بقلم د/ نجلاء كثير
الشرقيه
لقد كانت من الذين سارعوا إلى دخول الإسلام فاسلمت لله وبايعت ولكن لم يتهيأ لها
الهجرة الا فى السنة السابعة وذلك لأنها كانت تعيش بين أبوين كافرين فكان خروجها فى زمن صلح الحديبيه .
ولقد مات ابيها كافرا فى يوم بدر لنعرف كيف أنقذها الحق من بين براثن الكفر ورزقها نعمة التوحيد التى لا توازيها الدنيا بكل مافيها.
((عقبة بن أبى معيط))ابو ام كلثوم
___________________
روى أن عقبه بن أبى معيط وكان صديقا لابى بن خلف صنع وليمة فدعا إليها قريشا ودعا
رسول الله (ص) فلما قدم الطعام قال رسول الله (ص) ” ما انا باكل طعامك حتى تشهد
انى رسول الله ، ففعل فأكل رسول الله (ص) من طعامه فلما بلغ (أبى ابن خلف ) وذلك
قال لصديقه عقبه صبأت قال : لا ولكن دخل على رجل عظيم فأبى أن يأكل طعامى
حتى اشهد له بالرسالة ،فقال له أبى : وجهى من وجهك حرام أن رأيت محمدا حتى
تبزق فى وجهه وتطأ على عنقه وتقول كيت وكيت ، ففعل عدو الله ماامره به خليله
فأنزل الله ((ويوم يعض الظالم على يديه ))
وهكذا تكون نهاية كل ظالم
_______________________
هذا الشقى الذى أذى رسول الله وانفرد بما لم يفعله أحد ووضع رجله على عنق أطهر الخلق رسول الله (ص) فقطعت عنقه جزاء وفاقا .
قال حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن الشعبى قال : لما أمر النبى بقتل عقبه قال : اتقتلني يامحمد من بين قريش ؟ قال ” نعم اتدرون ماصنع هذا بى ، جاء وانا ساجد خلف المقام ، فوضع رجله على عنقى وغمزها فما رفعها حتى ظننت أن عينى ستندران وجاء مرة أخرى بسلا شاة فالقاه على راسى وانا ساجد فجاءت فاطمة فغسلته عن راسى ).
وقال ابن هشام : بل قتل (عقبة) على بن أبى طالب وذهب عقبه الى مزبلة التاريخ واطيح بعنقه جزاء كفره وعناده وحسده للإسلام ورسول الله صل الله عليه وسلم.
الهجرة المباركة
———————-
هاهى تحكى قصة هجرتها المباركه فقالت : كنت أخرج الى بادية لنا فيها اهلى فاقيم بها الثلاث والاربع وهى ناحية التنعيم ثم ارجع الى اهلى فلا ينكرون ذهابى الباديه ، حتى أجمعت المسير فخرجت يوما من مكة كانى اريد البادية . فلما رجع من تبعنى اذا رجل من خزاعة قال : اين تريدين ؟ قلت ما مسألتك ؟ ومن انت ؟ قال : رجل من خزاعة .فلما ذكرت خزاعة اطمأننت اليه لدخول خزاعة فى عهد رسول الله (ص) وعقده فقلت : انى امرأة من قريش وانى اريد اللحوق برسول الله (ص) ولاعلم لى بالطريق . فقال : انا صاحبك حتى اوردك المدينه . ثم جاءنى ببعير فركبته فكان يقود لى البعير ولا والله مايكلمنى بكلمة حتى إذا اناخ البعير تنحى عنى فاذا نزلت جاء إلى البعير فقيده بالشجرة وتنحى الى فىء شجرة حتى إذا كان الرواح حدج البعير فقربه وولى عنى فاذا اركبت اخذ برأسه فلم يلتفت وراءه حتى انزل فلم يزل كذلك حتى قدمنا المدينه فجزاه الله من صاحب خيرا فدخلت على أم سلمة وانا منتقبة فما عرفتنى حتى انتسبت ( اخبرتها بنسبى) وكشفت النقاب فالتزمتنى وقالت هاجرت إلى الله وإلى رسول الله (ص) قلت : نعم وانا اخاف ان يردنى كما رد اباجندل وابا بصير وحال الرجال ليس كحال النساء والقوم مصبحى قد طالت غيبتى اليوم عنهم خمسة أيام منذو فارقتهم وهم يتحينون قدر ماكنت اغيب ثم يطلبونى فإن لم يجدونى رحلوا.
فدخل رسول الله (ص) على أم سلمة فأخبرته خبر ام كلثوم فرحب بها وسهل .
فقلت انى فررت اليك بدينى فامنعنى ولا تردنى إليهم يفتنونى ويعذبونى ولاصبر لى على العذاب انما أنا امرأة وضعف النساء إلى ماتعرف… فنزلت ايه الامتحان فيها .
زواج مبارك
**************
عاشت ام كلثوم فى المدينه المنورة بعد تلك الهجرة المباركة التى فارقت من أجلها الأهل والأوطان لتفوز برضوان الرحيم الرحمن .
ولم يكن لام كلثوم بمكة زوج فتزوجها زيد بن حارثة ثم طلقها فتزوجها عبد الرحمن بن عوف فولدت له : ابراهيم وحميدا فلما توفى عنها تزوجها عمرو بن العاص فتوفيت عنده .
وهكذا ظلت ام كلثوم رضى الله عنها تنتقل من بيئة إيمانية الى بيئة إيمانية إلى أن جاء الوقت الذى شاء فيه الحق أن ترحل هذه الصحابيه الجليله عن دنيا الناس .
حان وقت الرحيل
****************
كان ذلك فى خلافة على رضى الله عنه ولكنها وان كانت قد رحلت لكن سيرتها لم ترحل وستبقى دائما يرويها الأجيال بعد الاجيال لتكون نورا على الدرب .
فرضى الله عنها وارضاها وجعل جنة الفردوس مثواها .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.