العاصمة

الإلحاد والكفر البواح عقيدة الخوارج

0

محمد شفيق مرعي

تلك المرة سوف أتحدث عن مشهد مؤسف من وجهة نظري المتواضعة ،، حيث أنه لا يحق لأي مخلوق أن يعطي نفسه حق التكفير أو إطلاق لفظ الإلحاد علي أي من البشر ، حتي وإن تأكد لنا إرتكاب أفعال تخالف الشريعة المتبعة والنهج الموضوع والكتاب والسنة ،، وقد أجمع أهل العلم والسنة والجماعة ، علي أنه لا يجوز تكفير أي إنسان من تلقاء النفس ، وإلا فقد يكون الأحق بالتكفير أهل العلم أنفسهم من الغالبية العظمي ألتي تخوض في كل شيء دون أن تعرف أي شيء ،، إن الإعتقاد في إيمان الخلائق من عدمه لن يؤثر علي الخالق في شيء ،، إنما التأثير علي عقليات يسهل برمجتها وزرع أي من الأشياء فيها علي حسب الهواء ،، فمثلا أنا كإنسان ليس من حقي أن أطلق علي أي إنسان لفظ الإلحاد أو التكفير ،، والتكفير هذا أمر بالغ الخطورة ،، مما يعني أنني أعطي لنفسي صلاحية للخوض في أمور ربانية لا يدرك حجمها البشر الطبيعي ،، إن التطرق للجدال العلني في الكفر البواح أو الإلحاد أمر غير منطقي ،، فثملا نحن المسلمون نؤمن بجميع الأنبياء والمرسلين نؤمن بكل الديانات السماوية نؤمن أن الخالق واحد أحد فرد صمد ، وقد أتي القرءان إلينا بكل ما يختص بالأمر والشأن الدنياوي علي النحو الأكمل مما يعني أنه لم يترك صغيره ولا كبيره إلا أحصاها ،، ولم أجد أية في كتاب الله تبارك وتعالي تعطي لأي مخلوق هذا الحق في التكفير للإنسان ،، أيا كان دينه أو إعتقاده أو عقيدته ،، ومما شاهدت عن لسان أهل الدين والعلم والمفكرين أنه لا يحق للإنسان تكفير الآخر حتي وإن شاهد الكفر البواح أمام عينه ،، مما يعني أن الظاهر للخلق والباطن للخالق وحده ،، فليس الغريب أننا نشاهد التكفير من بعض المسلمين لبعض المسلمين علي العلن ،، مستشهدين بأحاديث مؤلفة علي حسب الهواء وقد يكون هذا لا يعلمه البعض ،، أمر آخر يدل علي صحة ما أقول هو أن ما نزل من السماء علي الأنبياء من توراه وإنجيل قد حرف علي هواء البعض حسب الهواء أما القرءان عندما حاول بعض الشرازم تحريفه إتضح الإختلاف والفرق في المعاني ،، ويذكر أن الجن نفسه يصعب عليه الخوض في الأمر الرباني من الناحية الإيمانية للخلق ، إن الجدال في أمر عارض كالكفر والإلحاد لا يحق لنا إطلاقه علي الآخر ،، ولم يدرج تحت أي من البنود أنه حق وأستشهد بالقرءان ثم أهل العلم جميعهم من السنة والجماعة ،، فقد يكون من أطلق عليه ملحدا طالب علم أو أهل علم ،، وهذا الأمر لا يدرج بالمره ،، وقد يكون من أطلق عليه كافرا ،، مؤمن ولديه عقيدة ولا يدركها كل من تعايش معه ،، هنا يكون الظاهر للناس والباطن لا يعلمه إلا رب الناس ،، فلماذا نلبس البائس علي اليائس ،، أخيرا أقول أن الإنسان قد أنعم الله عليه بنعمة العقل أي أنه وجد للتصديق والتفريق بين الأشياء وبعضها ،، ومن الوارد أن تأتي بعض الأفعال قد لا ييدركها العقل ،، تلك الأمور لا يجوز الخوض فيها ومن قال لا أعلم فقد أفتي ،، أخيرا أقول علينا أن لا ننساق خلف تأويل أو رأي أو قول لشخص وإنما يجب أن نتطرق إلي أكثر رأي ثم بعد ذلك نحكم العقل ،، أما إن كان الأمر صادرا عن لجنة فتوي هنا يكون القرار صادرا بإجتماع أهل العلم والمشورة ولم يخرج للعامة من تلقاء نفس أو شخص ،، ناهيك عن أنه لن تصدر أي من لجان الفتوي والبث أمر يصدق علي قول التكفير والإلحاد إلا أنه كل ما صدر يحرم ذلك في الدين والشرع والشريعة الدنياوية ،، أخيرا أقول حافظوا علي أبنائكم فهم ثروة قومية حقيقية وعقول الأطفال لا تقدر بثمن ، علموا أبنائكم كيف يحبون أوطانهم وكيف يحترمون معتقدات الأخرين في الإعتقاد والتعبد ، علموهم حب الوطن وحب الأخر ،، علموهم أن الدين ليس التشدد والتعصب وإنما الدين سهل لين ،، علموهم أن بعض الأمور قد لا تدرك بالعقل ولكن نحن بشر متشابهون ومتساون لنا كل الحقوق وعلينا كل الواجبات ، لنا حق السلام والتعايش بسلام وأمن دون أي تهديد لحياة الإنسان

محمد شفيق مرعي
جمهورية مصر العربية

اترك رد

آخر الأخبار