الذكاء العاطفي خرج من بيوتنا ولم يعد !!
بقلم … سحر شوقي
من منا لا يحلم بدوام الإستقرار والهدوء في حياته ، نكابد في حياتنا ونعاني الأمرين من أجل كيان كبير نستظل في عرشه ، إسمه العائلة كلمة واحدة جمعت كل مواصفات السعادة والألفة فيها الأمان وبها نحيا حياة سوية ،لكن إستقرارها بات مهدد بالفناء فكل يوم تصارع الأسر عواصف وكوارث تحاول هدمها وجعلها ركام ،لكن هل تلك الأسر جميعها محصن بلقاح التلاحم والتغاضي نعم التغاضي إنه أقوي محصن ،لأنه وقت الضيق والإنفعال يسدل عليك ستار الهدوء فإذا بك وقت غضبك قابض علي إنفعالك ولم تفلت منك زمام الأمور ،لقد هرب الود من حياتنا لأننا لم نعد صابرين علي بعضنا البعض ، بات الصراخ والصوت العالي والغضب المبالغ فيه وسيلة لفض أي مشكلة تواجهنا ،ومع تكرار المواقف وزيادة التعنت هبط رصيد المحبة من قلوبنا هذا لأن البيت الذي يسوده الشجار لا يعمر طويلا بل أن جدرانه الصلبة تنهار قبل سكانه ، حين نتأمل حياة الأسر قبل ثلاثون عاما، تجدها رغم بساطتها وقلة مواردها المادية ، عمرت حتي الموت ،ولم يخرج الزوج يوما وهو غاضب لأن زوجته وجهت إليه اللوم بسبب قلة مصروف البيت ،أو أن الزوجة تركت بيت الزوجية لأنها لم تشتري في مناسبة زواج احد أفراد أسرتها فستانا جديدا ،بل كانت الزوجة وقتها لاتهتم بتلك الشكليات التافهة ،كان همها الأول هناء زوجها وصحة وسعادة أبنائها ، هذا لأن زوجها ملأ فراغ نقص المادة بفيضان حبه وعطفه عليها فصغرت مطالب الحياة وعظمت مكانة الأسرة إن الذكاء العاطفي علاج سحري وغير مكلف كل ما يحتاج إليه ليكون علاجا فعالا هو المداومة عليه وعدم الملل منه وعدم تخفيض جرعته بل يجب تحفيزه بين جميع افرد الأسرة ،
وتذكر دائما لحظات السعادة التي منحتها لك عائلتك وتناسي ما بدر منها من إخفاقات أو خذلان وكن علي يقين تام أن الغرباء لن يوفروا لك الدعم الذي ترجوه بلا مقابل فقط عائلتك هي المانح الوحيد لهرمونات المحبة الصادقة فحافظ عليها …
وإعلم أن الكلمات إما قبور أو نور ، لذلك لا تنطق إلا بما هو طيب …..
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.