العاصمة

إسالوا العاشق عما يعطى

0

 

بقلم … عوض عرفه الصاوى
كنت بعيد عن الفيس والسوشيال ميديا لفتره والحمد لله مطولتش ولاكنى كنت متابع جميع الاحداث الرياضيه على الساحه المصريه فى هذه الفتره من خلال التليفزيون وفى هذه الفتره وجدت قناه تذيع اغنية العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ اغنيه للنادى الاهلى بعنوان “ذين النوادى” ووجدت ان
الطريقه التى يغنى بها للأهلى التى تتخطى غناء مشجع لناديه وتتشابه كثيرا مع اغانى الحب والرومانسيه وهى المشاعر التى يعيشها حليم وغيره من جماهير الاهلى مع ناديهم هى مشاهد لنادى تجاوز اطرافه العلاقه العاديه بين اللاعبين والمشجيعن والنادى …

فالأهلى هنا اكثر من مجرد نادى لجماهيره هو جمهوريه قائمه على المشاعر تتخطى فيها الاطراف حدودها فلا حدود للعاشق عندما يعشق وقتها تمحى الخطوط والحواجز ويذوب الكيان فى الافراد ويذوب الافراد فى الكيان …

ليتحول المشجع الى نسخه من ناديه الأهلى ويتحول النادى الى نسخه اخرى من مشجعيه .

** المهنه اهلاوى !

ما زلت اتذكر كلمة والدى وهو يطلب منى ان اعطى بعضا من وقتى للمذاكره والا يلتهم الأهلى كل وقتى عندما قال لى (فيما معناه ) ان تشجيع الأهلى امر مختلف عن كل نوادى العالم فالانسان يصلح ان يعمل كأهلاوى وربما سيتطلب منه الامر وقتها اوفر تايم …

الأهلى هو حياه كامله بحلوها ومرها وقصصها واشخاصها وفى نفس الوقت هناك مشجع المنافس لا تستطيع ان يغمض عينه عن ناديه كثيرا والا سيجد الكثير قد فاته وربما يتغير رئيس ناديه ومدربه ولاعبيه اذا اوى لفراشه مبكرا دون ان يتابع اخباره قبل النوم مباشرة …
وعليه متابعة تلك الاخبار فور استيقاظه ليطمأن ان ناديه الذى تركته ليلا هو نفس الفريق الذى استيقظت ليجده فى الصباح .

**ديناميكيةالمنافس

تلك الديناميكيه تجعل من المشجع المنافس مالكا للنادى فى خياله يخطط لمستقبله يغير اداراته ويقيل اجهزته الفنيه ويتعاقد مع اخرى ويتعاقد مع لاعبين ويرفض اخرين

لا يقتنع بادارات النادى دوما على مر العصور فهو دوما يدير النادى افضل فى خياله .

لذا كان الطبيعى ان الجمهور فى النادى دوما كان العامل اكس الذى يجب وضعه فى الحسابات عند التعاقد او عند رحيل مدرب او لاعب .

اما جمهور الأهلى دوما كان طرفا فى المعادله ويتم عمل حسابه من قبل كل الادارات وبغض النظر عن صحة هذا او عن تاثير هذا على بطولات النادى سلبا او ايجابا ولكن كان هذا امرا واقعا لجماهير ترفض دوما التهميش ولا ترى ان الاداره دوما على حق فالأهلاوى صاحب نادى وليس مشجع

لا يتخيل الأهلاوى ان مع كل تلك المشاعر التى يكنها لناديه يوجد فى الارض من يحب الأهلى مثله او اكثر منه …

لذا فهو لا يثق فى ان احدا يعرف مصلحة ناديه اكثر منه
فلا احد يعشق الأهلى اكثر منه هو من يقف يواجه الجميع فى شارعه ومدرسته …

هو من يتحمل سخافات الاعلام وجماهير المنافس …

هو من بات يحلم بطاقية الاخفاء وهو صغير السن لكى يتمكن الأهلى من ان يهزم المنافس 20 صفر …

هو من ذهب الى الملعب فى احلك الظروف بعد اى اخفاق او هزيمه ليهتف بالروح بالدم بنحبك ياأهلى …

بالتاكيد لا يوجد كثيرين مثله ربما يشجع الكثيرين الأهلى لكن لا يوجد احد يحب الأهلى بنفس الدرجه ولا يوجد احد يعرف عن الكره والأهلى واسراره مثله

الغريب ان كل الملايين يفكرون بنفس الطريقه ويظنون جميعا انهم وحدهم فرسان الاميره البيضاء لذا يظل هولاء داخل المعادله رافضين دوما التهميش والخروج من المعادله …

الأهلى جزء من ممتلكات كل فرد من جمهوره الذى ربما لا يعطى احدا فى حياته وقت مثلما يعطيه للأهلى

** موقف لاانساه
عقب احد المباريات فى استاد القاهره والتى اتيت لها من قريتى الصغيره فى الدلتا انا وصديق لى وبسبب رغبتى عقب اللقاء فى ان اذهب لمنطقه اخرى فى القاهره لزيارة اشقائى هناك فوقفت انا وصديقى من اجل استقلال اى تاكسى …

ولقلة خبرتنا فى القاهره ووسط حيره من امرنا ونحن لا نعرف اذا كنا نقف فى الاتجاه السليم ام لا .. خرج اوتوبيس لاعبى الأهلى امامنا فجرى صديقى ليهلل للاعبى الأهلى الخطيب مصطفى عبده اكرامى مصطفى يونس اسامه عرابى مختار مختار الخ الخ …
المارين امامنا ولم اتحرك من مكانى
وقتها ادركت انى لم يعد يربطنى بالأهلى لاعب او مباراه بل انى ربما لا احب لاعبى الاهلى ولا يمثلون لى الاهميه الكبيره ولم اعد اهتم بان املأ غرف بيتنا بصور نجوم الأهلى ولم اعد اهتم بلصق رقم معين على تيشيرت الأهلى الذى ارتديه اكتشفت ان اسماء اللاعبين وارقامهم لم تعد تهمنى فقد اعدت اكتشاف انتمائى واكتشفت انى فقط انتمى للكيان

تخطيت التفاصيل الصغيره وتحولت للحب المجرد للفكره بل ان حتى الكره الجميله التى يلعبها الأهلى لم تعد تهمنى … فقط يهمنى الكيان والفكره

فأن تعريف الأهلى لم يعد فريق كرة قدم ولاعبين وبطولات بل تحول معى للفكره الراقيه التى يمثلها كيان الأهلى ..

الأهلى هو الة التنبيه العاليه التى تنطلق كلما انتزع بطوله لتنبه المصريين
اصبح الأهلى يمثل تيارا تسطيع ان تتوقع افراده دون ان يتحدثوا فى كرة القدم تسطيع ان تخمنهم فتشجيع الأهلى اصبح صفه تستطيع ان تصف بها انسان

تسطيع بكل ارياحيه ان تصف فرد ما بانه اهلاوى وعليه تستطيع ان تتوقع مجموعه اخرى من الصفات التاليه فتشجيع الأهلى مكون اساسى من مكونات شخصية مشجعيه

المجتمع المصرى الذى يخطو بكل ثقه الى الاسفل اصبح فى حاجه الى أهلى فى كل مجال من مجالات الحياه فى مصر فالأهلى هو الحل الواضح والصريح والاخير ولكن هل يريد الوطن ؟؟؟
“”””””””””””””””””””””””””””
#الاعلامى

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading