منى عكاشة خبير التدريب والتنمية المستدامة تناقش اسباب الطلاق المبكر فى الأسرة المصرية أول أكاديمية ضيافة جوية في مصر باعتماد 65 دولة آسيوية وأفريقية حسام حسن المدير الفني لمنتخب مصر الأول لكرة القدم، هنأ فريق الزمالك بمناسبة تتويجه بلقب كأس الكونفدر... قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية بهادري جهرمي، إن الحكومة لم تتلقَ أي أخبار جديدة بشأن حادث مروحية... مصر تتابع بقلق بالغ حادث طائرة الرئيس الإيراني نفى الهلال الأحمر الإيراني، ما تداولته وسائل إعلام محلية، مساء اليوم الأحد، بشأن العثور على مروحية ا... الزمالك يتوج بالكونفيدرالية للمرة الثانية في تاريخه المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، إن وزارة الداخلية تتابع الأوضاع القانونية لغير ال... الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، إن بلاده مستعدة لتقديم الدعم بعد حادث مروحية تقل الرئيس الإيرانى إبر... بي تك وبنك تنمية المهارات يرسخان شراكتهما طويلة الأمد لمواصلة جهود إثراء وتطوير الكفاءات البشرية
العاصمة

الحجيج وأيام مَعدُودات  كتبت/ ناهد عثمان

0

الليلة السادسة

يطرُقُ المتْعَبون بابَ العشر بِلهفة الرَّجاء .. أنْ يملأَ اللهُ بالعَفو الجِرار .. 


يتنَحّى سَبعون ، أو ثَمانون ، أو مِليون قَلب .. يَبكُون :


يا الله .. لا تَجعلنا رَذاذاً يَهيم في كلِّ وادِ .. لُمَ شَعثنا عَليك !

يا خَفِيّ الُّلطف ..


أدْرِك ضَيعتنا .. واجعَل نَبض الفُؤاد شَفيعاً لَدَيك !

يا ربِّ ..


طَهّرنا .. واغرِس في قُلوبنا نُوراً ( كالنُّور السّاكن في تُراب البَقيع ) !

ها نَحنُ نُفَتِّش عن أنفُسنا بين الصّفا والمَروة .. عل جَوابا يتَفجّر لنا ..


لِماذا نَتوغّل في الطِّين يا الله ! ونُبعثر الغَيث تُرسله لنا !

تأتيك الإجابة بالِغة في شَعيرة الحَجِّ في قوله تعالى { فاذْكُروا اللهَ كَذِكْرِكُم آباءكم أو أشَدّ ذِكرا } !

إذ نحنُ نشتَعل في مواسِم الشّعائر ؛ ثُمّ نَغيب في سَديم السّهو … ثم نَتلَف مِن جَديد ! 


والله يُريد لكَ أن تَصطَحِب الشّعيرة إلى كلِّ أيّامك ؛ مثل ما تَصطحب نَسبك حتّى المَمات !


اصحب ذكره ففيه أسرار الفردوس الجليلة ..

” أنتَ في الأرضِ هو أنتَ في السّماء ” ..
ما المعنى ؟!
المعنى أنه إذا اشتَدّ الشَّغف فيكَ في ليلِ الضّراعة ؛ حتّى تَجَلَّت علَيك الهِبات .. 


ورَحَلَت الشّمس في إثْرِ خُطاك .. فأنتَ أنتَ .. 


لأنَّ اللهَ إذا أرادَ بعبده خيراً ؛ حبَّب إليهِ ذِكره .. حتّى يُخلّصه مِن شَظَف السّيئات !

اذكُره ..
إذ الّليل ذَرّ على صَفحة عُمرك الغَسَق !

اذكُره ..
فَهو مَن يأتيكَ بالمواسمِ ؛ كيْ تَنزع عنكَ خَفِيّ الشّوك مِن عَملك !

اذكُره ..
فَقلوب الخَلق وألسِنتهم ؛ تَلهج فِيك .. بما يَهمس به الملأُ الأعلى حَولك ويُدندنون !

اذكره ..
وانطَرِح في صَحراء فَقْرِك .. فَبِذكره ؛ تَسعى بين يَديك الحُقول !

يقول إبن القَيّم :
” لو سَمِعْتَ صَـرير أقلام الملائكـة، وهي تكتبُ اسـمك في الذّاكريـن لله ؛ لـمُت شـوقـًا ” !

يا لِحروف اسمك تُسافر في حِبر الملأ الأعلى .. فلا تُمحى بعد ذلك أبدا !

انظر إلى عبد العَزيز المقدسي كيف يَنحتُ الذكرُ في روحه ..


فقد كان يُراقب اللهَ في نفسه ، ويَعُدُّ زلاّته ، فَوجدها لا تُجاوِز ستّة وثلاثين زلّة .. 


فقال .. لقد استغفرتُ الله – عز وجل – لكلِّ زلّة مائةِ ألف مرة !

هذا عبدٌ ؛ صَنع من الذّنب باقات فَرح مَهيب .. وفَهِم أنّ الذّنب حلقة الفراغ بَيننا وبين الله ؛ فَردَمها بالذِّكر !

وكان ابن كَمال الدَمهنوري ..
قدْ سَمَا وعلا في زمنه مِن كثرة الصلّاة على النّبي ﷺ ؛ إذْ كانَ يُصلي عليهِ في اليوم والليلة مائة ألف مرة !

عبدٌ مُحِب يُشعل مُروج الأجرِ بِشُموعٍ ؛ زيتُها يُوقَد مِن بركة النّبي ﷺ !

قال لكم { فاذكُروني } بالتّذلل .. { أذكُركم } بالتّفضّل !

قال لكم { فاذكُروني } بالتّعظبم .. { أذكُركم } بالتّكريم !

قال لكم { فاذكُروني } بِترك الأخطاء .. { أذكُركم } بأنواعِ العَطاء !

أنواع العطاء في جِنان تَنمو فيها الحَسنات ؛ مِثل زنابق في روابي أكملُ مِن خيال الوَصف ..
تَفتح يديك للذِّكر ؛ فتَنفتح فِيهما جنّتان ..
ويَغزِل لك الذّكر ؛ عَباءة العِزّ عِند المليك .. ويَصهل المَجد في مِعطفيك !

ألفَ تسبيحةٍ أو ألفان ..
ألف تَهليلة أو ألفان ؛ تُعَشّب دهور الفِردوس بِهما !
ويَشهد العُشب ؛ أنّه اعتراهُ المَطر مِن فَمٍ ذاكِر يَعبر الأرض ، وشَفتيه تَهمس بالشّوق للأجرِ المُدّخر !

الذِّكر ..
غابةُ تَغفو الأشجار فيها ؛ ثُمّ تَهتَزُّ بالياسَمين ..
إذا ذَكر الله قَلب ؛ اهتَزّت أصابعه مِن جفلة الحَنين !

فيا أسوارَ الغَيب ..
كيف تَتبدّل المَقامات وراءَكِ بالذّكر .. حتّى يَغيب رجلٌ في ظِلّ العَرش ؛ لأنّه ماتَ ولسانه مُعتَكِفٌ في مَلكوت الله !

تتفَتّق أُجور الذِّكر في المَلأ الأعلى ؛ كأنّ كلّ تسبيحة مِيلاد ألف شَمس وشَمس ..
كأنّ كلّ تَهليلة ألف يمامة ويَمامة ؛ تَشدو في أعطافِ النّعيم !

وتَخَيَّل لهذا المَعنى قول نَبِيّك ﷺ
لِبِلال : ( إنّي سَمِعتُ دُفّ نَعليَك بين يَديْ فِي الجنّة ) ..
كأنّ وَقْعَ قَدَميه في الأرضِ ؛ كانت تَتَلقى صَداها تُربة الجِنان !
مثل مَوجة .. لمْ تتَوقّف أبداً عن الاتّساع ؛ حتّى استَقَرّت على شاطِيء الجَنّة !

ثِقْ ..
أنّه لاشَيء مِن رِيحك ..
مِن أنفاسِك ..
مِن هواء كَلماتك ؛ تُبَدّده الرّيح !

ثَمّة مَعارج تَرحل فيها ألوانُ رُوحك ؛ تَلتقطها السّماء .. لِيَرتسم طَيفك دونَ زَيف .. ولِينقل جَبريل مِن ثَمّ صَوت العَليم إلى أهلِ الأرض :
( إنّي أحبّ فلان فأحِبّوه ) ..
فأنتَ في الأرضِ ؛ هو أنتَ في السّماء !

اسأل نَفسَك في هذا الزّمن المُبارك .. هل لإسمك نصيب في عالَم الملأ الأعلى ؟!

هل ذَكركَ الله ؟!

هل نَادى باسمك في السّموات و حول العَرش و قال : ( إنّي أحبّ فلُان ) ؟!

لو أنّ ذلك جَرى .. لَحُقّ لك أن يُغشى عليكَ فَرَحا !

اذْكُره كثيراً كيْ يَذْكُرك ..
واغتَنم زَمنا يُحِبّ فيه التَودّد إليه ..
فَبَعضُ الأزمان ؛ تُختَزَل فيها المَسافات ، و تَحتَرق فيها المَراحل ..
ولا يَضُرّك التَّفرّد ، فإنّ طريق العُلى قليل الإيناس !

تَرَجّل عن غَفلَتِك ..
وادلف إلى سرّ الخَزائن التي عِند رَبّك .. ” واعتَلي دَرج الصّعود المُستَِمر إلى الصّعود ” !

غافلٌ ..
هو من يَكتُب اسمه على رمْلٍ مُتُحرِّك !

غافلُ ..
هو مَن يجعل مِن عُمره ورَقاً يابِساً !

الغَفلة ..
تَكنس وُجودك ..
تَجعله في مهَبِّ السّنين !

أمّا الذّاكِرون الله ..
فأسماءهم مُعلّقة أبداً على جدرانِ الخُلود !

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading