نيويورك تايمز: نتنياهو يحاول إنقاذ نفسه عبر المساعدة في انتخاب ترامب وهزيمة هاريس
إيمى عاطف
بي بي سي
نبدأ جولة الصحافة لهذا اليوم، من مقال للكاتب توماس فريدمان، في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان “كيف يحاول نتنياهو إنقاذ نفسه”.
ويقول فريدمان، إن الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس ليسا بحاجة إلى التذكير “بأن بنيامين نتنياهو ليس صديقهما، أو صديق أمريكا – والأمر الأكثر خزياً – أنه ليس صديقاً للرهائن الإسرائيليين في غزة”، وفق وصف الكاتب.
ويشير الكاتب إلى أن على نتنياهو “أن يوضح لماذا أطال المفاوضات في الوقت الذي قتلت فيه حماس ستة أرواح إسرائيلية”، بحسب تعبيره، مبيناً “أن نتنياهو لديه مصلحة واحدة وهي: بقاؤه السياسي الفوري، حتى لو كان ذلك يقوض بقاء إسرائيل على المدى الطويل”.
ويحذر الكاتب في مقاله نائبة الرئيس الأمريكي هاريس “بأن نتنياهو دون شك سيقوم بأمور خلال الشهرين المقبلين من شأنها أن تضر بشكل خطير بفرص انتخابها وتعزز من فرص دونالد ترامب”.
ويذكر فريدمان في حديثه، “في واشنطن، يخبرك المسؤولون بالحقيقة في السر ويكذبون في العلن، وفي الشرق الأوسط، يكذب المسؤولون عليك في السر ويقولون الحقيقة في العلن”.
ويدعو الكاتب هاريس “لعدم الوثوق بما يقوله هؤلاء المسؤولون في السر وخاصة نتنياهو.. استمعي فقط إلى ما يقولونه في العلن لشعبهم بطريقتهم الخاصة”.
وينوّه الكاتب بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن “اصطدم بشكل مباشر بسياسة نتنياهو، الذي يركز على بذل كل ما هو ممكن لتجنب أي عملية سياسية مع الفلسطينيين من شأنها أن تكسر تحالفه السياسي مع اليمين الإسرائيلي المتطرف”.
ويبين فريدمان “أن عقيدة نتنياهو تولي أهمية أكثر للبقاء في منصبه بعد توجيه الاتهام إليه في عام 2019 بتهمة الاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة، والآن يجب عليه البقاء في السلطة حتى لا يُسجن إذا أدين”.
ويرى الكاتب في مقاله أن “نتنياهو فهم الرسالة، وأعلن أنه سينهي الحرب في غزة بعد أن تحقق إسرائيل (نصراً كاملاً)، لكنه لم يحدد على وجه التحديد ما يعنيه هذا ومن سيحكم غزة في أعقاب ذلك”.
ويضيف الكاتب “نتنياهو يدرك أن هاريس في مأزق، فإذا استمرت الحرب في غزة حتى (النصر الكامل)، مع المزيد من الضحايا المدنيين، فسوف تضطر هاريس إما إلى انتقاده علناً وخسارة أصوات اليهود أو أن تبلع لسانها وتخسر أصوات العرب والمسلمين الأمريكيين في ولاية ميشيغان الرئيسية”.
ويقول الكاتب إنه وبناءً على خبرته طيلة السنوات الماضية التي قضاها في مراقبة نتنياهو، “فلن يتفاجأ إذا ما أقدم على تصعيد الأوضاع في غزة حتى يوم الانتخابات لجعل الحياة صعبة على الديمقراطيين في المنافسة مع الجمهوريين”.
ووفق الكاتب، فإن نتنياهو ربما يفعل ذلك لأنه يريد فوز ترامب وأن يتمكن من إخباره بأنه ساعده على الفوز.
“إغلاق الباب أمام المفاوضات يعني تعريض الرهائن الإسرائيليين لمخاطر جسيمة”
إلى افتتاحية صحيفة لوموند الفرنسية التي جاءت بعنوان “مأزق لا يطاق بالنسبة للرهائن في غزة” إذ تقول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “ظل ثابتاً بعد استعادة جثث الرهائن الست، غير متأثر بالاحتجاجات التي أثارها تعنته وسط الرأي العام الإسرائيلي”، وفق تعبيرها.
وتضيف الصحيفة أن نتنياهو لم يكتفِ بذلك، “بل طالب إسرائيل بالحفاظ على سيطرتها على بضعة كيلومترات من الحدود التي تفصل غزة عن مصر، ما أدى إلى جدال حاد بين رئيس الوزراء ووزير دفاعه يوآف غالانت قبل أيام قليلة من اكتشاف الجثث الست”.
وتُبين الصحيفة أن الوزير ورئيس الأركان العامة عارضا هذا الأمر، “لإدراكهما أنه غير مقبول بالنسبة للميليشيات الإسلامية، وذلك بهدف إعطاء فرصة لاتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما من شأنه أن يسمح بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل”.
وتشير الصحيفة إلى أن إغلاق الباب أمام المفاوضات “يعني تعريض الرهائن الإسرائيليين لمخاطر جسيمة”، لافتة إلى أنه من الصعب فهم موقف “التطرف الذي يتبناه رئيس الوزراء الإسرائيلي، والذي يظل عاجزاً عن رسم رؤية – وإن كانت بسيطة – لقطاع غزة بمجرد أن تسكت المدافع”.
وتتطرق الصحيفة إلى تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخير، بأن “بايدن الذي استخدم رصيده الكبير في محاولة عبثية للتأثير على موقف نتنياهو، اضطر إلى الاستنتاج في الثاني من سبتمبر أن نتنياهو لم يبذل جهداً كافياً للتوصل إلى اتفاق”.
وحول حلفاء نتنياهو “اليمينيين المتشددين”، تقول الصحيفة “إن شعارات هؤلاء المحرضين الخطيرين، الذين ينادون بضم الأراضي المحتلة وطرد الفلسطينيين، تضمن استمرار الصراع، وهو ما يتجلى في الوضع المقلق المتزايد في الضفة الغربية المحتلة”.
وتضيف أن قرار الحكومة البريطانية بتعليق جزء من مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل “أمر يستحق الترحيب، ورغم أنه إجراء رمزي، فإنه بمثابة تحذير حول المأزق الذي تعيشه إسرائيل”، وفق رأي الصحيفة.
“الأمم المتحدة تتقاعس عن التصرف إزاء أزمة الرهائن”
إلى افتتاحية صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، والتي انتقدت ما سمته “تقاعس الأمم المتحدة عن التصرف إزاء أزمة الرهائن” والذي تسبب وفق رأيها، “في تشويه سمعة المؤسسة التي يفترض أن تتولى زمام المبادرة في حل الأزمات الدولية”.
وتضيف الصحيفة أن ما زاد الطين بلة تصريح المقررة الخاصة للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيزي التي قالت فيه “إن جميع الرهائن الإسرائيليين والفلسطينيين يجب إطلاق سراحهم”.
وتقول الصحيفة إن غوتيريش نفسه “فشل في إدانة حماس لقتلها الرهائن الست”، فقد كتب على موقع إكس: “لن أنسى أبدا اجتماعي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي مع والدي هيرش جولدبرج بولين وأسر الرهائن الآخرين، إن الأخبار المأساوية اليوم هي تذكير مدمر بالحاجة إلى الإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن وإنهاء كابوس الحرب في غزة”.
ودعت الصحيفة الأمم المتحدة إلى تغيير مسارها، وإدانة حماس، “واتخاذ إجراءات فورية نيابة عن 101 رهينة لا تزال تحتجزهم”.
“حماس… متى وقت السياسة؟”
ونختتم جولتنا في صحيفة الشرق الأوسط ومقال لطارق الحميد، قال فيه “إنه منذ اندلاع الحرب في غزة، وجميع الأطراف المعنية، سواء المتقاتلة، أو الوسطاء، أو الدول التي تسعى لوقف الحرب، وهي في مواجهات، وصراعات، وتواجه انتقادات، لكنها تفاوض، وتلعب سياسة، إلا حركة حماس”.
ويضيف الكاتب “ما وصلت له الحرب بلغ مرحلة تدمير كاملة لغزة وأهلها، والقضية الفلسطينية، والأخطر أننا وصلنا مرحلة العبث بالخرائط، وليس تغييرها فقط”.
ويبين الكاتب في مقاله “نرى التراشق الإعلامي بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، لكنهما يلعبان سياسة، وحتى عندما تصل الأمور بينهما إلى الأسوأ”.
ويضيف أيضاً “أن الأمر نفسه ينطبق على إيران، وحزب الله، ورغم أنهما يدفعان الأمور إلى حافة الهاوية، أو تدفعهما إسرائيل إلى ذلك، إلا أنهما يلعبان سياسة، وحدث ذلك بعد استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية بدمشق”.
بي بي سي في كواليس انتخاب السنوار رئيساً لحماس
ويرى الكاتب “أن ذلك يحدث بينما هناك طرفان بالمنطقة لا يرغبان، أو لا يجيدان، لعب السياسة وهما الحوثي، وحماس. والحوثي قصة أخرى، لكن حماس تضيع آخر الفرص لتدارك ما يمكن تداركه بالنسبة للقضية الفلسطينية ككل”.
ويؤكد الكاتب على أن نتنياهو “يدفع الأمور إلى حافة الهاوية، لأنه المسيطر على الأرض، ولديه الآلة العسكرية، ويريد تغيير واقع القضية، بل وإعادتها إلى ما قبل أوسلو، وأكثر، ويريد إطالة أمد حياته السياسية، ولن يتنازل فعلياً قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية”.
ويوضح الكاتب “أن بإمكان حماس الآن لعب سياسة وإحراج نتنياهو داخلياً ودولياً، وذلك بأن تستعين بالسلطة الفلسطينية، وتعلن أنها هي المسؤولة عن ملف غزة وسلطتها” وعن ملف الرهائن.
وختم الكاتب مقاله قائلاً “علينا أن نتذكر أن لا حرب بلا سياسة، وإلا أصبحت عبثاً”.