العاصمة

الملحمة الكبرى قبل وبعد

0

عادل شلبى يكتب

كنت طفلا صغيرا أذهب مع والدى الى مكان عمله , وهى مدرسة تحفيظ القرءان التابعة لوزارة التربية والتعليم , وكانت أمام هذه المدرسة الساحة الشعبية أرض فلاة ومحاطة بصور يبدو لنا انه كان عظيما , كنا أطفال صغار نرى كل شىء حولنا فى منتهى العجب وفى منتهى العظمة . هذه هى تنشئتنا التى نشأنا عليها جميعا جيل الستينات , وما أدراك عن هذا الجيل الذى يحمل سمات النصر والهزيمة معا . نعم عشنا التجربتين معا وذقنا مرارة الهزيمة وناتج سوء الافعال من السفهاء فى كل الوطن , ففى صلاح الشعب صلاح كل شىء يهمه فى هذه الحياة وفى طلاحه طلاح , وفساد لكل شىء يهمه فى هذه الحياة وعد ووعيد من الخالق وهو الوعد الحق , فكلما تمسكنا بالحق والعدل فى كل شىء مع الالتزام التام بما أمر الله به فى عباداتنا ومعاملاتنا , وكافة أمورنا علونا وانتصرنا على كل باطل يعتور هذه الحياة ويعتورنا , فى كافة أمورنا وكلما بعدنا عن ديننا وبعدنا عما أمرنا الله به فالهزائم تلوا الهزائم والمصائب تلو المصائب على الجميع , ولقد فطن العدو الى ذلك جيدا فعمد على نشر كل فساد وكل جهل وبتسلط ليس بعده تسلط حتى وصل الى مراده فى هزيمتنا فى 67 وستين . رغم اخلاص القادة قادتنا العظام الذين حولوا مؤامرات الغرب فى افقارنا وامراضنا وتجهيلنا بسياستهم الحكيمة وحسن تفكيرهم الى نهوض وتقدم بالمواطن العربى , فى كافة الوطن وعمل على اجلائه من كل ربوع الوطن ثورة 52 على كل فساد وعلى كل استعمار أراد للوطن كل دمار وتدمير. نعم تم انشاء المشاريع القومية العملاقة التى حولت كل المصريين بل كل العرب الى نهضة وتقدم غير مسبوقين فى كل العهود التى خلت , فعمل الغرب الصهيونى حقدأ وتقويضا لكل نصرا فى كل المجالات التى خاضها رجال الثورة من أجل التحرر, وقام العدو بعدوانه المتكرر على كل وطننا العربى , والمتمثل فى أكبر دولة عربية وهى مصرنا أم الدنيا تسلط ليس بعده تسلط , فى نشر كل ماهو فاسد على أيدى هؤلاء المتأسلمين شجرة ابليس فى كل الوطن لهدم كل حق , وعدل والذى يروى هذه الشجرة الخبيثة هم الغرب الصهيونى والكان الصهيونى , لأنها تثمر لهم ثمارا تخدم أهدافهم فى كل الوطن عملاء وخونة , فى كل مكان ينشرون كل فساد ويؤصلون له فى كل المجتمع العربى الاسلامى . هذه حقيقة الأمور والمعمول بها حتى وقتنا الحالى وها نحن نعانى من تأمرهم , وخيانتهم مع جهلهم وغبائهم المعهود من قبل ومن بعد نعم كنت طفلا أذهب مع أبى الى محل عمله مدرسة الجمعية لتحفيظ القرءان وكان مدرسا للغة العربية كنت أجلس عند شرحة للغة وكنت سعيد للغاية وكنت أخرج الى فناء المدرسة , ومنه الى الخارج أنظر الى الساحة الشعبية المليئة بالدبابات والمصفحات , ورجال يرتدون زى موحد كنت أراهم كل يوم فى الصباح الباكر , على مصفحاتهم ودباباتهم يعبرون الطريق الى الغرب كى يصلوا الى فرع النيل بيننا وبين محافظة الجيزة , ويتدربون على العبور كل يوم يقوموا بهذا التدريب الشاق. نعم هذا ما حدث وهو منقوش فى الذاكرة فكنت اذهب فى العصارى الى الجندى على لا اعرف سوى هذا الاسم وكنت اجلس معه يلاعبنى , ونتضاحك سويا الى أن جاء يوم الرحيل ولم أجده فجأة فحزنت لهذا الفراق دون وداع , وبعدها بعدة أيام وفى العاشر من رمضان كنت أجلس أمام التلفاز أبيض وأسود , وأنقطع ارسال ما نتفرج عليه على هذا البيان الذى ملىء قلوب كل من حولى من الأهل , بكل فرح وسرور عبرت قواتنا المسلحة المصرية الى سيناء الحبيبة الى قلوبنا . كان يوم مشهود له بكل نصر وفرح وسرور بين الجميع . العاشر من رمضان أكتوبر 73 يوم النصر على كل باطل يوم النصر على كل الغرب الصهيونى الغادر تحيا مصر يحيا الوطن بخير أجناد الأرض

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading