العاصمة

الإخوة دم يجري فى عروقك

0

كتبت /ناهد عثمان

بدأت ظاهرة اجتماعية في الظهور على السطح في الآونة الأخيرة مقلق وهي “تأزم العلاقات بين الإخوان والأخوات “!!!

الأخوة ليست علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصديق ويخون .. هي دم يجري في عروقك ، لذلك حتى لو تجاهلت وجوده في حياتك فستصرخ كريات الدم في  لتشعرك بالحنين إليه !!!

فإن زرتني زرتك .. وإن أعطيتني أعطيتك .. وإن أحسنت إليّ أحسنت إليك .. فمن يقيسون عطاء الأخوة بقانون الأخذ والعطاء لن يحصدوا سوى جفاف المشاعر وتصحر الأحاسيس وتباعد المسافات!!!

من الضروري أن تضع خطوطاً حمراء لزوجتك ( أو لزوجكِ) ولأبنائك وبناتك حين يكبروا ولا تسمح لهم بتجاوزها فيما يختص بإخوانك وأخواتك ..

فأغلب مشكلات القطيعة بين الإخوة تكمن في تدخل الزوجات أو الأزواج والأبناء والبنات وإيغار صدور الإخوة على بعضهم البعض .

لذلك لا تسمح لهم أو لغيرهم أن يتدخلوا في تشكيل إطار علاقتك بإخوتك ويدفعوا بك نحو طريق القطيعة والبعد ،

لا تسمح لنفسك ان تعطي إذنك لزوجتك وتصدقها فيما تقول وتكذب اخوك لمجرد أنها ترضي عنك وطبعا بطبيعة الحال هي كل يوم عند امها ولو مرة قولت لها عاوزك تذهبي عند امي تقول لك زوجة اخوك او اخوك نفسه مش بيديني وش وما فيش حد منهم بيكلمني وطبعا تصدق علي طول وتتقلب علي اخوك او اختك او زوجة اخوك

وإذا ما سمحت بذلك فسترى المشهد نفسه يتكرر بين أبنائك والقطيعة تدب بينهم وأنت تتحسر عليهم !!!

روعة الأخوة أن تشعر أختك أو أخاك بقيمته في حياتك .. باشتياقك له .. بأن أمره وهمومه ومشكلاته تعنيك .. بأن دموعه تنحدر من عينيك قبل عينيه .. أن تسنده قبل أن يسقط .. أن تكون عكازه قبل أن يطلب منك ذلك ..

الأخوة ليست أسماء مرصوصة في بطاقة رسمية .. ولا أوراقاً مرسومة في شجرة العائلة .. ولا أرقاماً هاتفية مسجلة في هاتفك ..

أنتم إخوة .. حملتكم الرحم نفسها ، وأرضعتكم الأم نفسها ، وعشتم في البيت نفسه ، وأكلتم من الصحن نفسه ، وشربتم من الكأس نفسها ، واحتفظتم بالذكريات نفسها ، ولذلك لن تستطيع أن تمحو كل ذلك ، وحتى لو حاولت ستشعر في نهاية كل يوم بتأنيب الضمير فالدم الذي يسري في عروقك سيشعرك بالحنين لإخوة يقاسمونك كريات دمك نفسها !!!

فإياك ثم إياك أن تفرط بأخوتك من أجل أي شئ في هذه الدنيا فكل شيئ يمكن تعويضه .. الزوج يأتي بداله زوج آخر والأبناء يأتي غيرهم من الأبناء وكذلك الزوجة ولكن إخوتك إن ذهبوا فلن يأتي غيرهم ..

وبر الأم إن ماتت نوصله في بر الخالة .. وبر الأب يوصل في بر العم .

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading