العاصمة

العمل المسرحي ” ساكن متحرك ” اليوم و مهرجان المونودراما المسرحي بمهرجان جرش

0

.

 

تغطية خاصة بقلم/ الكاتب و الإعلامي أحمد بهجت.

 

جمهورنا الغالي الحبيب جمهور عالم نجوم الإبداع و الفن في كل مكان و من حيث تتوالى فعاليات مهرجان جرش للثقافة و الفنون بدورته ٣٨ و منها و فعالية هامة جداً و خاصة ضمن برنامج المهرجان و هو إنطلاق الدورة الثانية من مهرجان ” المونودراما المسرحي ” وسط حالة من الإبداع الفريد من نوعه….

 

وحسب تعريف النقاد و المؤرخين فإن ” المونودراما ” تعد أحد أنواع التجارب و التجديد في فن المسرح حيث تخلو من الحبكة التقليدية المعتادة و يعود تاريخها الحديث إلى بعض أعمال الممثل والكاتب المسرحي الألماني جوهان كريستيان براندس (1735 – 1799) و لكن أول من أطلق هذا المصطلح على عمل مسرحي كان الشاعر البريطاني ألفريد تنيسون (1809 – 1892) و من أبرز خصائص هذا اللون المسرحي الفردية و الإنعزالية والصراع الداخلي والبحث عن الخلاص الفردي دون الاهتمام بالخلاص الجماعي و بختصار حتى لا يطول الحديث فإن المونودراما أحد الأنواع المبدعة بالفن المسرحي و أفرعه.

 

منها و من حيث تقام فعاليات مهرجان المونودراما المسرحي بدورته الثانية ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة و الفنون بدورته الثامنة و الثلاثون و من حيث يعرض اليوم العمل المسرحي المبدع ” ساكن متحرك “للمؤلف المبدع الفنان / فهد الحارثي و هو رائد من رواد المونودراما المسرحية و أحد نجوم الفن السعودي البارزين

 

أما عن العمل ” ساكن متحرك ” فقد تم عرض هذا العمل بالعديد من المحافل و العديد من المهرجانات بالعديد

من الدول لتميزه و شدة إبداعه و حصد العديد و العديد من الجوائز الفنية بمصر و السعودية و العديد من الدول

و المسارح و المهرجانات…

 

و من أجمل ما يميز هذا العمل المبدع و هو بداية العمل

بموسيقى هادئة لا تلبث أن تتصاعد فيما الظلام مهيمن على فضاء المسرح تماماً منها و يأتي الصوت الوحيد رخيما هادئا وهو يغني بشكل دنداني ” مضناك جفاه مرقده وبكاه.. ورحم عوده حيران القلب معذبه- مقروح الجفن مسهده… وبينما توحي و تعكس تلك الكلمات بثقافة موسيقية رفيعة و رزانه و وقار كونها مطلع قصيدة أمير الشعراء الأستاذ أحمد شوقي الشهيرة التي غناها ولحنها موسيقار الأجيال المبدع الأستاذ محمد عبد الوهاب عام 1938على مقام” حجاز ” ينقشع الظلام جزئياً لنشاهد أحد الممثلين وسط كواليس عمله المسرحي اليومي من ملابس وديكورات و إكسسوارات تعصف به حالات نفسية متناقضة من الصمت والصراخ و الضحك والعبوس والسكون و التدريبات الرياضية و التحدث بالفصحى واللجوء إلى العامية المطعمة بعبارات كاملة بالإنجليزية.

 

منها وكما تكمن صعوبة العرض و تميزه و تحدياته الجمالية و الإبداعية كونه يعتمد على ممثل واحد فقط فيقع على عاتقه هو بمفرده توصيل عناصر العمل من تصاعد درامي ومشاعر متناقضة فلا أحد غيره يشاركه الحديث أو يبادله الحوار..

 

و منها من حيث تلعب الإضاءة أحد أدوار البطولة في العرض حيث إن الظلام على خشبة المسرح هو القاعدة بينما تتابع كرة الضوء المتحركة حركة الممثل في سياق الأداء الدرامي المسرحي للعمل…

 

و هكذا تبدأ الملامح الأولى للعرض المسرحي السعودي

المبدع ” ساكن متحرك ” و الذي قد تشرفت بحضور عرضه على مسرح ” الهناجر ” ضمن فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان ” أيام القاهرة الدولي للمونودراما ”

 

أما عن صناع العمل فقد أكد مؤلف المسرحية الفنان القدير/ فهد ردة الحارثي سابقاً حول فنيات العمل أنه حاول في هذا النص الإبتعاد عن الشحن النفسي والتفريغ العاطفي الذي يحدث عادة في حالات نصوص المونودراما التي تعد صعبة لكنها فاتنة على حد تعبيره مشيراً إلى أن هذا اللون من المسرح يتطلب تمكناً خاصاً من مخرجه فضلاً عن ممثل يشبه الحواة في قدراته الإبداعية حتى يتمكن من الإمساك بجميع أطراف اللعبة الفنية و عناصر الحوار و التعبيرات مؤكداً أن تلك المواصفات تحققت في كل من مخرج العرض المبدع الفنان / أحمد الأحمري وممثله الوحيد و المبدع الفنان / بدر الغامدي .

 

كما أكد أن اللافت في أداء الغامدي حيويته الشديدة كممثل شاب نجح في تقديم أداء حركي متنوع، فضلاً

عن التلاعب بنبرته الصوتية ما بين الصياح و الهمس

و الفصحى والعامية و هو يروي معاناة الفنان المسرحي من أجل تقديم عمل مختلف وكيف يتحول أحياناً الخلاف بين صناع العرض من تباين في وجهات النظر إلى صراع وضغوط بهدف تحقيق حلم يصنع السعادة أو يجلب الإحباط.

.

أما عن المبدع الفنان / فهد ردة الحارثي فقد بدأت تجربته مع مسرح المونودراما في منتصف التسعينات من القرن الماضي حتى أصبحت حصيلة أعماله ثمانية أعمال منها ” زين – خليك رجال – يوشك أن ينفجر ” و التي عرض معظمها في المغرب والجزائر وتونس وسوريا ولبنان فضلاً عن مصر..

 

و منها و الإبداع لا ينتهي أبداً بكم و معكم جمهور عالم نجوم الإبداع و الفن بكل مكان و فعاليات مهرجان جرش للثقافة و الفنون بالدورة ٣٨ فتابعونا يأتيكم كل جديد

و أهم هذه الفعاليات الراقية و المبدعة للتنوير و الثقافة.

 

الكاتب و الإعلامي أحمد بهجت .

 

اترك رد

آخر الأخبار