العاصمة

حكايات_جدتى الحلقة_الثالثة بقلم سهير عسكر

0

فقاطعها محمد: ماتوحدى الله يا أماى دا مات شهيد

الجده: ألف رحمه على الغاليين يا ولدى


استشعر محمد لذعه اﻷلم التي تلتهم صدر أمه ربتت الجده آمنه علي كتف ابنها في حنان وقالت والكلمات تختنق بحلقها: 


اوعاك تنسي أخوك رابح


محمد: أنساه كيف ياأماي دا كان راجل وﻻ كل الرجاله كان بيحارب لجل اللي زيى يعيش .كنا فى رمضان ومكناش نعرفوا عنه حاجه وانتى

وأبويا كنتوا بتبكوا عليه ليل نهار وفى عز الصيام محدش كان يجيله نفس يفطر وكنت أشوفك وانتى بتربطى بطنك وأبويا يرجع من الغيط يعدى

على القهوة عشان يسمع في الراديو اﻷخبار ويرجع البيت يبكى طول الليل وفي يوم قالوا راجع وقعدنا نرقصوا ونغنوا وبلينا الشربات


قاطعته الجده: فرحت يا ولدى وجبت عصايا ربطت فيها بشكير كله ألوان ورقصت بيه لحد ما وقعت ودبحت ديك كبير وطبخت واستنيته

وماجاش قالولنا فيه دفعه نازله بعد شويه واستنيته وبرضك ماجاش


وأردفت بغنائها الحزين:


قلت أشمر كمى لجل أعدل فطورى قالولى افرحى وهللى وتورى


قلت أشمر كمى لجل أعدل غدايا قالوا الغالى راجع ومعاه البشري والحكايه 


قلت أشمر كمى لجل أعدل عشايا قالوا إكفى ماجورك ما راح الغالى فى اللقايا


راح الجدع اللى كانت تطبع قدمه فى الرمال 


راح يحرر أرضه وقتلوه غدر يا خال


راح الصبي المليح زينه الرجال وما عاد يرجع وبكيت أنا في موال


النخل عالى عالى والحزن فى القلب بيزيد


قلت الضنا غالي وبإيه البكا هيفيد ما راح الغالى ومش هيعيد


قلبي اتشوى عليه وقلب اللى قتلوه من حديد


كنت فين يا وعد يا مكتوب كنت……


فقاطعها محمد: حرام عليكى يا حجه بكفياكى انتي حافظه كتاب ربنا اللي بتعمليه دا كفر ولعياذ بالله بدل ما تدعيله دعوة حلوة
قالت الجده وقد ظهر عليها علامات الحسرة واﻷلم : انتوا ايه قلوبكم حجر أنا قلبي محروق عليه ومحدش داري بيا
***يتبع***

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار