العاصمة

سأبحث عنك في كلّ النّواحي

0

 

قصيدة للشاعر محمد الذبلي الفاطمي 

على شفتيكِ أحـــــــلمُ بالرّقادِ***ومن عَيْنيْكِ أغْترفُ اجْتـــــــــهادي
وأرشفُ منْ رحيقكِ عطْرَ حبٍّ***تسلّــــلَ كالهــــــــواءِ إلى فؤادي

وفي الخــــدّينِ ورْدٌ في جنانٍ***وسحْرٌ في العـــــــــيونِ وفي الودادِ
صباحٌ فيه وجهٌ طاب جُســـناً***وحسنُ الوجْه أثّر في انْقــــــــــيادي


وحرّيتي كبــــــحرٍ من غرامٍ***وشوقي عنْ مشاعـــــــــرِها يُنــــادي

سأبحثُ عنْك في كُلّ النّواحي***وفي قِمَمِ الجِبالِ وفي والضّــــــواحي
سأسألُ عنك في وطني اللّيالي***وأسألُ في المساءِ وفي الصّــــــباحِ


لعلّ لقــــاءنا يأتي قريــــــــــــباً***فنسْــــــعدُ باللّقاء وبالـــــــــــفلاحِ
ولنْ أنْهارَ في بحْثي وجُــهدي***سواءٌ بالرّسوبِ أو النّــــــــــــــجاحِ


وبالأشعارِ أرسُم وجه بَدْرٍ***بهاءُ جمالهِ اخْترقَ انْشــــــــــــــــراحي

تعبتُ من التّرقّب في انتظاري***وظلَّ اللّيلُ يسْكنُ في نــــــــــهاري
أجوبُ الكوْنَ مُمْتطياً خيالي***وبالأشواقِ يعْصُــــــــــــرني انْتِظاري


ألا يا زهرةَ التّـــفّاح عــودي***فإنّ الحُبّ قَدْ حَسَمَ اخْــــــــــــــتِياري
أقاومُ نكْستي في كلّ يومٍ***وأكرهُ أن أفــــــــــــكّرَ في انْتحــــــــاري


وكمْ حاولتُ أن ألـــقاك سرّاً***لأنجحَ بالتّـــــــــــفوّقِ في اخْتـــباري

نصيبُك من حبيبك في الغرامِ***نصيبُك من حياتكَ في المــــــــــنامِ
رماني العشقُ في الأوهامِ حتّى***مللتُ العـــــــيشُ في وسط الظّلامِ


يُعيّرُ جلُّهمْ عِشْـــــــقي بِكُفرٍ***وكُفْري في الهوى كفْرُ العــــــــــظامِ
وليس الحبُّ للإنسان عــــيْباً***ولا الأشعارُ تُنــــــــــــــسَبُ للحرامِ
ومن ألفَ التّناقضَ كان شرّاً***وعاشَ على التّفاهةِ في الكـــــــــلامِ

عشقتُ الأحْرُفَ الخرساء لمّا***تحوّلَ رسْــــــــــــــمُها بالفِقْهِ عِلما
رمتني بالمعاني رمي ســـهم***فملت إلى الهـــوى في الحبّ رغما


قرأتُ نصوصها فشعرتُ أنّي***رأيت قريحتي فازددتُ فهـــــــما
وفي لغتي وجدت الشّعر سحراً***تجــــــــــمّلَ بالنُّهى نثراً ونظما


فجئْتهُ بالقريحة مُــــــــــستعدّا***لأقتحم الهُـــــــــدى حزْماً وعزما

سأبْحَثُ في العراقِ وفي اليَمنْ***ولوْ كانَ الرَّحيـــــــــلُ هوَ الثَّمنْ
سأبْحَثُ في الجَزائِر مُسْـــتَعيناً***بِبَوْصَلَةِ المَتاعِبِ والمِحَـــــــــنْ


ومِنْ مِصرَ الكِنانَةَ سَوْفَ تَأْتي***بِشارَةُ صَرْخَةٍ تَطْـــــوي الزَّمَـنْ
وَتَنْشُرُ في السّماءِ ضياءَ فَجْرٍ***فَتَهْجُرُ منْ مَواطِنِنا الفِــــــــــــتَنْ


ونَشْعُرُ حينها بحُلولِ صُبْــحٍ ***أَشِعَّتُــــــــــــــــــهُ تُعيدُ لَنا الوَطَنْ

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading