العاصمة

انظر ماذا أعد الله لمَن يضيع الصلوات أو يجمعها بغير عذر شرعي؟

0

كتب: محمد جلاب
يواصل المستشار هشام فاروق عضو شرف نقابة القراء ورئيس محكمة استئناف الإسكندرية كلامه عن الصلاة ، فيقول:
تَوَعَّدَ الله تعالى أشدَّ الوعيد وشدَّدَ النكير على مَن ضيع الصلوات أو جمعها دون عذر شرعي ، فقال جلَّ وعلا:”فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا”(مريم-59)
قال القرطبي في تفسيره:قوله تعالى:”فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ” أي أولاد سوء. “أَضَاعُوا الصَّلَاةَ” هو ذمٌّ ونَصٌّ في أن إضاعة الصلاة مِن الكبائر التي يُوبَق بها صاحبها ، ولا خلاف في ذلك ؛ وقد قال عمر:ومَن ضَيَّعها فهو لما سواها أضيع! وقال محمد بن كعب القرظي ومجاهد وعطاء:هم قومٌ مِن أمة محمد صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان. وقال القاسم بن مخيمرة وعبد الله بن مسعود:هي إضاعة أوقاتها وعدم القيام بحقوقها. وهو الصحيح ، وأنها إذا صُلِيَت مُخَلًّى بها لا تَصِح ولا تُجْزِئ…وجُملة القول في هذا الباب أن مَن لم يُحافِظ على كمال وضوئها وركوعها وسجودها فليس بمُحافِظ عليها ، ومَن لم يُحافِظ عليها فقد ضَيَّعها ، ومَن ضَيَّعها فهو لما سواها أضْيَع ، كما أن مَن حافظ عليها حفظ الله عليه دينه ، ولا دين لِمَن لا صلاة له. وقال الحسن:عطلوا المساجد ، واشتغلوا بالصنائع والأسباب. “وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ” أي اللذات والمعاصي. “فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا” قال عبد الله بن مسعود وابن عباس وكعب:هو واد في جهنم أبعدها قعرا ، وأشدها حَرًّا ؛ وإن أودية جهنم لتستعيذ مِن حَرِّه.
وقال ابن كثير في تفسيره:عن إبراهيم بن يزيد أن عمر بن عبد العزيز قرأ:”فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا” ثم قال:لم تكن إضاعتهم تركها ، ولكن أضاعوا الوقت. وقال مسروق:لا يُحافِظ أحد على الصلوات الخمس فيُكْتَب مِن الغافلين ؛ وفي إفراطِهن الهَلَكَة. وإفراطهن:إضاعتهن عن وقتهن. وعن أبي عياض في قوله:”فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا” قال:واد في جهنم مِن قيح ودم.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه سَمِعَ النبي صلى الله عليه وسلم يقول:إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ. (صحيح ؛ رواه مسلم وغيره) وعن بُرَيْدَة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ. (صحيح على شرط مسلم ؛ رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد وابن حبان وغيرهم) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ…(صحيح ؛ رواه الترمذي والنسائي وغيرهما)

اترك رد

آخر الأخبار