العاصمة

سليمان إيمان العادلى

0
إيمان العادلى
سُليمان معناه
(سُليمان) : نبيٌ من أنبياء الله تعالى، وهو لفظٌ عربيٌ قديم، ومعناه: (حبيب الله تعالى)
و(سُليمى): في الفلكلور القديم تعني: (الحبيبة)، و(سليمان) هو الكامل المُكمل والتام، من جميع
المجالات، الخلق والخُلُق، والرأي والرؤية، وهو سليم الطويّة، وهو للحق ثابت لا يتغير، فلقد آتاه
الله تعالى الحكمة وفصل الخطاب، و(سليمان) فيه تعبير عن امتداد غيبي واسع، وعمل ونشاط لا
يتوقف، وهو دائماً في المستقبل وللمستقبل؛ حشدٌ وتوضيبٌ واعدادٌ للمستقبل، و(الاسم سليمان) يُعبِّرُ
عن الظرف الذي وهب فيها اللهُ سبحانه وتعالى (لداوود ) (سليمانَ)، والهدف من ذلك. قال تعالى:
(اصْبِرْ عَلَى مَايَقُولُونَ وَاذْکُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ‌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ
وَالْإِشْرَاقِ‌ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً کُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ‌ (19) وَشَدَدْنَا مُلْکَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِکْمَةَ وَفَصْلَ
الْخِطَابِ‌ (20) وَ هَلْ أَتَاکَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ‌ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ
فَاحْکُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً
وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَکْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ‌ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَکَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِکَ إِلَى
نِعَاجِهِ وَإِنَّ کَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا
هُمْ وَ ظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاکِعاً وَأَنَابَ‌ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذٰلِکَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى
وَحُسْنَ مَآبٍ‌ (25) يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاکَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْکُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى
فَيُضِلَّکَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ‌ (26))
﴿ص‏، 26﴾ قال تعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذٰلِکَ ظَنُّ الَّذِينَ کَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ
کَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ کَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ
کَالْفُجَّارِ (28) وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ‌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ
الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِکْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ‌ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ
مَسْحاً بِالسُّوقِ وَ الْأَعْنَاقِ‌ (33) وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى کُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ‌ (34) قَالَ رَبِّ
اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْکاً لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّکَ أَنْتَ الْوَهَّابُ‌ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ
رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ‌ (36) وَ الشَّيَاطِينَ کُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ‌ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38)
هٰذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِکْ بِغَيْرِ حِسَابٍ‌ (39) وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَ حُسْنَ مَآبٍ‌ (40) ﴿ص‏، 40﴾
وذلك ليكمل (سليمان) رسالة أبيه (داوود) ومهمته التي جاء أو بُعث من أجلها، وهي الخلافة والحكم
بين الناس بالحق، والاسم (سُليمان) يشتمل معناهُ على الاستقامة في المستقبل، فهو مهمته في
المستقبل، والتهيؤ للمستقبل، والعمل من أجل المستقبل، ولديه دائماً المبادرة والإعداد بكل ما
أوتي من القوة ومن رباط الخيل؛ و(سليمان) تعني السليم أي السالم من الآفات، التام والكامل، في
السمع والبصر، وهو يعلم كل ما يجري من حوله، إنه الأذن التي ترى والعين التي تبصر، وهو يعقل
ويتذكر ولا ينسى أمر الله تعالى، يخطط للمستقبل ويعمل من أجله، ولا يوجد لديه نقص أبداً، ولا في
أي مجال، لأنه الإمام والقائد وصاحب المبادرة والأولوية في الطريق إلى الله تعالى، لذلك فهو
الحاكم والقائد الحازم الذي يمتلك فصل الخطاب، و(سليمان) صاحب الحكم والعلم، الذي يأتمر بأمر
الله تعالى, وينفذ أمرَ الله تعالى وأحكامه جلا وعلا، و(سليمان) فيه اللاحقة (ان) التي تعبر دائماً
عن المضاف إليه الحق والعلم، وهو الله عز وجل. وقصة النبي (كل نبيِّ ورسولٍ) دائماً وبحد ذاتها،
هي رؤية ومشروع، دائماً للمسقبل، وتكشف معنى الاسم من طبيعة دوره في حياته، وما عاناه وما
تحقق من خلاله من الآيات، والقصُّ هو الإتِّباع، أو أنَّ الهدف منه هو الطلب من الناس بالإتباع.
والأنبياء: هم الذين تنبؤوا لأممهم وبشروهم وأنذروهم، ودعوهم إلى الإيمان بالله تعالى رب
العالمين، وأنذروهم بوجود الآخرة، وكانوا لأممهم وللناس من بعدهم السراج المنير، أرسلهم الله
تعالى رحمةً للعامين، ليكونوا أمناءً على الوحي لأممهم وكانوا شهوداً على تلك الأمم، وكل نبيِّ علمٌ
لا يحتاج إلى تعريف، لأنه بذاته علامة تدل على الطريق، وهو مُعَلِّمٌ للخير ويَدلُّ عليه، على السراط
المستقيم، إمامٌ وقدوةٌ ومعَلِّمٌ ومنذرٌ، يُستَدَلُّ بهِ، فهو بذاته عنوانٌ قائمٌ للناس على مر الزمن، وقد
أصبح في نظر الناس جميعاً كالمكان الثابت الذي لا يزول؛ معروفٌ ومُرسلٌ بالمعروف، لذلك فأسماء
الأنبياء كلها معرفةٌ أعلام.
والأنبياء هم الطرق الواضحةً والمذاهب التي على
الناس أن يذهبوا فيها، لأنها جميعاً توصل على الحق، وهم جميعاً مع الحق ضدّ الباطل، وهم
مكلفون ومرسلون من الله تعالى، ومتنبئ أي على يقين، وهو بذاته آيةٌ لله تعالى وهو ليس لا عباً ولا
لا هياً ودائماً يأخذ على عاتقه أمر حماية الناس والإحسان إليهم، وإنقاذهم من الشيطان.
والنبي دليلٌ يُستدلُّ به، وهو دالةٌ يَدلُ على الطريق، وموثوقٌ به، وهو (النبي) من شأنه أن
يقوم بالهداية للناس كافة، وله سكينةٌ ووقار في الهيئة والمنظر والشمائل والصفات وسِمَتَهُ وسَمْتُهُ
يُتَشَبَّهُ بِهِ، وهو يتحرك على الدوام باتجاه الحق، والحق قضيَّتهُ، والنبي بيِّن وواضح وهو إمام
ويحثُّ الناس على اتباع الطريق ويدل إلى الحق، فهو الطريق المميز والطريقة المثلى، وهو الإمام
المثال لأمته وهو خيارهم، فهو طريق قومه، وهو الطريق للناس جميعاً من أجل وصولهم واتصالهم
مع لله تعالى، إنَّ النبي، كلُّ نبيٍّ هو شريف أمته وقائدهم وإمامهم.
والنبي عريفٌ على أمته، يُعرَفون به، وهو قرنٌ لهم، وهم مقترنون به، وسيكون يوم القيامة شاهداً
ونقيباً عليهم، من منزلةٍ رفيعة، فهو العريف وهو الصاف والموقف لهم والمُرشد، وأتباع كل نبيٍّ
يعرفهم ويعرفونه، وهو سينظرهم على الأعراف، ليعرِّف بهم، علمٌ لمن جاء بعدهم، على نهجه، قال
تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ {75} وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ {76}‏ وَجَعَلْنَا
ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ {77} وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ {78} سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ {79} إِنَّا كَذَلِكَ
نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {80} إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ {81} ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ {82} وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ
لَإِبْرَاهِيمَ {83} إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ {84} ﴾ [الصافات: 84].
فالأنبياء هم المناهج والأمثلة التي على البشر (الناس) أن يتبعوها ويحتذوا بها، إنَّ المتفكرون
بالضرورة هم متنبئون ومتنبهون في المستقبل؛ إذا كان تفكيرهم وهمهم واهتمامهم واسع الطيف
واسع النطاق،
و(السين) من حروف الزيادة وتدخل على الكلمة
فتجعل المضارع للاستقبال، وهي حرف تنفيس أو تخصيص أيضاً لأنه يُصَيِّر الحال مستقبلاً، إنَّ
(للسين) علاقة هامة مع حرف (الصاد) فالصاد تعتبر تقويةً (للسين) مثل لفظة (فيلسوف) التي
أصلها (فيل صوفيا) ومعناها الرجل الحكيم، فأصلها من الصوفية أو الحكمة، ولفظ (الساهرة)
في قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ﴾ [النازعات:14]، فإنها توحي وتذكر (بالصحراء)
المجدبة والخالية والتي لا يُرجى منها طعامٌ ولا شراب، إلا من حميم، فهل كانت جهنم للمشركين
في هولها الشديد وطعامها الحميم مثل الصحراء القاحلة؟ إنها (السين) وقد كانت (صاد)!
إنَّ (السين) هو حرف التسوية والاستقبال والعمل بالخفاء وهو للغياب والرقة والاحتكاك والملامسة
والاستواء والمطويات؛ (الرسالة المرسلة والخاصة) و(سبت) في بعض البلاد تعني (جلالة)
و(السمت) تعني الاستقامة والاتجاه، والسبت تعني القطع والبتُّ، و(السلام): انتفاء النقص، والسلام:
الكمال في كل شيء (تعادل فيه الغني والفقير والكبير والصغير، والأهلي والغريب) و(سَكَرا) في
القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ وَ مِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَ الْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَکَراً وَ رِزْقاً حَسَناً
إِنَّ فِي ذٰلِکَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ‌ (67)﴾ [النحل:67]، هل هي الثمار المجففة المحفوظة؟ ويسبحون
بحمد ربهم: يطيعون وينفذون بأمر ربهم ويدورون في فلك طاعته ، وسبيل الله مستقيم، والكافرون
يبغونها عِوجاً، الذين يتفكرون والذين يعقلون وأُلي النهى وأُلي الألباب لايكتفون بالسماع والمشاهدة
بل يتجاوبون ويبادرون إلى الفعل والحركة، السحر: معالجة العقل أو ايهام العقل؛ والمُسمى:
هو الهدف المُحدد الزمن والطريق الواضح، ولأجلٍ مسمى أي محدد مبين مُعلَّم لا يَحيد واسمه أحمد:
الأحمد يعني الموافق، أي علامته أنه موافقٌ لما جاء به عيسى عليه السلام.
وحرف (اللام) يدلُّ على الانتماء والاحتواء، والعمل، وتأتي كحرفٍ أحادي محض بمعنى عند
وبعد وفي وعلى وإلى ومن ومع، وأحياناً تأتي زائدة قياسية أو سماعية وأحياناً تكون جواباً للو
ولولا وجوباً أو الموطئة للقسم، وتكون أحياناً جازمة وأخرى ناصبة، ومما صرح عن معانيها أنها
تستعمل للملك والتمليك وشبه الملك والتمليك والاستحقاق والاختصاص والنسب والتعليل
والتبليغ والتعجب والاستغاثة والتفسيرية والبيان والصيرورة، وهي تشير إلى العمل والشغل والقعل
والحركة القويّة والطويلة والنشاط الدائم والتحريك والزحزحةْ، وليلة القدر: أقدار ومقادير
العظمة والحضور والتبدي والإيجاد، وهي حرفٌ معنويٌ أساساً، واللام الناهية عبارة عن وقفٍ للفعل
أو للنهي عنه وكذلك (لم) كذلك في لا النافية فإنها نفيٌ مطلقٌ للفعل والله أعلم، وهنالك تبادلٌ واضحٌ
في العربية بين اللام والنون، فيمكن أن تحلّ اللام مكان النون أو بالعكس (اسماعيل- اسماعين).
و(الياء) حرف الولادة والحيوية والنمو والحياة والدفع والاندفاع والنداء، وإذا كانت في بداية
اللفظ فهو حرف مكاني (مضارعة)، وهو عكس النوم والموت، أما إذا كانت ما قبل الأخير فإنها
تشير إلى الديمومة والاستمرارية والملازمة والبقاء في الصفات، زمانياً ومكانياً مثل (جميل) و(حبيب)
و(صبيب) و(بخيل)، ولكن (مريج) هل تعني مريب؟
وهي بالإضافة إلى كونها من أحرف العلة! إلا أنها ايضاً حرف التمديد والبقاء والنداء، وحيثما أتت
فهي تعبيرٌ عن طول الفترة للفعل أو الاسم والصفة مكانياً وزمانياً، وأوضح مثالٍ على ذلك هو أسماء
الله الحسنى: السميع، العليم، الحكيم البصير، العزيز، الحليم، الكبير، العلي، العظيم، الغني،
الحسيب، الكبير، القوي، الولي، الحفيظ، الكفيل، وكذلك نقول الجميل والقبيح والصريح والطويل
والقصير والرفيع والسمين وإلى آخره فإنَّ إضافة الياء يعني أن اللفظ مستمرٌ وله ديمومة وامتداد
والله أعلم، واضافة (حرف الياء) إلى (اللفظ) من الأمام يُفيد الإيحاء بامتداد الفراغ، أما إضافتها
في الوسط ما قبل الأخير فإنها توحي بامتداد صلاحية الأحرف الأخرى في اللفظ والله أعلم.
ولفظة (يأس) هل تحصل من بعد الأمل ومن بعد التأكد والتحقق والتثبت ثم يأتى الفشل فيكون
الآياس واليأس؟
و(حرف الميم) تأتي أحياناً بدلاً من أربعة أحرف
وهي الواو والنون والباء واللام، والأصل أنها تختص باسم الله سبحانه وتعالى وهي من (أيمن)
ولم تستعمل في المطالع لغير اسم الله سبحانه وتعالى إلا شذوذاً؛ مع التأكيد على أن معاني
الحروف العربية ودلالاتها إذا كانت في بداية اللفظ غيرها في نهاية اللفظ وهي غيرها إذا كانت
في الوسط كذلك فإنّ الحركات الظاهرة والمقدرة تؤثر في منحى معنى الحرف العربي وتعطف
مساره عطفاً نوعياً والله أعلم، وكل شيء قادم من عالم الغيب (من السماء) فحرف الميم دلالة عليه،
مثل الوحي والتنزيل والكتاب وآيات الله والأحكام الربانية، فكل شيء قادم من عالم الغيب حرف
لميم دلالة عليه إنه دلالة على المصادر العليا، بما فيها لفظة (الملح)؛ وهو من البعيد إلى القريب
ومن الأعلى إلى الأدنى و (محمد) بالتحليل: (م+ حمد) تعني الأمر الإلهي والله أعلم، و(حرف
الميم):يفيد بسداد الأمر وإكمال النقص وتمامه و(من) و(ما) و(متى) و(من) أدوات الشرط، وايان
وأنّا وحيثما وكيفما وأيُّ، قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَکَانَ عَرْشُهُ
عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَکُمْ أَيُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّکُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ کَفَرُوا إِنْ
هٰذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ‌﴾ [هود:7]، (العرش):هو السلطة والحكم، (على الماء): العدالة المطلقة، لأنَّ (من
خواص الماء الاستواء المطلق)، وهو الميزان للتسوية المطلقة وهذا يدل ويفيد أن عدالة الله
سبحانه وتعالى المطلقة هي التي تحققت في الكون، في حدوده وفروضه والقوانين والعلاقات
التي تتحكم في هذا الوجود والعوالم كلها واللهُ أعلم.
ويعتقد أن حرف (الألف) من الإيلاف، وهو المستقيم، وهو أساس الأحرف كلها، والأحرف كلها
أساسها (ألف) ومع التأكيد على أن معاني الحروف العربية ودلالاتها إذا كانت في بداية اللفظ غيرها
في نهاية اللفظ، وهي غيرها إذا كانت في الوسط، كذلك فإن الحركات الظاهرة والمقدَّرة تؤثرُ في
منحى معنى الحرف العربي، وتعطف مساره عطفاً نوعياً والله أعلم، وهو يشير إلى المبدأ والمصدر
والمدلول العام معاً. فكل لفظٍ يُرادُ به القول بأنه المبدأ والمصدر والمدلول العام معاً.
فكل لفظٍ يراد به القول بأنه مبدأ أو مصدر أو أساس أو مدلولاً عاماً فإنه تدخل فيه (الألف) مثل:
لفظ الجلالة (الله) وأبٌ وأمٌ وأخٌ( ) وأباريق (من البريق) وإبليس وهو (مبدأ الشرور) في العالم
وأخت وأتقاكم واتخذ وأرائك وأمة من (الأم) وهي الأساس والموئل والأمة المثال والنموذج( )
والإلهام من الله وهو ما يُعرَضُ على الإنسان من الخارج أو ما يره وما يسمعهُ وما يُحسهُ وما يُفكر
به، كل ذلك بخيره وشره يُعتبر إلهاماً قال تعالى ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
(8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَکَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)﴾ [الشمس:8]، وموضوع الفرق بين الوحي
والإلهام فالوحي من الله ويأتي من داخل الإنسان في اتجاهٍ محدد لاخيار فيه جامعاً مانعاً دافعاً ليس
للإنسان خيارٌ في فعلهِ أو عدم فعله بل لابد من فعله فقد أوحى الله  إلى أم موسى وأوحى لعبده
ما أوحى بينما الإلهامُ يختار الإنسان من مادتهِ ما يُناسبث شاكلتهُ من الفجور أو التقوى.
و(الألف) في الألوان (أبيض وأسود) إنما هي مضافةٌ أو زائدة من الأمام وهي للتفضيل
والتعميق والتخصيص والذكورة، وتقابلها الألف اللاحقة (بيضاء وسوداء وحمراء وخضراء وزرقاء
وصفراء سمراء حولاء حمقاء عيناء) وهي علامة التأنيث والعموميّة والارتباط والتلازم
والاستمرارية (الإطلاق) والفوقيّة.وكذلك قولهم عيناء وحسناء وجيداء وكحلاء هذا وقد اتخذت
هذه الصيغة تاريخياً (الألف كلاحقة) وضعاً مقدساً أو صارت لدى الشعوب القديمة دلالةً على قداسة
الاسماء وإنّ أصل لفظة (داريّا) هو (داريّاء) و(اشبيليا) هو (اشبيلياء) و(طبريّا) هو (طبريّاء)
و(سوريا) هي (سورياء) وهي (صورياء) نسبة إلى إمبراطورية (صور) التي قامت في التاريخ القديم
وامتدت إلى البحرين وشملت بلاد الشام وغيرها، ولفظة (جلاء) تعبيرٌ يفيد اللاعودة والإطلاق
إضافة إلى عمومية في الزوال أو الإزالة المكانية والله أعلم.
و(الواحد) هو (الأول) وهو (الأحد) ، و(آدم) هو أول من دب على الأرض وجال فيها وأكل منها هو
وزوجه، وآل وآلاء وآية وأمن وأول وابن كلها دلالة على (الألف) الأولوية والبدء؛ والألف في (لا
الناهية ولا النافية) لها دور بارز وهو الحسم والوقف والمنع القوي من جهةٍ أعلى للفعل وللعمل
الذي تمثله اللام والله أعلم. ولفظ(أوَّاهْ) أي عائدٌ إلى الله بقوة عائدية؛ وفالق (الإصباح): أي مُحدث
الانقلاب والتغيير من حالٍ إلى حال النقيض، إنها قلب الشيء الثابت إلى نقيضه، ولفظ (أرض) المفترض أنه دلالة على البدء الرحب والمنشأ
والتكوين والتشكل التام، وأنه كانت فيها البداية (الألف مقدمة)، بينما لفظ (سماء) فدلالة على نهاية الاتجاه أو نهاية المسار وهي فيها النتيجة والمآل وإليها المسير والمصير، وأنَّ فيها النهاية (الألف لاحقة)،
وحرف النون كلاحقة تكون للضمير دلالة على جماعة الإناث في جميع الأزمنة أو لتأكيد الفعل، وهي في الأبجدية العربية في المرتبة الرابعة عشر، وتنقلب النون الساكنة إلى التنوين عندما يراد الترنم وللتمكين وللتنكير وللعوض وللمقابلة أو للمغالاة، هذا في النون الثقيلة أما الخفيفة فتختص بالمستقبل إما وضعاً، أو في صيغة الأمر أو لطلب؛ والنهي والاستفهام والتمني والعَرض والقسم ولتشبيه النفي بالنهي، وأحياناً تكون للوقاية وهي نون العِماد؛ تدخل قبل ضمير المتكلم لتمنع الكسر: (ضربني) وأحياناً أخرى للمثنى سابقةً للألف والياء، والمجموع شذوذاً مثل (سنين)، وفي جمع المذكر السالم وحرف (النون) يشير دائماً إلى البداية، فـ(النطفة) بداية تكوين الماء والله أعلم، مع التأكيد على أن معاني الحروف العربية ودلالاتها إذا كانت في بداية اللفظ غيرها في نهاية اللفظ، وهي غيرها إذا كانت في الوسط كذلك فإنّ الحركات الظاهرة والمقدرة تؤثر في منحى معنى الحرف العربي وتعطف مساره عطفاً نوعياً والله أعلم، وهو حرفٌ أساسي يدل على القداسة وهو من الأحرف النورانية والمعنوية، وقديماً أو في (اللهجات العربيات القديمة) إن صحَّ التعبير فإن (النون) كانت تعني اسمُ لفظ الجلالة (الله) أو الإله أو النسبة والانتساب للهأ خصوصاً إذا شكلت اللاحقة في الأسماء أو الأفعال، ومثال ذلك: سليمان (يقال أن معناه حبيب الله) والله أعلم، وسليمة الحبيبة غسان عدنان لوزان، وذو النون: لا تعني ذو الحوت! كما ذكر المفسرون ولكنها تعني (ذو العلم) أو (ذو القلم) والدليل هو أن اللهأ قد سماه ذو النون قبل أن يُدخله جوف الحوت والله أعلم
وفي القرآن الكريم لفظة (نهر) و(أنهارا) تشير إلى الجريان والتدفق المستمر للخير، والخيرات عموماً من مصدرٍ مطلقٍ غير محدود قال تعالى: ﴿ لٰکِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198)﴾ [آل عمران: 198]، و(جناتٍ تجري من تحتها الأنهار) أي: أنَّ الخيرات للمؤمنين والمؤمنات في الجنة مطلقة وغير محدودة، وهي (من تحتهم) أي في متناول يدهم وتحت تصرفهم متى شاءوا، فالنهر أساساً يعني: الإمداد الذي لا ينقطع، وإذا انقطعت فهي لن تعد أنهاراً! إنها مجرد وديان أو حفر! أما الأنهار فهي مجارٍ للخير لاتنقطع أبداً وشرط النهر هو الجريان الدائم، لآن (الراء) للتكرار والاستمرار والرسوخ، والنون للدعم والإمداد الذي لا ينتهي ولا ينقطع، والهاء فيها انفتاح والله أعلم.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار