أخبار عاجلة

مختار جمعة يتحدث عن الحضارة في الاسلام

اسلام محمد

في هذه اللحظات الفارقة من تاريخ أمتنا نحتاج إلى إبراز الصفحات المشرقة النقية والجوانب والمعاني

الحضارية لديننا السمح وشريعتنا الغراء ، سواء فيما يتصل بعمارة الدنيا بالدِّين ، وبيان أن الأديان هي فن

صناعة الحياة لا صناعة الموت ، وأن مهمتها البناء لا الهدم ، والعمران لا التخريب ، والإصلاح لا الإفساد ، أم

فيما يتصل بترسيخ أسس التسامح الديني والتكامل الحضاري وترسيخ أسس العيش المشترك بين بني

البشر جميعا على أرضية إنسانية خالصة ، وإحلال ثقافة السلام محل ثقافة الاحتراب ، وخطاب السلام

محل خطاب الكراهية ، حيث يقول نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) في خطبة حجة الوداع المباركة ، في

ترسيخٍ غير مسبوق لأسس احترام إنسانية الإنسان ، وحرمة دمه وماله وعرضه: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ

وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا

أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ” (حديث صحيح) ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) أيضا : ” إنَّ دِماءَكُم،

وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا ، في بلَدِكُم هَذَا، ألا هَلْ بلَّغْت”

(متفقٌ عَلَيهِ) ، أم فيما يتصل بإكرام الإسلام للمرأة وإنصافها وعدم التمييز بينها وبين الرجل ، حيث يقول

نبينا (صلى الله عليه وسلم) : من كانت له أنثى فلم يئدها ولَم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة

“(رواه أبو داود) ، ذلك مع العمل الجاد والدءوب على إعلاء شأن القيم الإنسانية والأخلاقية ، واحترام

الإنسان كونه إنسانا كرمه الله (عز وجل) على إطلاق إنسانيته ، فقال سبحانه : ” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ” (الإسراء : 70) ، مما يلفت نظرنا إلى ضرورة البحث في المعاني والقيم الإنسانية المشتركة ، بما يخدم السلام المجتمعي ، والسلام الإنساني ، ويبرز الوجه الصحيح لديننا العظيم ، ويغلق منافذ الشر والانحراف والتأويلات الفاسدة أو المغرضة في وجوه المتشددين والمتطرفين والمتاجرين بالدِّين على حد سواء ، فمصيبة الإسلام في الجاهلين والمتنطعين لا تقل عن مصيبته في الإرهابيين والمتطرفين ، فكلاهما عبء ثقيل على الإسلام والمسلمين ، ومن ثمة تأتي أهمية العمل على تصحيح المسار وقطع الطريق على العملاء والمأجورين والدخلاء وغير المتخصصين من خلال إبراز وتبني رؤى العلماء المتخصصين المستنيرين المعتبرين .

ومن أهم مرتكزات المعاني الحضارية في الإسلام : معاني الرحمة بالفقير والضعيف والمسكين ، والسعي في قضاء حوائج المحتاجين ، وفك كرب المكروبين ، وإغاثة الملهوفين ، والسعي في قضاء حوائج الناس بهمة عالية ، ولا سيما مع الضعفاء والمستنجدين ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلا بِضُعَفَائِكُمْ ” (رواه البخاري) ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : ” لَيْسَ مِنْ نَفْسِ ابْنِ آدَمَ إِلا عَلَيْهَا صَدَقَةٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ ” ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمِنْ أَيْنَ لَنَا صَدَقَةٌ نَتَصَدَّقُ بِهَا ؟ فَقَالَ : ” إِنَّ أَبُوَابَ الْخَيْرِ لَكَثِيرَةٌ : التَّسْبِيحُ ، وَالتَّحْمِيدُ ، وَالتَّكْبِيرُ ، وَالتَّهْلِيلُ ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَالنَّهِيُ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ، وَتُسْمِعُ الأَصَمَّ ، وَتَهْدِي الأَعْمَى ، وَتُدِلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَتِهِ ، وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ مَعَ اللَّهْفَانِ الْمُسْتَغِيثِ ، وَتَحْمِلُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ ، فَهَذَا كُلُّهُ صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ ” (صحيح ابن حبان)

عن bwabt

شاهد أيضاً

عطشان في وسط المحيط .. الحرمان في عالم الفرص الضائعة

  بقلم د : خالد السلامي 06-01-2025 في قلب المحيط الواسع، حيث تمتد الأمواج إلى …

اترك رد

اشتراك

آخر الأخبار