العاصمة

عدل ابن الخطاب في إقامة المجتمعات

0
كتب اسلام محمد 

فلا ينكر عاقل أن إقامة العدل من أسباب بقاء الدول وتفوقها وغلبتها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة (الحسبة): الجزاء في الدنيا متفق عليه

أهل الأرض، فإن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة، ولهذا يروى: ” ان الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا
ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة”

ولقد ضرب لنا المثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تطبيق العدل في عصرة فلم يغرق بين غني ولا فقير ولا قوي ولا ضعيف بل ظلا طوال عهد
خلافته ينصر الضعيف ويساعد الفقير وهذا أروع الأمثلة في عدل عمر

عندما فتح سيدنا عمرو ابن العاص مصر أراد أن يبني مسجدا، وأراد أن يبنيه واسع ليسع جمع المسلمين؛ فأراد أن يشتري قطعة أرض كانت لسيده
نصرانية، فطلب منها فرفضت؛ قالت: أن الارض خاصة بايتام هي ترعاهم، وليس لي ان ابيعها، بصراحه حجة السيدة القبطية كانت قوية، لكن في
نفس الوقت، كان المسلمين محتاجين الارض ليوسعوا الجامع؛ فاحتال عمرو بن العاص، على السيدة المسيحية بحيلة ليأخذ الأرض، ولكنها غضبت
واشتكته إلى القساوسة والرهبان بالكنيسة، فأشاروا عليها أن تذهب إلى المدينة المنورة حيث الخليفة عمر بن الخطاب، لتعرض عليه شكواها، لخذت
السيدة خادمها وسافرت إلى المدينة المنورة؛ ولما وصلت سألت على خليفة المسلمين؛ فدلوها عليه، ولكن السيدة تعجبت لحاله فلباسه بسيط، ولا
يوجد له حرس، فشكت السيدة في أنه أمير المؤمنين، فسألته: اانت عمر؟ قال لها نعم؛ قالت: انا جئت من مصر شاكية وليك عليها عمرو ابن العاص،
وحكت له القصه باختصار، فأخذ عمر قصاصة من الورق وكتب عليها جمله واحده فقط (ملك كسري ليس بأعدل منا والسلام علي من اتبع الهدي) وقال
لها اعطيها لعمرو ابن العاص، أخذت السيدة الورقة وانصرفت، وحينما قرأتها تعجبت، ما هذا الرجل؛ هل جئت من آخر الدنيا كي يعطيني هذه الورقة،
أين عدل عمر الذي يتحدثون عنه؟ وغضبت وألقت الورقة على الأرض؛ فالتقطها الخادم دون أن تراه، وذلك ليعطيها للقساوسة، ليروا كيف أهاننا عمر
بن الخطاب أمير المؤمنين وعدما عادت الست القبطية الى مصر فقابلها رجال الكنيسة وسالوها، فحكت لهم ما حدث، سألوها عن قصاصة الورق،
قالت لهم القيتها في الأرض؛ فلاموها القساوسة والرهبان، وقالوا لها: لماذ لم تحتفظي بها كي نثبت للناس زيف المسلمين وكذبهم؛ وهنا اخرج \
الخادم الورقه وقال لهم: لقد اخدت الورقه وجئت بها، ففرح القساوسة بالورقة، وذهبوا بها ليواجهوا عمرو ابن العاص، وحين وصلوا انتظروا مقدم عمرو
ابن العاص، وحين أقبل في موكبه يلبس افخر الثياب وحوله الحراس والجنود وقد بدت عليه مظاهر القوه والعزه والهيبه، فلما ترجل عن فرسه، اقترب
منه كبير القساوسة وحكى له ما حدث وسلمه قصاصة الورق، فتح الأمير عمرو ابن العاص الورقه وقراها، “تحكي السيدة القبطية” اصفر وجهه
وارتعشت قدماه حتى كاد يسقط على الأرض فأسند ظهره علي الحائط، وقال للسيدة القبطية: جئت الجامع لأصلي، فلو شئت امهلتيني اصلي ثم
اهدم المسجد في الجزء الخاص بك، ولو شئت بدأن في هدمه الان، ذهلت االسيدة القبطية وذهل القساوسة مما رأوا وقالت: بل صلي، ولكني أرجو
أن توضح لي ماذا تعني هذه الورقة؟ قال: ان خليفة المسلمين عمر ابن الخطاب قبل اسلامه، كان قد ذهب في رحلة إلى بلاد الفرس، وكان ملك
كسري يقيم ليالي الاحتفالات باعياد الميلاد امام قصره، وكان يوقف الاحتفالات عندما تمر سيدة عجوز ببقرتها من أمام القصر، ثم تستأنف الاحتفالات
بعد مرورها، وفي احد الايام وبينما المرأة تمر ببقرتها أمام قصر الملك غاطت البقرة (يعني تبرزت) بالظبط أمام مجلس الملك، فغضب احد حراسه وقام
بالسيف وقطع رقبه البقره، فما كان من ملك كسري الا ان أمر بقطع رقبة الحارس في الحال، ذهل سيدنا عمر ابن الخطاب وسأل من هذه المرأة
العجوز؟ قالوا: انها كانت تملك ارض خلف قصر الملك ترعي فيها بقرتها، فلما اراد الملك كسري توسعه القصر طلب منها تبيعه الأرض فرفضت، فعرض
عليها ارضا اكبر من ارضها واكثر خصوبه في الجهه المقابله للقصر، فقالت العجوز للملك: اخاف اني عندما أمشي ببقرتي أمام القصر تمنعوني، فتعهد
لها كسري ألا يتعرض لها أحد، فلما خالف الحارس عهد الملك، قتله، طبعا سيدنا عمرو ابن العاص لما قرأ الرسالة: (ليس ملك كسري باعدل منا
والسلام علي من اتبع الهدي) فهم فورا ان الخليفة عمر ابن الخطاب يهدده بقطع رقبته، إذا ظلم السيدة القبطية، فما كان من عمرو بن العاص إلا أن
هدم هذا الجزء من المسجد، وعادت ملكيته الي الكنيسة الي يومنا هذا .. فيا نصارى مصر، هذا هو اسلامنا؛ خليفة المسلمين سيدنا عمر بن الخطاب
كان مستعدا أن يقطع رقبه واليه على مصر من أجل قطعة أرض لسيدة مصرية، يا نصارى مصر: ديننا حرم أموالكم، حرم ارضكم، حرم أعراضكم، حرم
دمائكم، حرم، نعم علينا حرام، يا نصارى مصر نحن لا نعرف القتل، الارهاب ليس له مله ولا دين؛ ولسنا عنه مسئولين.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading