المكر السيء
كتب: على إمبابى
اساس نجاح المكر البشري دوما هو عدم علم الممكور به بما يخبئه له الماكر. واخطر مكائد الماكر حاليا، هو نجاحه المطلق في بيع الصورة الذهنية المتعددة للعالم الجديد للممكور بهم. مثل فيروس كورونا وتداعيات احلال وتجديد عالم بعالم، مصل الشريحة وشبكات الجيل الخامس، جغرافيا افريقيا الجديدة واعادة اكتشاف الامريكتين، تمثيلية صراع الصين،امريكا،روسيا لاحتكار العالم، المواطن الكوني، الصحوة الموجهة في وعي العالم بالتفرقة العنصرية والدينية، ضرب الظالمين بالظالمين ..الخ. وللحقيقة الصورة الكلية لمخطط الفكر البشري الان صعب ـ ان لم يكن مستحيل معرفته .
المسموح به فقط هو علم الضحية بنصيبه المحتمل في كعكعة الخديعة، ليس الا.
هذه الحالة الوحيدة للكيد الناقص المسموح فيه بمكر ايضا .ان تعلم الضحية بمراد الكائد وليس الماكر. لان الكائد الذي هو صنيعة الماكر، يطمّع الضحية في غنيمة بقائه ضمن اللعبة، وليس الفوز فيها.
ولكن للاسف واقع الحال ومع كثافة المكر البشري الحالي، فالضحية لا تملك خيار يوسف عليه السلام عندما دعا ربه (قال رب السجن احب إلي مما يدعونني اليه، وإلا تصرف عني كيدهن آصب اليهن وأكن من الجاهلين).
ما انقذ يوسف عليه السلام هو وعيه بمكيدة امراة العزيز وصويحباتها، وعلمه بنتيجة كيدهن ان وافقهن، ثم تسليم امره لله بالتدخل لصرف كيدهن.
هنا المكر الالهي كما هو دائما يدور بمغزله لصرف كيد الماكرين والكائدين. فصفو المكر الالهي هو ان يحيك الله عز وجل للماكر عمل سؤ عليه، جراء ما نوى الماكر اصلا من سؤ للصالحين او البشر، ليصبح عدم علم هذا الماكر بإرادة الله سبحانه، مكرا من الله عز وجل يوقع به عقوبة على الماكر. فالمكر الرباني هنا عقابا الهيا سماه المولي مكرا، لانه في غفلة من الماكر، وأمنه التام من ان يأتيه سؤ من الله او تتغير مخططاته او تفسد مكائده، لتحق عليهم الاية (ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون) النمل :٥٠
- فاذا استوعبنا قلب المكر الالهي فيما سبق وما اوصي به الله سبحانه نبيه (ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون) النمل:٧٠، لتيقنا ان سرمدية قانون المكر الالهي، مرتبطة بوجوده سبحانه في عقاب الماكرين والكائدين والخادعين، من ابسط علاقة ثنائية الي اعقد مكر يريد ادارة البشر. فغفلة ماكرين السؤ عن القانون وايمانهم بمكرهم وكيدهم لتغيير خلق الله، يجعلهم مستحقين نفاذ القانون عليهم بمنتهي العداله
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.