العاصمة

شخص مجنون

0

إيمان العادلى

تليفوني إتهز، بصيت له بحماس، رسالة جديدة من بيتر، قريتها وخلال لحظات حسيت بوشي كُله بيحمر
” تحبي نتقابل يوم التلات؟ “

ابتسمت وأنا برد عليه على طول، مستنية السؤال دا من يوم ما بدأنا نتكلِّم في الشات سوا، عارفة إني مُمكِن أسأله أنا السؤال دا، بس أنا خجولة بطبعي، من حُسن حظي إنه طلب مني هو

بعتله بسُرعة: ” آه، أكيد ”
فضلنا نتكلِّم في الشات لفترة، اتفقنا هنتقابل فين وامتى، هنعمل إيه لمَّا نشوف بعض، اتفقنا نشرب قهوة

ولو الموعد مشى بشكل لطيف هنتعشى سوا
اتصلت بأعز صديقاتي سارة، وحكيتلها عن ميعادي الجديد
قُلتلها: ” أنا مُتحمسة أوي يا سارة، مش قادرة أصدَّق إني خلاص هشوفه ”
لكن سارة كانت مُتشككة أكتر مني

سألتني: ” انتم بتتكلموا في الشات من إمتى؟، تعرفي إيه عنه أصلًا؟، إفرضي طلع كذَّاب وكُل اللي قاله كذب؟”

ضحكت وأنا بقولها: ” أنا عارفة إنك قلقانة وخايفة يكون شخص مجنون، بس إنتي برضه اللي طلبتي مني أدوَّر على حد أقابله وأكلمه بعد ما انفصلت من برايان

، أنا بس عملت اللي إنتي طلبتيه مني بس، فوق كل دا، مش معقول يعني هيقتلني لمَّا نتقابل ”
قالت بغضب: ” آه، أنا فعلًا اللي طلبت منك تكلمي حد

، بس مش من على النت أكيد، أنا عرضت عليكي ألف مرة تيجي تخرجي معانا وكُنت هعرفك على حد من أصدقائي، بس إنتي دايمًا كُنتي بترفضي”

ضحكت تاني وأنا بقولها: ” خلاص لمَّا ننفصل، أوعدك لو كُنت لسَّه حيَّة هخليكي تعرفيني على حد، المرة الجاية بقي”

” إنتي حرة بقى، خدي بالك من نفسك، ومتعمليش أي حاجة ولا تروحي أي مكان مش مرتاحة ليه ”
.
قضيت بقية اليوم في حيرة، مش عارفة المفروض ألبس إيه، فضلت أقرا الشات القديم اللي بينا عشان

أفتكر هو بيحب موسيقى إيه، وبيحب أفلام إيه، كُنت بحاول أفتكر هو قالي معلومات أد إيه عن نفسه
كُنت متوترة قبل الميعاد، مقدرتش آكل أي حاجة طول

اليوم، لبست فُستان لطيف، مكُنتش مرتاحة للفستان أوي بس برضه مكُنتش رافضاه أوي

خلال ساعة ونُص خلاص المفروض نتقابل، فاضل ساعة ونُص لحَد الميعاد اللي هنتقابل فيه، نزلت من

البيت ومشيت ناحية الحديقة العامة، قعدت وفضلت أستناه، كُل ما الميعاد بيقرَّب كُنت بتوتر أكتر وأحس إني عايزة أجري أو أهرب

هو مُمكِن يكون مجنون؟
أو حتى مُمكِن يكون أسوأ من كدا؟

طب إيه اللي مُمكِن يحصل لو مرتحناش مع بعض؟
حاولت أهدي نفسي وأتجاهل قلقي شوية

كان فيه راجل سنه قريِّب من سني، شعره بني ولابس نضارة لطيفة بيقرَّب مني

سألني بتوتُّر: ” هاي، إنتي كاسي؟ ”
ابتسمت وأنا بقوله: ” آه، إنت بيتر؟، مبسوطة إننا إتقابلنا أخيرًا “

سلمنا على بعض بتوتر، بدأنا نتمشى في الحديقة، الموضوع كان سهل ومريح، كأننا عارفين بعض من

زمان، دمه خفيف جدًا، لكن فجأة سألني بجدية لو كُنت فكرت في لحظة ما إنه سفَّاح مجنون

ضحكت وقُلتله إني واثقة فيه، لكن سارة صاحبتي هي اللي شاكَّة فيه

ضحك هو كمان وقالي: ” متقلقيش، مجبتش الفاس بتاعي معايا، للأسف الفاس أكبر من شنطة العربية فاضطريت أستغنى عنه ”
.
شربنا القهوة وقررنا إننا مش هنتعشى سوا، هنسهر مع بعض في حانة قريبة، وهناك شربنا .. شربنا لحَد ما

بيتر بقي سكران ومش عارف هو بيتكلِّم بيقول إيه، كُنت بضحك على كلامه الغير مفهوم

لكن في وسط الكلام دا قال: ” أقسم لك، أنا عُمري ما سكرت بالشكل دا، مش عارف إيه السبب، يمكن عشان

يومي في الشُغل كان طويل، وأنا كمان كُنت متوتر، طول اليوم بفكَّر فيكي وفي موعدنا ”
ابتسمت وأنا بقوله إن أنا كمان كُنت حاسَّة بنفس الإحساس

في نهاية اليوم كان سكران جدًا لدرجة إنه كان واضح إني لازم آخده أوصله بيته، وبصراحة مكانش عندي

مانع في دا إطلاقًا، أقصد يعني إني هوصله وأمشي مش إني هبات معاه، عشان مش صح أبدًا إني أسيبه وهو في الحالة دي
.
كان عايش على بُعد شارعين من الحانة، بعد مُعاناة كُنا وصلنا لبيته بسلام

طلَّع المُفتاح لكنه كان سكران لدرجة إنه مش عارف يفتح الباب، أخدت منه المفتاح وفتحت الباب ودخلنا،

كان هيقع على الأرض أكتر من مرة، لكن قدرت أوصله لسريره بسلام، شقته كانت صغيَّرة

قفلت باب الشقة ورايا، كان لازم أعمل كدا
بيتر كان نايم على سريره، بيحاول يفتح عينيه

بصعوبة، بس أنا مُتأكدة إنه شافني وأنا بطلع حبل وسكينة من شنطتي، الرعب بان في عينيه وهو بيشوفني بجهز

قلتله وأنا ببتسم ابتسامة سُخرية: ” أنا عارفة إنك متوقعتش دا، مُعظم الرجالة مش بيتوقعوا الموضوع،

دا غير إن مين هيشُك في بنت حجمها صغيرة ونحيفة لابسة فستان كُله ورد؟، دلوقتي إنت إتعلمت الدرس، بس للأسف .. إتأخرت أوي! “

كان بيحاول يصرخ أو يهرب، لكن المُخدر كان قوي، ضحكت وأنا بقرَّب منه وبدأت أشوف شغلي..النهايه

اترك رد

آخر الأخبار