العاصمة

الإيمان بالله إيمان العادلى

0
إيمان العادلى
الكل يردّد أنا مؤمن
لكن كيف هو إيمانك؟
وما مدى عمقه فيك؟
ليس الأهم أن تؤمن بالله و تصدق في إيمانك
إنّما الأهم هو أن تثبت عليه
في الغالب.
وفي بداياتنا على طريق الله
يذيقنا الله عز وجل حلاوة الإيمان مجّانا
يعني بجهود بسيطة قليلة منّا…يعطينا الكثير من
الأثر في قلوبنا
حتى إذا ما تذوّقنا للإيمان حلاوة
كان علينا بعدها أن ندفع الثّمن
و أن نبذل جهدآ لنستمر في تذوّق تلك الحلاوة
للإيمان
و تقريبآ
إن تأمّلت حياتنا كبشر
ستجد أنّ هذا نظام عام
فمثلا في حياة الأزواج
في البداية المشاعر قويّة و مندفعه
بعد ذلك أنت و شريكك إن أردتما أن تستمر المشاعر بذات القوة
عليكما بذل الجهد لأجل حصول ذلك .
و فيما يخص علاقتنا مع الله عز وجل
و ثباتنا على طريقه بذات القوّة
نحن بحاجة لأمر معيّن
من شأن التّركيز عليه
أن يمنحنا هذا الثّبات
ما هو هذا الأمر ؟
إنّه ( ذكر الله )بل (الذّكر الكثير لله )
ما معنى هذا ؟
و ما المقصود أن نذكر الله كثيرا ؟
ليس المقصود هنا ذكر اللّسان فقط
و ليس مقصودا كذلك ذكر القلب فقط
و لكن المقصود هنا
ما سبق + ذكر المواقف
ما هو ذكر المواقف ؟
يعني في كل موقف تعيشه في حياتك
سواء مع نفسك بينك و بينها
سواء مع الآخرين
يحب أن تكون دائما مستشعرلمعيـة الله معك
تتذكّر أنّ الله رقيب قبل أن تردّ على أحد
تتذكّر أنّ الله معك يسمع ويرى حين تفكّر أن تغتاب مثلا
تتذكّر أنّ الله موجود حين يتخلى عنك الجميع لرفضك الإشتراك معهم في أمر يغضب الله
تتذكّر أن الله محيط بك حين تفكّر أن تعصاه في خلوة فتمتنع
تتذكّر أنّ الله يختبرك حين يغريك أحدهم بارتكاب سوء وأنت في حاجة و اضطرارلكنّك لا تستجيب
عندما يقول لنا ربّنا ( ذكرا كثير)
فهذا يعني في كل لحظة من لحظات حياتك
لأنّ الكثير مفتوح ولا حدّ له
و أنت واجتهادك
هناك أوقات سنغفل فيها عن ذكر الله
و تلك طبيعتنا البشريّة وفتح لنا لأجلها باب التّوبة
والمغفرة
و من رحمة الله عز وجل أنّه لم يقل لنا
( ذكرا دائما )
وإلّا لهلكنا جميعا
فرحمة بنا قال لنا (ذكرا كثيرا )
أي غالب وقتك ما أمكنك
المعيّة الإلهية ليست أمرا ينزّل علينا من السّماء
إنّما هو نتيجة لنداء قلبك واستحضاره لخالقه
في أيّ موقف
في اي مكان
في أيّ زمان
و أنت واثق بأنّه سيكون معك و لن يخذلك
حين أفكّى بهذا الأمر
الإستشعار الدّائم لوجود الله
يخطر بذهني سيدنا ابراهيم عليه الصلاة و السلام
لأن لقبه المعروف به ( خليل الله )
يعني ( صاحب الله )
يعني الذي لا يفارقه و لا يتركه
الذي يصحبه معه في كل مكان و زمان .
نسأل الله أن يلهمنا ذكره
لنثبت على طريقه فنكون لطريق الفلاح أهدى و أقرب .

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading