قنبلة موقوتة بقلم : سامى علوان
منذ عهود مضت ونتيجة للأزمات الأقتصادية ظهرت جليا على السطح بيننا ظاهرة خطيرة أطفال الشوارع تلك القنبلة الموقوته التى تؤرقنا جميعا وهم الأطفال الذين لم يبلغوا سن الرشد والذين يعيشون في الشوارع، بما في ذلك المساكن غير المأهولة بالسكان والأراضي البور والمناطق الشعبية وغيرها، كما ويعرف هؤلاء الأطفال بأنهم لا يتمتعون بالحماية الكافية ولا الإشراف عليهم أو توجيههم من قبل أشخاص بالغين مسؤولين،وقد قُدّر عدد الأطفال المشردين في الشوارع بما يقارب الألف من الأطفال والذين تتراوح أعمارهم بين ٦ – ١٨ سنة، ومعظم هؤلاء الأطفال يعيشون ويعملون في الشارع، أو يعيشون في بيوت ولكنهم مجبرون على الخروج للشوارع للإسهام في دخل العائلة القليل بأي طريقة ممكنة، إما من خلال تنظيف الأحذية أو بيع الصحف أو نقل القمامة أو التسول أو الانخراط في البغاء، كما وأنه يطلق على البقية بأنهم أطفال شوارع يعيشون ويعملون في شوارع المدينة ويحافظون على علاقات قليلة أو معدومة مع عائلاتهم والمشكلة ليست مشكلة طفل واحد بل مشكلة الألاف من الأطفال الذين يتسولون ويتسكعون هنا وهناك فى الشوارع وعلى النواصى وفى الطرقات وفى الحوارى والأزقة وتحت الكبارى يفترشون التراب بل وصل بهم الحد أن يسكنوا المقابر .
ومن أسباب حدوث ظاهرة أطفال الشوارع يمكن أن يتحول الطفل لمسمى أطفال الشوارع لعدة أسباب ومنها: انهيار الأسرة وعنف وقسوة وجهل الأب والام وكثرة المشاكل الأسرية أو انفصال الوالدين و التعقب من المنزل بسبب العنف أو الإدمان على الكحول والمخدرات و وفاة أحد الوالدين وقد تكون الحروب أو الكوارث الطبيعيةوأيضا الانهيار الاجتماعي والثقافى وغياب القدوة وقد يكون الركود الاقتصادي.
الخطر الواقع على أطفال الشوارع يتعرض أطفال الشوارع للعديد من المشاكل كونهم معرضون لخطر الإساءة والاستغلال والعنف وحتى عنف الشرطة، ولكن يعتبر الخطر الأكبر هو النوم والعيش في الشوارع والاختباء تحت الجسور أو في المزاريب أو في محطات السكك الحديدية، وعلى الرغم من أنه قد يمتلك هؤلاء الأطفال وظائف صغيرة ولكن قد ينتهي بهم المطاف على الرصيف وكضحايا للمخدرات والعصابات والمرض.
مناطق تواجد أطفال الشوارع يعتقد بأن أطفال الشوارع لا يتواجدوا إلا في بلدان العالم النامي، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح لأنه وفقاً لدراسات عديدة تبين أن ما يقارب 61% من أطفال الشوارع يرتبطون مع بلدان أفريقيا وآسيا فقط، وأنه يتواجد أعداد كبيرة من أطفال الشوارع في جميع أنحاء العالم، وتعتبر المملكة المتحدة أكثر المناطق التي تحتوي على أطفال مشردين، وعلى الرغم من أنه تم تحديد أعداد كبيرة من الأطفال المشردين من قبل اليونيسف إلا أنه من غير الممكن معرفة عدد الأطفال الذين يعتمدون على الشوارع في نموهم وبقائهم في جميع أنحاء العالم.
دور المجتمع فى حماية الطفل والقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة :
مما لا شك فيه أن تضافر الجهود المبذولة لتحقيق أهداف لحماية الطفل من التشرد تتمثل فى نشر الوعى الإجتماعى والثقافى والدينى عن طريق الجمعيات الأهلية وقصور الثقافة والأزهر الشريف والكنائس والأوقاف من أجل وضع برامج توعية لدى القاعدة العريضة الشعبية والمجتمعية وعقد ندوات تثقيفية للتوعية والإرشاد ولمعرفة كيفية التعامل مع هذه الظاهرة ومما لا شك فيه أن نشر تعاليم اين الحنيف من أهم الأسباب التي من الممكن أن تقلل من هذه الظاهرة وأيضا علينا بتوعية الأباء والأمهات بكيفية التعامل مع أبنائهم فى تلك المرحلة وأيضا علينا النصح والإرشاد للأباء والأمهات بضرورة تقويم أنفسهم من أجل الحفاظ على الأسرة وقوامها والقضاء على تلك الظاهرة
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.