العاصمة

ليلة في ديسمبر

0

 كتبت _عبير التميمى

            الدقهلية

هذه الحسناء التي تأتي خصيصاً لتجلس علي هذه الصخرة متأملة أمواج البحر المتلاطمة ، وفي يدها

زجاجة من البيرة تخفيها داخل

كيس أسود .. تتجرعها حتي تفرغ منها وقد أفرغت معها هماً ثقيلاً .. تتناول بعدها فنجان قهوة دوبل مع

حرق سيجارتين أو يزيد مع ورقة فئة المائتين جنيه تعطيها له ..

كان مطيعاً لها .. مؤدباً للغاية .. فقط يجلس بعيداً متأملاً منحنياتها داعياً الله بأن يرزق بمثلها ، وبعد أن تنصرف يسىء الأدب ، بأن تخيلها في مضجعه ..

رائحة عطرها كفيلة بأن تفصح عن مستوي معيشتها

تذكر حينما نادته ليجالسها فظن أنها تريد مواعدته وفي الحقيقة كانت تريده أن يسليها بإطلاق بعض النكات الضاحكة لم تخبره عن اسمها وهو أيضاً اكتفى بندائها

 (ست هانم )

البحر فارغ تماماً والطبيعة تتأرجح لتوقظ جنيات البحر من مرقدها وتجعلها تمد يدها بالسلام لجنس آدم ، فقد اختفت عروس البحر

منذ أن أفزعها علماء الطبيعة ببحثهم المستمر عنها، وأتت عروس من الأرض لتحل محلها ..

وجدها تعبر الطريق مسرعة إلي البحر .. قدماها حافيتان، ترتدي ملابس تجسد قوامها المذهل تاركة وراءها شالها، شعرها متناثر

بطريقة فوضوية ، تشبه جنية ساحرة في أعماق الليل ” صعدت تلك الصخور لتضربها الأمواج بشدة لعلها تعود

لكنها تأبي أن تبقي لتتحدي .

علت بصرخاتها المسجونة خلف قضبان الضياع ، رفعت يدها إلي السماء مستجدية بالدموع ، ثم انفضت لتجلس علي الصخرة المتناسية

متابعة لأاحداث رواية ( ليلة فى ديسمبر )

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading