وما زال الشيخ محمد احمد فايز أحد أعلام هذه الأمة المخلصين في أقوالهم يواصل الطريق في الدعوة إلى الله تعالى لإظهار الحق وإخراج الناس من الضلالات التي تحياه الأمة الإسلامية الآن فلا ننسى دورة البارز في الدعوة إلى الله تعالى فقد عاش حياته في خدمة القرآن الكريم
وفي هذا المقال اعرض على حضراتكم من بعض كتاباته القيمة ومن ذلك يقول الشيخ
( آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ) يقول الله سبحانه مادحاً عباده المؤمنين : ( والذين في أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم ) أي : أن في أموالهم نصيباً مقرراً لذوي الحاجات من الناس سواءٌ كان هذا الحق واجباً أو مستحباً. والسائل: هو الذي يسأل الناس حاجته ويطلبها بنفسه. والمحروم: هو المتعفف الذي يتعفف عن سؤال الناس ولا يُظهر حاجته إليهم قال صلى الله عليه وسلم : ( ليس المسكين بالطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غِنًى يُغْنيه ولا يُفْطَن له فيُتَصَدق عليه )، وفي رواية : ( ولا يسأل الناس شيئاً )، كما قال تعالى: ( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف )، فالمؤمنون الحق هم الذين يتفقدون الجميع فيعطون السائل والمحروم.
عباد الله: إن مال العبد في الحقيقة هو ما قدم لنفسه ليكون له ذخراً بعد موته، وليس ماله ما جمع فاقتسمه الورثة بعده، في الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله، قالوا يا رسول الله: ما منا أحد إلا ماله أحب إليه، قال: فإن ماله ما قدم، ومال وارثه ما أخر ). وفي الترمذي عن عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاة فتصدقوا بها سوى كتفها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( بقى كلها غير كتفها ). عباد الله: إن الصدقة دليل على إيمان العبد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( والصدقة برهان )، أي دليل وعلامة على صدق الإيمان. وهي سبب للشفاء والسلامة من الأمراض قبل وقوعها وبعد وقوعها قال صلى الله عليه وسلم:( داووا مرضاكم بالصدقة ). وعندما يحشر الناس حفاةً غُرلاً وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق يكون المسلم في ظل صدقته قال صلى الله عليه وسلم:( كل امرئ في ظل صدقته حتى يُفصل بين الناس ). والصدقة تطفئ غضب الرب سبحانه قال : ( صدقة السر تُطفئ غضب الرب ).
وهي سبب لنيل محبة الله عز وجل قال عليه الصلاة والسلام: ( أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخي في حاجه أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد شهراً ). وهي سبب لزيادة الرزق ونزول البركات قال الله تعالى: ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات )، وقال صلى الله عليه وسلم: ( ما نقص مال من صدقة ).
والصدقة من أعظم أبواب البر والإيمان وذوق حلاوته قال تعالى: ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنقوا من شيء فإن الله به عليم ). والصدقة الجارية يبقى ثوابها حتى بعد الموت قال صلى الله عليه وسلم: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: ـ وذكر منها ـ صدقة جارية ).
وهي سبب لإطفاء الخطايا وتكفير الذنوب قال صلى الله عليه وسلم: ( الصوم جنة والصدقة تُطفيء الخطيئة كما يُطفئ الماء النار ).
وهي حجاب عن النار قال صلى الله عليه وسلم: ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ).
والصدقة من أفضل صنائع المعروف قال صلى الله عليه وسلم: ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء ).
فيالها من فضائل يغفل عنها كثير من الناس.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون)
عباد الله: في شكوى الفقير ابتلاءٌ للغني، وفي انكسار الضعيف امتحان للقوي، وفي توجُّع المريض حكمة للصحيح، ومن أجل هذه السنن الكونية جاءت السنة الشرعية بالحث على التعاون بين الناس؛ وقضاء حوائجهم، والسعي في تفريج كروبهم، تحقيقًا لدوام المودة، وبقاء الألفة، وإظهار الأخوة, ونفع الناس والسعي في كشف كروبهم من صفات الأنبياء والرسل,تقول خديجة رضي الله عنها في وصف النبي :(إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق), وإنَّ الساعيَ لقضاء حوائج العباد,مؤيد بالتوفيق,موعود بالإعانة من الله، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه, وإنَّ في خدمة الناس ومساعدتهم وبذل المعروف لهم خاصة الأرامل والأيتام والمساكين منهم؛ بركةٌ في الوقت والعمر، وتيسيرُ ما تعسَّر من الأمور، يقول النبي :(من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة),ولربما بدعوة صالحة مستجابة من يتيم أو أرملة أو مسكين تسعد بها في الدنيا والآخرة, فاتقوا الله عباد الله وتذكروا قول الله تعالى: ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) وأنفقوا من مال الله الذي بأيديكم,وأعينوا إخوانكم,وخاصة جيرانكم , فهم أولى الناس بالمعروف والإحسان وأحق الناس بالبذل والعطاء والإنفاق,وإن منعهم الحياء والتعفف من المسألة مع شدة الحاجة فلا ينبغي لنا أن نتغافل عنهم ولا نتفقد أحوالهم وحاجاتهم, يقول الله عز وجل في مثل هؤلاء (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم
واعلموا عبادالله ان افضل الصدقات الصدقة الجارية مثل بناء المساجد
ومن رحمة الله علينا وعلى اهل قريتنا ان رزقنا ببناء هذا المسجد الذى هو من افضل الصدقات واجمل العبادات حتى يشترك ويساهم الجميع فى بناءه
وانى ارى ان الله اراد لنا الخير
والله يريد ان يرى تنافسنا وتسابقنا فى هذا الصرح الكبير فارووا الله من انفسكم خيرا فان المشاركة والمساهمة فى بناء المساجد عمل عظيم وجزاؤه عند الله كبير فقد قال الرسول صل الله عليه وسلم من بنى لله مسجدا يبتغى به وجه الله بنى الله له بيتا فى الجنة))
اخى فى الله تخيل ماوصل اليه البشر فى تشييد البناء حيث الجمال والدقة والروعة
فما بالك ببناء المولى سبحانه وتعالى ان بنى لك قصرا فى الجنة ان ساهمت وشاركت فى بناء المسجد فسارع ولا تدع الفرصة تفوتك ولا تضعيها هباء منثورا
وتذكر ان مالك الذى تنفقه فى المسجد هو الذى ستجده امامك يوم القيامه فهذا هو مالك الحقيقى اما ماتدخره فى الدنيا هذا ليس مالك فى الحقيقة ولكنه مال الورثة
فاغتنم هذا الثواب العظيم
وان تصدقت بمبلغ من المال فى بناء المسجد فلاتنسى ان تشرك اهلك وامك واباك واجدادك واولادك واخوانك فى هذه الصدقة الجارية فبيت النية فى ان هذه الصدقة عن جميع اهلك حتى لا يحرموا من هذا الثواب العظيم كما لفت الينا النظر الاستاذ فؤاد عبدالحميد بعد خطبة الجمعة
متحدثا جزاه الله خيرا عن مشاركة الاهل فى هذا الثواب الجليل فربما كان ابوك او امك او جدك او اخوك او اى احد من أقاربك فى حاجة الى حسنة واحدة ربما كانت هذه الحسنة هى السبب فى رجحان كفة حسناته
((قال صل الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعوا له))فاغتنموا عباد الله المسجد وبنائه وارووا الله من انفسكم خيرا
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.