقد هُدم هذا الدير وأُعيد بناؤه من جديد 1589.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading