العاصمة

فى درب الصحابيات نلتقى الشاعرة اللبيبه( تحتسب اولادها الاربعه فى معركة القادسية) 

0

بقلم / نجلاء كثير

الشرقيه 

هانحن اليوم على موعد مع صحابيه جليله صاغها الاسلام صياغه باهرة لاتخطر على قلب بشر.

انها ” الخنساء”( تماضر بنت عمرو بن الشريف بن عصية السلمية ) صحابيه جليلة وشاعره مشهورة .


كانت لبيبه عاقله وكان الناس يعلمون قدرها ومكانتها ومهاراتها فى الشعر حتى أجمع أهل العلم بالشعر

أنه لم تكن هناك امرأة قبلها ولا بعدها اشعر منها .


(( حزنها على موت أخيها))


كانت الخنساء تقول البيتين أو الثلاثه حتى قتل شقيقها( معاويه بن عمرو ) وقتل اخوها لأبيها ( صخر )

وقالت ترثيه:

لا ياصخر لا انساك حتى افارق مهجتى ويشق رمسى 


يذكرنى طلوع الشمس صخرا. وابكيه لكل غروب شمس
ولولا كثرة الباكين حولى. على إخوانهم لقتلت نفسى
وقالت فى رثاء معاويه :
الا لا أرى فى الناس مثل معاويه اذا طرقت إحدى الليالى بداهية
بداهية يضغى الكلاب حسيسها وتخرج من سر النجى علانيه (( الى آخر القصيده ))
ولقد ذاع صيتها فى كل مكان فلقد تركت بعد موت أخيها ( صخر ) ديوانا كان الأول من نوعه فى شعر المراثى والدموع غير أنها صاحبة شخصيه قويه تتمتع بالفضائل والأخلاق العاليه والرأى والصبر والشجاعه .
((شمس الاسلام تشرق فى قلبها ))
شاء الله أن تقف سحابة الايمان فوق راسها واذا بها تنفض غبار الجاهليه وتحمل راية التوحيد .
فلقد جاءت مع قومها من بنى سليمان فاسلمت معهم وعزمت على أن تستدرك كل ما فاتها وان تضحى بكل ما تملك من أجل نصرة هذا الدين العظيم .
(( صبر واحتساب فى يوم القادسية))
هاهى الخنساء التى ملأت الدنيا بكاء وعويلا على موت أخيها ( صخر) فى الجاهليه …هاهى بعد أن صاغها الاسلام صياغه باهرة تقدم فى يوم القادسية اولادها الاربعه لينالوا شرف الشهادة !!!
وقد اوصتهم قبل خروجهم القادسيه قائله: (( يابنى انكم اسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين والله الذى بالله الاهو انكم لبنو رجل واحد كما انكم بنو امرأة واحدة ماهجنت حسبكم وماغيرت نسبكم واعلموا أن الدار الاخره خير من الدار الفانية .
اصبرو وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون فإذا رايتم الحرب قد ذكرت عن ساقيها وجللت نارا على أوراقها فيمموا وطيسها ( الوطيس : المعركه ) وجالدوا رسيسها ( الرسيس: الأصل ) تظفروا بالغنم والكرامه فى دار الخلد والمقامة ))
فلما أصبحوا باشروا القتال وبقوه وعزم واصرار على النصر او الشهاده وظلوا كذلك حتى استشهدوا واحد تلو الآخر.
وانشد كل واحدا منهم قبل الشهاده رجزا:
((فأنشد الاول ))
يااخواتى أن العجوز الناصحه قد نصحتنا إذ دعتنا البارحة
بمقالة ذات بيان واضحة وانما تلتقون عند الصائحه
من ال ساسان كلابا نابحه
(( وانشد الثانى ))
أن العجوز ذات حزم وجلد. قد امرتنا بالسداد والرشد
نصيحة منها وبرا بالولد فباكروا الحرب حماة فى العدد
(( وانشد الثالث))
والله ما نعصى العجوز حرفا نصحا وبرا صادقا ولطفا
فبادروا الحرب الضروس زحفا. حتى تلفوا ال كسرى لفا
(( وانشد الرابع ))
لست لخنساء ولا للاخرم ولا لعمرى ذى السنان الأقدم
إن لم أرد فى الجيش جيش الاعجم ماض على الهول خضم حضرمى
وبلغ الام نعى الأربعة الأبطال فى يوم واحد فلم تلطم خدا ولم تشق جيبا ولكنها استقبلت النبأ بايمان الصابرين وصبر المؤمنين وقالت ( الحمد لله الذى شرفنى بقتلهم وارجو من رب. إن يجمعنى بهم فى مستقر رحمته )

((وحان وقت الرحيل))
هاهى الخنساء تنام على فراش الموت بعد ماقدمت اولادها الاربعه لله راضيه محتسبه لتكون من اهل الجنه فقد قال رسول الله ( ص): من تحتسب ثلاثه من صلبه دخل الجنه
قالت المرأة : واثنان ؟ قال : واثنان )
رواه النسائى وابن حبان عن أنس وصححه الألباني فى صحيح الجامع (٥٩٦٩)
ولكن الخنساء لم تحتسب اثنين بل احتسبت اربعه من الفرسان فهنيئا لها ثم هنيئا لها
وهكذا رحلت الخنساء التى صاغها الاسلام اعظم صياغه لتكون مثالا للام الصابرة المجاهدة المحتسبه
فرضى الله عنها وارضاها وجعل الجنه مثواها .

,

اترك رد

آخر الأخبار