حِوار مع الشاعرة فوزية الفلالي حاورها الأديب لزهر دخان
كَتب لزهر دخان
منذ أكثر من عامين تجمعيني صداقة حميمة أدبية بحتة بالأستاذة والأديبة الشاعرة المغربية فوزية الفلالي . وأردت أن أضيف لما نشرته عنها سابقاً حِواراً يساهم في تعريف الجمهور بها . فعله يجد فيها لقمة شعر وماء فن هو في أشد الحاجة إليهما .
ذات مرة كانت فوزية الفلالي في تونس تحضر مهرجان دوز الشهير بتوزر . وطلبت منها آن ذاك نشر حوار معها .فرحبت بالفكرة ،وبدأنا العمل على تنفيذها. ولكن للآسف طرأت ظروف تقنية أجبرتنا على تأجيل النشر . واليوم وبعد حَوالي خمسة أشهر . ها نحن ننشر ما سجلته معها عبر ماسنجر يوم الخميس14ماي الموافق ل 21 رمضان 1441هـ .
بدأت معها بهذا السؤال *من فضلك هل يمكنني إخباري عن العام الذي بدأتي فيه قول الشعر ، متى كان وكيف كان وأين كان*
فرأت أنها قد سألت سؤالاً كبيراً وطلبت الوقت الكافي للرد ، وكان الرد فيما يلي:
Fouzia Filali :لست أدري بالظبط تماما ،فاإنشغالاتي كانت كثيرة .الدراسة ثم الشغل وتربية الأبناء . حتى جاء يوم فقدت أخاً لي كان بالنسبة لي كل شيء.القدوة والمنهاج والأستاذ والصاحب ، كل شيء بالمعنى التام.
فهو أكبر مني وكنت أعتمد عليه في سفرياتنا داخل وخارج المغرب وفي كل شيء .أغدق عليه يومياً بطوابير من الأسئلة عن الجغرافيا ،الماركسية ، الرأسمالية البيوقراطية فهو كان مثقفاً جدا.
موته جاء فجأة فهزني جداً وقلب رأسي على عقبي ، دخلت في بكاء هستيري . ثم في حالة صمت وكأنني إبتلعت لساني في جوفي
.فتولد عن كل هذا قلم الألم . وأنا جالسة أفكر وجدتُ قصيدة لأبنه .كان قد أرسلها لي لآنه فاز بها في مسابقة. أطلقت سراح إلهامي .أخرجته من أسر قبو ريشتي . وكتبت أول قصيدة سنة ١٩٨٧وعنوانها “ضاع الرشيد يا أمي”
ثم إنقطعت إلى صدمة أخرى ، وكأن الإلهام يرسله لي الرب ليفرج عن حزني ، ويبعدني عن مضايقات نفسية.
فكانت قصيدة تلو القصيدة سنة ٢٠١٤م.
كنت حينها في الفصل بحكم أنني مدرسة لغة فرنسية . وكنت غالبا ما أكتب في بعض الرقع الورقية بعض الخواطر باللغة اللاتينية.
حالياً وأنا أفتش في بعض كتبي القديمة . وجدت أنني كنت أكتب قبل العشرين من عمري . وكنت أعشق الأشعار وأتابع الفن والفنانين. ربما كانت في رحم شخصيتي شاعرة مازالت لم تكمل شهرها السابع لتولد بعد حين.
وقد ولدتُ وتعلمت في مدينة فاس و( أنا من مواليد مدينة فاس العلمية درست بها وكبرت.)
وأنهت السيدة فوزية كلامها حول بداية قصيدتها ونهاية عمر الرشيد رمه الله . وكان ردها مطولاً وفيه إابات كافية عن أسألة لم نطرها عنها . فقد أخبرتنا أنها أستاذة لغة فرنسية . وكذلك أم ومربية وأوصلتنا إلى مضرب سؤالنا الثاني فطرحناها عنها وفيه * هل تعمدتي تلقين أولادك موهبة لا توجد فيهم*
Fouzia Filali: نعم حاولتُ معهم كتابة بعض الخواطر ، أو الرسم مثلاً . لأنني من عشاق اللوحات وأحب الرسم كثيراً. وهذا (لما كانوا صغارا ) وكنتُ دائما أرسم لهم البحر ..الطبيعة…الوجوه …أحب الألوان والتراث وكل ماهو أصيل .أعتمده حتى في لباسي وأثاثي المنزلي.
لكن كل واحد شق طريقه بطريقته التي إختارها لنفسه، بعد حوارات معنا أنا وأبوهم طبعاً.نحن نحاول أن نعيش معهم عصرهم ، مع أنني أنا مصرة على الحفاظ على الموروث الثقافي والديني لوطننا وديننا وعروبتنا.
بنتي الوحيدة ربما أخذت عني بعض الشيء. فهي تعشق الرسم ، وتقوم بتشكيل بعض اللوحات . فقررت أن أساعدها حتى تصقل موهبتها ، لذلك أخذتها عند أستاذة رسم …فنانة تشكيلية .لتدرس معالم الرسم على أحسن وجه بطريقة سليمة أتمنى لها التوفيق .أما أخويها فلهم هواياتهم الخاصة بعيداً عن الشعر . لكن هم يشجعونني جداً . يفرحون لنجاحاتي وإنجازي الأدبي.
في الختام لا يَسعني إلا أن أشكر متابعتكم وقرائتكم لهذا الِحوار . الذي سننشر الجُزء الثاني منه بعد 48ساعة . ولكي يَسهل عَليكم متابعة الفنانة الفلالي . تعمدت كتابة إسمها كما تكتبه في ملفها الشخصي في فايس بوك ، فيمكنكم متابعة Fouzia Filali للمزيد من الأخبار أو للتمتع بقراءة بعض من أدبها المميز .
سنتحدث في الحَلقة القادمة عن جوائز حَصدتها الفلالي . وعن عدد دَواوينها . وبعض أجْمل قصائدها في الفـُصحة والزجل .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.