العاصمة

فضل صيام يوم التاسع والعاشر

0

إسلام محمد

فقد روى ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: ” قدم النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء،

فقال: ما هذا؟ قالوا: يوم صالح نجّى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم،

فصامه موسى، فقال النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – أنا أحقّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه”. (متفق عليه).

وصيام يوم عاشور له الفضل العظيم في تكفير ذنوب سنة كاملة فلا تفوت الفرصة أخي المسلم؛ قال صلى الله عليه وسلم: ” صِ

يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ؛ وَصِيَامُ يَوْمِ

عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ.”( مسلم)؛ يقول ابن حجر:

“وظاهره أن صيام يوم عرفة أفضل من صيام يوم عاشوراء، وقد قيل في الحكمة

في ذلك إن يوم عاشوراء منسوب إلى موسى عليه السلام ؛ ويوم عرفة منسوب إلى نبي هذه الأمة فلذلك كان أفضل.”(

فتح الباري )؛ وكأنه خصوصية لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.”(مسلم).

ويستحب صيام التاسع مع العاشر مخالفة

لليهود ؛ وذلك لما ورد في الحديث عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: ” لمّا صام رسول الله يوم عاشوراء، وأمر

بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنّه يوم تعظمه اليهود والنّصارى، فقال: إذا كان عام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع،

قال: فلم يأت العام المقبل حتّى توفّي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم”.( مسلم).

ومراتب صيام يوم عاشوراء ثلاثة كما قال ابن القيّم: ” مراتب صومه ‏ثلاثة: أكملها: أن

يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التّاسع والعاشر، وعليه ‏أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده

بالصّوم. وأمّا إفراد التاسع، فمن نقص ‏فهم الآثار، وعدم تتبع ألفاظها وطرقها، وهو بعيد من اللغة والشّرع “. (زاد ‏المعاد لابن القيم ).

وهنا مقارنة لها أهميتها ودلالتها الإيمانية بين معية الله للنبي محمدٍ صلّى الله عليه

وسلّم وصاحبه في الهجرة التي نعيش ذكراها في هذه الأيام، وبين معية الله ل

وقومه ؛ كما جاءت في القرآن الكريم من خلال يوم عاشوراء.

قال الله في النبي محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم وصاحبه :
{ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } [التوبة: 40] ؛ وقال في

موسى وقومه عند مطاردة فرعون له:{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا

لَمُدْرَكُونَ ؛ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} ( الشعراء: 61 ؛ 62 ).

فالله قال في حق أبى بكر {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا }

بالجمع، وقال على لسان موسى لما قال له قومه: البحر أمامنا والعدو خلفنا ؟! { قَالَ

كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} بالإفراد مع أن معه بني إسرائيل، فالله أفرد في حالة الجمع وجمع في حالة الإفراد ليدل على أن

إيمان أبي بكر يعدل أمة، وأن بني إسرائيل ليس لهم عهد ، وموسى لا يضمن إلا نفسه

، ولا يضمن إيمانهم وعهودهم، فلو أنهم وجدوا مخرجا أو سبيلاً للهروب لسلكوه

واعتذروا لموسى وتركوه يغرق وحده، كما قالوا:

{ اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُون} ( المائدة: 24)، أما أصحاب النبي

محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم فكما قال المقداد بن عمرو: يا رسول الله امض لما أراك الله، فنحن معك، والله لا نقول لك كما ق

بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فو الذى

بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه.

فكلما بلغ الإنسان درجة عليا من الإيمان والإحسان والطاعة، كلما ظفر بمعية الله تعالى ونصره وتأييده.

فضل صيام يوم التاسع والعاشر

اترك رد

آخر الأخبار