إن الشعوب الضعيفة مغرقة دائمًا بتقليد الشعوب القوية، تقلدها في كل صغيرة وتافهة دون أن تتمعن تلك الشعوب فيما يضرها أو ينفعها أو يتمشى مع عاداتها وتقاليدها أولًا، وإنما التقليد هو الهدف.
من هنا كان الغرب قد اخترع ملابس الجنز، فقلده شعبنا دون النظر عما إذا كانت هذه الملابس يستخدمها الغرب في الحقول أو المصانع أو الرحلات الخلوية.. اخترع الغرب أو اتخذ السوالف الطويل، فجرينا إليها، وأطلقنا سوالفنا حتى نهاية الوجه، ثم اخترع الملابس القذرة فتفنن مستوردو البالات في عرض تلك الملابس، وانتقلوا إلى استخدام الملابس المرقعة ثم الممزقة التي انتشرت بصورة وبائية بين الشباب والفتيات ملابس ممزقة عند السيقان والارجل تبعث الاشمئزاز والقرف..
تذكرنا تلك الملابس بالمرضى العقليين والمصابين بالهبل . مأساة اجتماعية وعقلية تبعث الأسى والأسف لما وصل إليه شبابنا في التقليد الأعمى الذي لا يحكمه عقل ولا يبعثه فكر سليم، لكن الضعيف دائمًا يرى نفسه أقل ممن يراه قويًا متحضرًا في عالم التكنولوجيا وما يفيد الإنسان، وبدلًا من أن يلحق به في ركب التقدم العلمي، يجري خلف ما لا يضعه في مصاف الأمم المتقدمة.