العاصمة

وحشية الغرب..إيمان العادلى

0
إيمان العادلى
رجل من الكونغو أسمه نسالا ينظر إلى كف وقدم أبنته الصغيرة (5
سنوات) المقطوعتين عقابا له على عدم جمعه الكمية المطلوبة من
المطاط لصالح المستعمر البلجيكي قتل الجنود ابنة الرجل وزوجته
وقدموا له أشلاء أبنته فجلس ينظر إليها مذهولآ وألتقطت له هذه الصورة
أليس هاريس سنة 1904م في الكونغو البلجيكية.
لم تكن الكونغو مجرد مستعمرة كباقي المستعمرات بل كان لها وضع أغرب فقد كانت “ملكية خاصة” لملك بلجيكا الوحشي
ليوبولد الثاني حسب قرارات مؤتمر برلين 1885م وكان كل من يعيش عليها يعد ملكية خاصة للملك الذي قتل أكثر من 10
ملايين كونغولي في سنوات ازدهار تجارة المطاط بين عامي 1808 و1908م حتى أطلق على ليوبولد الثاني لقب “هتلر
أفريقيا”
لم تقم قوات الملك بإبادة ملايين الكونغوليين فقط خاصة القرى التي أنتفضت ضد وحشية البلجيك بل قطع البجليكيون أطراف
الملايين ومن بينهم أبنة هذا الرجل وزوجته لماذا؟ ليقدموا أطرافهم (خصوصا كفوف الأيدي) لإثبات أنهم قتلوا من يمتنع عن
العمل في أستخراج المطاط كان الرصاص مكلفا وكان القادة يخشون أن يستخدم الجنود الرصاص في صيد الحيوانات أو الطيور
فكان على الجندي أن يقدم الكفوف المقطوعة مقابل عدد الرصاصات التي أطلقها ليثبت أنه أستخدمها في القتل كانت “سلال
الأيدي المقطوعة” والقيام بعدّ ما فيها أحد المشاهد المألوفة في الكونغو وتحولت “الكفوف” أيضا إلى تجارة رائجة فكان هناك
من يقطعها خصيصا ليبيعها إلى الجنود الذين يعجزون عن جمع الكمية الكافية ليقدموها إلى قادتهم وفي هذه الحالة لم يكن
قطع اليد ملازمآ دائما للقتل فكان يتم قطع الكف وترك الطفل أو الرجل حيا

كل تلك الوحشية كانت لتستطيع شركة الكونغو للمطاط The ABIR Congo Company بيع المطاط في أوروبا بأسعار تزيد عن 9
أضعاف التكلفة وتحقيق أرباح طائلة

في 1960م تحررت الكونغو البلجيكية أخيرا على يد المناضل الأفريقي باتريس لومومبا الذي أنتخب كأول رئيس لحكومة
ديمقراطية لكن بعد عام واحد وفي يناير 1961م تم أغتياله على يد قوات الأنقلابي موبوتو سيسيكو المدعوم من البلجيكيين
والذي غير أسم البلاد إلى زائير وحكمها لأكثر من ثلاثين عاما

قبل مقتله قال لومومبا: وراء كل أسود يُقتل هناك رجل أبيض يسلّح وقفت قوات الأمم المتحدة تتفرج على ما يجري ضد
لومومبا ولم يتدخل سوى الفوج المصري بتعليمات من عبد الناصر وأستطاع تهريب عائلة لومومبا إلى القاهرة أما جثث لومومبا
ورفاقه الأربعة فقد تم إذابتها في حمض كبريتيك مركز بإشراف ضابط بلجيكي يدعى جيرارد سويت وقد أعترف جيرارد بذلك
في لقاء تلفزيوني سنة 1999م وقال إنه احتفظ باثنتين من أسنان لومومبا لسنوات طويلة ثم ألقاهما في بحر الشمال

سقط حكم الديكتاتور سيسيكو سنة 1998م بهجوم للمتمردين قاده رفيق لومومبا القديم لوران كابيلا الذي عاش طوال هذه
السنوات خارج المدن أعاد كابيلا أسم البلاد إلى الكونغو الديمقراطية لكن تم أغتياله بعد سنوات ثلاث من الحكم ولازال ابنه
جوزيف كابيلا رئيسا للكونغو منذ ذلك الوقت 2001م حتى الآن

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading