نتوءات ذات مغزى كتبت د/ نجلاء كثير
الشرقية
فى سوق التداول والعملات نجد العملات المعدنية تحمل على الحافة نتوءات .
هل تلك النتوءات تم صنعها محض صدفه ؟!
ام لها معزى ؟!
ففى مصر نجد أن العملات المعدنية من جنية إلى ربع جنية مازلت تحمل تلك النتوءات ؟!
كما حملتها قديما عملات مصرية بفئات مختلفة قبل أن يحل محلها عملات أخرى حديثة؟!
فما السر واراء تلك النتوءات ؟!
واليكم سر بداية ظهور تلك النتوءات ولماذا صنعت والغرض منها .
ما سر النتوءات على حافة العملات المعدنية ؟
هل انتبهتَ من قبل إلى أن حواف العملات المعدنية متعرِّجة كالأخاديد؟ هذه التلال الصغيرة المحفورة على
جوانب العملات النقدية يعود تاريخها إلى عام 1792، منذ تشريع قانون العملات الأمريكي.
في ذاك الوقت، نص القانون على أن يتم سك العملات النقدية فئة (10 دولارات، 5 دولارات، و2.5 دولار)
من الذهب، في حين أن العملات فئة (دولار، نصف دولار، وربع دولار) يتم سكّها من الفضة، أما السنت
فكان يُسك من معدن النحاس الأقل تكلفة.
لكن المشكلة التي برزت أن العملات النقدية المسكوكة من الذهب والفضة كانت عرضة للسرقة من قِبل
اللصوص الذين تمكّنوا من برد حواف العملات الثمينة وبيع برادة الذهب والفضة دون أن يشعر أحد.
وبعد أن أصبحت هذه الأفعال الإجرامية شائعة، أصدر قانون العملات الأمريكي تعديلًا على شكل العملات
خاصةً تلك المصنوعة من المعادن النفيسة كالذهب والفضة، وإضافة تلال صغيرة على حواف العملات. وعُرفت هذه العملية باسم “reeding”. وأصبح من الصعب بَرد أي عملة نقدية دون أن يترك أثرًا بفضل تلك التلال الصغيرة. فقد كان يُرفَض التعامل بأي عملة حوافها غير سليمة.
ومن الجوانب الإيجابية لعملية “reeding”، استحالة تزوير العملات المعدنية، لأن تصميم العملة أصبح أكثر تعقيدًا.
وبعد الكساد الكبير، توقَّفت عملية صناعة العملات من المعادن الثمينة كالذهب والفضة، وذلك بعد أمر تنفيذي من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، وأزمة الفضة التي برزت في ستينيات القرن الماضي. وأصبحت تُصنع العملات النقدية من معادن أقل تكلفة كالنحاس.
لكن وعلى الرغم من انخفاض قيمتها، إلا أن التلال الصغيرة على حواف العملات بقيت موجودة على الكثير منها خاصةً العملات الأمريكية. وبغض النظر عن اتباع التقليد فقط، تُساعد هذه الأخاديد الصغيرة على تمييز العملات عن بعضها البعض بالملمس والمظهر خاصةً لضعاف البصر.