العاصمة

نافذة الروح

0

أيمان نسيم تكتب :

هل داعب أذهانكم، مثل هذا التساؤل؟؟
ماذا لو لم يُعطينا الله نعمة سكب الدموع!!!
هل شعرت ذات يوم ،وأنت مُثقل بالأحزان والهموم ،بأحتياجك لسكب الدموع ،ولكن كبريائك ،قام بأمساكها ومنعها داخل أعيُنك ،

فشعرت وكأنها تحوّلت لجمرة ،يكتوى بها القلب ..فتتركها وتُخضِع لها كبريائك ،مُلتمساً لها الأعذار ..فتصبح أول دمعة تخرج من عينك ،

كخروج لافا بركان ،من قلبٍ ثائرٍ ،لم يعد يحتمل هذا الغليان بداخله ؟؟
وهل اختبرت شعور الأرتياح والهدوء ،وان كان مؤقتاً ،بعد هطول تلك الدموع ؟؟

لقد زود الله كل الكائنات الحية ،بقنوات دمعية ،لتنظيف العيون وتزييتها ،حتى لا تُصاب بالجفاف ..ولكن هذه القنوات

الدمعية بالنسبة للأنسان بمثابة نافذة للروح.
فالأنسان هو المخلوق الوحيد ،الذى يبكى بسبب العاطفة..وكأن عواطفنا هى التى تستنفر دموعنا ..
فعندما نتعرض لموقف يصعُب علينا تحمُله ..او تتراكم المشاعر السلبية والأحزان فى سراديب أرواحنا ،وتصبح كجبل ثقيل من الأحاسيس، التى تضيق به صدورنا، ولا تستوعبها عقولنا ،او يستطيع اللسان البَوْح بها او التعبير عنها بأى وسيلة،، فتفيض من عيوننا دموعٍ ،وكأنها ترجمة لكل ما بداخلنا ..
وكلما ثقُلت همومنا ،كلما اندفعت الدموع وكأنها المُنقذ من هذا الشعور..فتجرف معها كل شظايا الحزن المتناثرة داخل أعماقنا ..وتذيب جليد الهم الكامد بأرواحنا.
وكأن النفس ،كسحابة كَثُرت بها الغيوم ،واصبحت ثقيلة ،لا يمكن حَملهِا،فأنهمرت منها الامطار،كالدموع من هول ما تحملت..فأشعرتها بالراحة .
وكينبوع ماء ،اندفع من باطن الأرض ،ليُخفف من ضغطها ويجعلها تهدأ وتستقر.
وكأن الله الذى يُعطى ويُجزل بالعطاء بنِعمُه ،،أعطانا نعمة الدموع ،ليغسل عيوننا ويُهدّئ قلوبنا ويُصفّى أرواحنا.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار