العاصمة

برغم البعد

0
بقلم :سماح علي
ألا بُعدًا لأرضٍ لست فيها
وتبًا للحدود وراسميها
ألا إني أُغالب فيك شوقًا
فتفضحه العيون لناظريها
ولو قالوا هواكِ له انتحار
فداكَ الروح يا ذوبتنيها
وأُفني في هواكَ العمرَ حبًا
بغير هواك صار الدرب تيهًا
ورغم البعد ليس قريب مني
كمثلكَ بالربوع وساكنيها
وليس كمثل طيفكَ حين يهفو
فليس له مثيلًا أو شبيهًا
عن الأشعار حين تروم وصفًا
تفوق بها البحور وناظميها
أو الضحكات بين يديك لمّا
تضاحكني ودومًا تبتديها
أو الدمعات عندك حين أبكي
تقول سأبكِ إن لم تمنعيها
أما لو أقطعُ الأعمارَ وصفًا
لبعض خصال منك فما أَفيها
ولا يكفيك عمري لو تضاعف
ولا الأشعار تكفي واصفيها
وإني كم أُمَنّي فيك نفسي
بضمة عاشقٍ كم أرتجيها
أكاد أظن أني لو مددتُ
إليكَ يدي لسوف تلاقنيها
رضيت هواكَ حتى لوفنيتُ
وروحك بالغوالي أفتديها
فتًبا للحدود إذا تُباعد
دروبًا كم تتوق لسالكيها
وتبًا إن أموت بلا لقاءك
وقال : أموتُ إن لم ألتقيها
وإني رغم كل البعد أنت
وأنت أنا وروحي تقتنيها
وأنت العمر بل وحياة قلبي
فنِعم حياة قلب وهبتنيها
ومهما باعدتنا من دروب
فنبضك بالثنايا يحتويها
وأنت لي الحياة ونور دربي
وما بعد الحياة وما يليها

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading