العاصمة

لصوص الأزمات

0

كتبت /ريم ناصر الغمري

شر البلية ما يضحك , هذا المثل ينطبق على حالنا اليوم وفي زمن اختلت فيه المعايير وانقلبت الموازين رأساً على عقب , فأصبحنا لا نميز الغث من السمين , ولا الخبيث من الطيب وأصبح العالم من حولنا يضحك على افعالنا .

فبعد قيام ثورتين لهدم صروح الفساد والمحسوبية بمعاول الحق والحٌرية , والقضاء على الأقطاع الذي لازمنا في كل العصور كظلنا , لازالت اذناب مافيا اغتصاب وسرقة خيرات وكنوز الوطن تتمركز في بعض الوزارات والهيئات والمصالح الحكومية هنا وهناك متسترة بضبابية المشهد الاستراتيجي والتخطيطي والتشكيك الذي نعيشه الآن , كحال أي دولة تنسمت عبير الحرية بعد كسر قيود الاستعباد الفكري والعقائدي بوضع اللبنة الاولى في بناء اركان الدولة المصرية المٌختطفة واستعادتها مجدداً بعد سنوات عجاف عشناها , على يد حفنة من اللصوص باعوا ضمائرهم وخانوا الوطن والأمانة التي أوكلت إليهم على حين غٌره .

وبعد الضربات الساحقة الماحقة المتلاحقة بمعرفة جهاز الرقابة الإدارية الدؤوب والقائمين عليه الذين لا يألون جٌهداً في اسقاط ( القطط السٌمان ) واجتثاث جذور الفساد التي تشعبت في باطن الوطن تنخٌر في بدنه من حين لآخر.

وأقرب هذه النجاحات وليست آخرها ألقاء القبض على السيد / أمين المخزن الإقليمي للمستلزمات الطبية – بدمياط

بعد أن قام باختلاس كميات كبيرة من هذه المستلزمات عهدته , والخاصة بمكافحة فيروس {كورونا} وبيعها بالسوق السوداء لحسابه الخاص , بخلاف استرداد {177} ألف متر من أملاك الدولة المغتصبة بمعرفة { مافيا اغتصاب الأراضي} كما صرح السيد / وزير التنمية المحلية وكذلك بعض الورش المتخصصة في تصنيع المستلزمات الطبية والأدوية {تحت السلم} استغلالاً لجائحة الوباء التي داهمتنا وألمت بنا وأيضاً بعض الصيدليات وأصحابها من معدومي الضمير التي تقوم بإعادة بيع الأدوية منتهية الصلاحية , بعد تحديث تاريخها , والأدوية مجهولة المصدر بأسعار مبالغ بها وأكثر من المحددة بمعرفة هيئة تسعير الدواء , بأي كتاب أم بأي سنة نعتبر هؤلاء من شركاء الوطن وهم يعبثون بأمن وامان الوطن وشعبه في ظل الظروف الراهنة التي تحتاج مننا للتكاتف والتآخي .

# عذر اقبح من ذنب:-

أن تكون وزيراً , أو محافظ , أو رئيس لجنة المشتريات بإحدى الجهات السيادية , أو رئيس حي , أو أميناً للتوريدات وتمتد يدك التي تستحق قطعها كما نص ديننا الحنيف السارق ( تقطع يده ) على أموال الدولة , والتي هي ممتلكات الشعب

لتلقي الرشاوي , وأنت من المفترض أنك تمثل هيبة الدولة واذرعها في بسط سلطان القانون وتنفيذه بمقتضى الصلاحيات المسندة إليك والقدوة والمثل لمن يعملون تحت ادارتك من الموظفين , ومن المضحكات المبكيات أن يكون ( حاميها حراميها)

لماذا أنتم كبار القوم وسادته من الشرذمة المنحرفة التي تفعل ذلك , وتجعل الصورة التي تٌدرس منذ التعليم الاساسي وحتى الجامعي تهتز في عيون وعقلية الجيل الصاعد الواعد وتضعونه في متاهة ما بين{ الحقيقة والسراب }

# والسؤال الذي يطرح نفسه إلا وهو :-

هل لا يكفيك راتبك الذي يقدر بالألاف المؤلفة ؟ !!!!

مع العلم أن أمثالك من اللصوص معدومي الضمير والأخلاق يضعون الراتب فوق الراتب لتحويشه , وأنت كمسئول منحرف فتحت( كرشك ) للحرام تكون كل الخدمات والتسهيلات لك ميسرة ومقضية ومن نفس نوعية الرشاوي العينية من أصحاب الخدمات والمصالح الذين يريدون أن ينالوا الرضى منكم – فلماذا أنتم ؟

(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَار ) وماذا يفعل الموظف البسيط المٌعدم الذي يتقاضى راتباً لا يتعدى ال1000ج وهو يرى ذلك بأم عينيه , ومطالباً بأن يكفيه هذا الراتب هو واسرته لمدة 30 يوم ( مأكل – ملبس – مشرب – ايجار سكن – كهرباء – غاز – تليفون – ومتطلبات أسرية … إلخ ) له كل العذر لو أرتكب نفس حماقتك , ولكن هذا لا يقره شرع ولا دين , ولا يجوز ويعاقب عليه القانون.

أما أنتم فما عذركم , والحياة بالنسبة لكم ذلولة ميسرة – جنة الله على الارض تسعى إليكم بشتى الطرق , من الجاه والسلطان والشقق والفيلات الفاخرة إلى ( شرم الشيخ – مارينا – الساحل الشمالي) تنعمون بها على أنقاض الفقراء والبسطاء والمٌعدمين من عامة الشعب المٌخلصين الذين يذوبون عشقاً في تراب هذا الوطن وأرضه ويعملون ليل نهار بجد واجتهاد كدوارة الرياح ليجنوا ثمار لقمة تكفيهم وتسد جوعهم يوماً بيوم بالكاد هم وأسٌرهم .

# عاراً على الأسرة – وعلى المجتمع – وعلى الوطن يا من كنا نظن أنكم شرفاء وتمثلون القانون وهيبة الدولة, وأوليناكم ثقتنا وأنتم لست أهلاً لها , ما هو موقفك الآن أمام أسرتك وذويك بعد أن افتقدوا رب الاسرة الشريف الامين , لقد وضعت رأسهم في الوحل وتسببت لهم في جرح عميق لن يندمل طول العمر ومهما تقادمت السنوات ( فعار عليك أن تخدعني مرة , وعاراً علي أن أخدع مرتين ) إلى مزبلة التاريخ غير مأسوفاً عليكم يا لصوص الثورات والأزمات والكوارث.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading