كوفيد -19 وماهى أسباب وجود إصابات خطيرة
إيمان العادلى
هناك اعداد وفيات ملحوظة في بعض الاصحاء الذين عمرهم صغير وخصوصا في الاطقم الطبية؟
و هل يمكن ان نرجع هذا لما يسمى ب”الحِمل الفيروسي “ viral load كما يتردد من فترة؟
اولا : نعرّف معنى مصطلحين مهمين
-الجرعة_المعديّة( infectious dose): هي كمية الفيروس المطلوبة لاحداث العدوى .. في بعض الفيروسات زي الانفلونزا ممكن تكون قليلة جدا لدرجة ان ١٠ جسيمات فيروسية تقدر تحدث العدوى .. لكن ممكن تكون الجرعة الاف كما في فيروسات اخرى
بالنسبه لفيروس الكورونا الجديد فإلى الان غير معلوم بيحتاج نقل العدوى لكام جسيم فيروسي ولكن من المتوقع انه يكون عدد قليل بسبب سرعة انتشارة
و بعد الفيروس ما يدخل الجسم بيتكاثر بشكل تضاعفي سريع و يكون مئات ثم الآف من نسخ الجسيمات الفيروسية بسرعة بحسب مقاومة الجسم واستعداده
-الحِمل_الفيروسي (viral load): كمية الفيروس في العينة التي تم اخذها من المريض و هذا يعكس كفاءة التكاثر الفيروسي في المريض.
هل الحِمل_الفيروسي_العالي viral load معناه خطر اكبر لحدوث الالتهاب الرئوى او الوفاة؟
ممكن منطقيا نتوقع ان ده صحيح .. لكن في الحقيقة الموضوع اكثر تعقيدا و تطور الحالة لوضع خطير بيعتمد بالاضافه للتكاثر الفيروسي على رد الفعل المناعي للجسم :
-اذا كان ضعيف و الحاله الصحيه ضعيفه الفيروس حيسبب دمار اكتر و اسرع
-اذا كان رد الفعل المناعي اقوى بشكل عنيف .. فالجسم بيفرز مواد وسيطة مؤذية تدمر انسجته و رد الفعل المناعي العنيف بيكون هوه سبب الوفاه.
و لتأكيد هذا بالنسبه لكوفيد١٩
فهناك بحث جيد نشر في المجلة الطبية الانجليزية(NEJM) وجد ان الviral load “الحِمل الفيروسي” موجود بنفس الكمية في مرضى لم تظهر عليهم اعراض و آخرين عانوا من اعراض واضحة( البحث موجود في اول المصادر)
وفيه بحثين (تم نشرهما في lancet) وجدوا ان الفرق لم يكن كبيرا بوضوح في الviral load ( الحِمل الفيروسي) بين المرضى اللي حالاتهم كانت خطيرة و المرضى اللي حالاتهم كانت بسيطة
لكن النتيجه ايضا ليست محسومة لهذا الرأي لان فيه بحث اخر من الصين وجد ان الحمل الفيروسي كان اعلى في الحالات الاخطر
وبتقييم هذه النقطة من قبل مركز الطب الموثق باكسفورCentre of Evidence. Based Medicine
كان رأيهم ان الابحاث اللي ربطت بين خطورة المرض و الحِمل الفيروسي لها نقاط ضعف متعدده واضحه و اننا لا زلنا في حاجة الى ابحاث قوية لاثبات ذلك.
نرجع للسؤال الأول و نقوله بالصيغة الصحيحة :
هل_التعرض_لجرعة_فيروسية_عالية infectious dose من خلال طول المخالطة للمرضى كما هوه الوضع في حالة الاطباء و العاملين بالمستشفيات حيخلي المرض اخطر و اشد؟
الاجابة العلمية : ان هذه نظرية …غير مؤكدة أيضا و لم تثبت علميا للآن بل ان لها نقاط ضعفها المنطقية زي ما قلنا: -علاقة الحِمل الفيروسي viral load بخطورة المرض غير مؤكدة بل اثبتت الابحاث ان نفس الحِمل الفيروسي (الكمية) كان موجود في مرضى بدون اعراض و المرضى الذين عانوا من اعراض .
-وحتى ان ثبتت هذه العلاقة في ابحاث في المستقبل .. فعلميا يكفي ان تكون الجرعة الفيروسية التي ستسبب العدوى مناسبة و كافية بالنسبة لنوع الفيروس ( minimal infective dose ID5) حتى تحدث العدوى اما التكاثر الفيروسي في داخل الجسم فيعتمد على استعداده و مقاومته .. و نحن في انتظار ابحاث قوية لاثبات نظرية العلاقة بين زيادة حجم الجرعة الفيروسية التي ستسبب عدوى الكوفيد١٩ و خطورتها او تؤكد نفيها.
طيب ايه الاسباب الاخرى الممكنه ؟
أولها القلق stress و الارهاق بسبب ساعات العمل الطويلة exhaustion و قلة عدد ساعات النوم اللي ثابت علميا انه بيزود فرص العدوى التنفسية وخطورتها
وكلها اسباب واضحة بتأثر على المناعة وتجعل الاجهزة المناعية لافراد الطاقم الطبي في وضع اقل جاهزية بكتير من الافراد الملتزمين بيوتهم او اللي بيبذلوا مجهود عادي .
اضافة لزيادة فرصة التعرض بسبب كثرة الاختلاط بالمرضى عن قرب .. و هذا يثبته تقارير عن اعداد كبيرة من تحاليل ايجابية. لافراد معندهمش اعراض من الاطقم الطبية.. يعني اعداد الاصابات اكتر بكتير مما يبدو عليها و بالتالي اعداد الحالات الخطيره كبير …
و احيانا التقصير في الالتزام بوسائل الحماية الضروروية جدا للحفاظ على ارواح الاطباء و طاقم المستشفى باكمله وتمكنهم من العمل على مساعدة المرضى.
متى يصل المريض لأعلى “حِمل فيروسي”viral load او تكاثر فيروسي ؟
وجدت الابحاث ان هذا يحدث مع وقت الحاجه للعلاج الطبي والذهاب للمستشفى..و بيكون فيه حِمل فيروسي عالي مع الاعراض بسيطه او حتى بدون اعراض
و ده بيفسر سرعة انتشار الفيروس الوبائية العاليه
و الحاجه الماسة للالتزام:
-بمسافة البعد الجسماني ( مترين حسب التوصيات في بريطانيا)
-ارتداء الكمامات خاصة في الموصلات العامة و الاماكن المغلقة ( لأنه اصبح مؤكد بالابحاث ان الحِمل الفيروسي (او التكاثر الفيروسي )ممكن يكون عالي عند شخص بدون اعراض و كأنه يعاني من اعراض شديدة وبالتالي ممكن يعدي ويشكل خطر كبير على غيره ) كما اكدت بعض الابحاث ان ٤٤٪ من انتشار العدوى يحدث قبل ظهور اعراض
ايه سبب تأخير العلماء في تحديد الجرعة الفيروسية المعدية( minimal infective dose ) . للفيروس المسبب لعدوى الكوفيد١٩ الى الآن و غيرها من الابحاث ذات النتائج المطلوبة ؟
السبب ان هذا يستلزم ابحاث تتضمن تعريض متطوعين لجرعات فيروسية مختلفه من الفيروس الوبائي الجديد .. ومع احتماليه تحول الحالات لوضع خطير و عدم وجود علاج اكيد للآن فيعتبر الامر مخالف للمباديء الاخلاقية الطبية
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.