إعلام بورسعيد يوجه بأهمية الخطاب الديني الصحيح لمواجهة المشكلة السكانية
علاء حمدي
تشكل عملية مواجهة الزيادة السكانية في مصر ضرورة ملحة باعتبارها قضية مصيرية للمجتمع لما فيها من تأثير سلبي و رهيب على موارد الدولة و جهود التنمية الشاملة و أشارت كثير من الدراسات والبحوث إلي أن الفهم الخاطئ للدين و الآراء المغلوطة التى يتم توصيلها للعامة والتى تعتمد على نصوص دينية يتم تطويعها من بعض الدعاة من أهم معوقات حل المشكلة السكانية لذا عقد مركز إعلام بورسعيد بالتعاون مع مديرية أوقاف بورسعيد في إطار الحملة الإعلامية ( فكر و اختار .. تنظيم الأسرة أحسن قرار ) ندوة موسعة بعنوان ” أهمية الخطاب الديني الصحيح في مواجهة المشكلة السكانية ” استضاف فيها الشيخ صفوت نظير مدير عام أوقاف بورسعيد بحضور الشيخ محمد مصطفى مدير إدارة المساجد و الأستاذ عصام صالح مدير مركز إعلام بورسعيد و الأستاذة نيفين بصله مسئول الاعلام السكاني بالمركز و عدد كبير من الدعاة و أئمة المساجد بمديرية أوقاف بورسعيد .
و افتتح الندوة الأستاذ عصام صالح مؤكداً على حرص مركز إعلام بورسعيد على التواصل الفعال مع كافة شرائح المجتمع التنفيذية و الشعبية للتوعية بخطورة المشكلة السكانية و أن الخطاب الديني المستنير الوسطي يمثل حجر الزاوية في تبني الكثير من المواطنين لمفهوم الأسرة الصغيرة و الاستجابة لبرامج تنظيم الأسرة لذا كان لابد من التواصل مع أئمة المساجد و الخطباء بالأوقاف للتوعية بأهمية تجديد الخطاب الديني لتصحيح المفاهيم المغلوطة بشأن رأي الدين الاسلامي في تنظيم الأسرة .
و تناول الشيخ صفوت نظير بالحديث الدور الهام للمديرية القائم على رؤية وزارة الأوقاف في تجديد الخطاب الديني ونشر الفكر المستنير مشيرًا إلى أن الوزارة تحرص على وقوف الدعاة على آخر المستجدات العصرية التي تطرأ على المجتمع ومواجهتها بالفكر السليم الصحيح و العمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة بالقضية السكانية والتى ارتبطت في الأذهان لفترات طويلة بالخطاب الدينى المتشدد و أن مديرية أوقاف بورسعيد تتعاون مع كافة الجهات الصحة و الاعلام و التعليم و المجلس القومي للسكان و الجمعيات الأهلية و غيرها لتوعية المواطنين برأي الدين الصحيح في تنظيم الأسرة حيث لا يعارض الاسلام تنظيم الأسرة و أنه أمر لا حرج فيه شرعًا بل إن المصلحة الشرعية قد تقتضيه إذا اقتضت الضرورة والمصلحة الوطنية وهو ما يقتضيه ويفرضه واقعنا الراهن .
و دار الحوار خلال الندوة أكد خلاله المشاركون من الدعاة و الأئمة على أن القدرة فى هذا العصر ليست مال الشخص الفرد الذى يتزوج وإنما قدرة الدولة و امكانياتها على توفير البنية التحتية لأبنائها وقدرتها على إتاحة تعليم جيد وتقديم خدمة صحية مناسبة ، وإنه يجوز للزوجين أن يلتمسا وسيلة من الوسائل المشروعة لتنظيم عملية الإنجاب بصورة تناسب ظروفهما ولا ينطبق على هذه الوسائل التحذير من قتل الأولاد خشية الإملاق لأنهم لم يتكونوا بعد و أن رأي الدين يدعو دائماً للتوازن بين عدد السكان وتحقيق التنمية حتى لا تؤدي كثرة السكان إلى الفقر كما استنبط الإمام الشافعي ذلك من قوله عز وجل: (فإن خفتم ألا تعدلوا).
وأضاف المشاركون أن دار الإفتاء استقرت فى فتواها على أن تنظيم الأسرة من الأمور المشروعة والجائزة شرعًا كما أن الإسلام يدعو للغنى وليس الفقر ويدعو للارتقاء بالمجتمع والأسرة و التنبيه و التوعية بأن إضاعة المرء لمن يعول ليس فقط بعدم الإنفاق المادي بل يكون أيضا بالإهمال في التربية الخلقية والدينية والاجتماعية فالواجب و المسئولية على الآباء أن يحسنوا تربية أبنائهم دينياً، وعلمياً، وخلقياً ويوفروا لهم ما هم في حاجة إليه من عناية مادية ومعنوية و كذلك على خطورة الاعتقاد بضرورة التكاثر من غير قوة مشيرين إلى أن ذلك داخل في الكثرة غير المطلوبة التي هي كغثاء السيل و أن وسائل تنظيم الأسرة بمفهومها الحديث من الطرق التي استعملها الصحابة “رضي الله عنهم” في عهد النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” ولم ينكر عليهم من أجل الخوف من كثرة الأولاد والاحتراز من الحاجة إلى التعب والمشقة في اكتساب أسباب المعيشة بل أحيانًا كثيرة من أجل استبقاء المرأة لجمالها وحُسن زينتها وأحيانًا أخرى بهدف المحافظة على حياتها خوفًا من أخطار الحمل و أن الاسلام يدعو دائمأً و أبداً الي الذرية الطيبة التي تقر بها أعين الأبوين ويتقدم بها المجتمع وتفخر بها أمة الإسلام.
هذا و قد خرجت الندوة بعدة توصيات أهمها ضرورة تنفيذ المزيد من الفعاليات و الحملات الاعلامية للتوعية بخطورة المشكلة السكانية و تأكيد الدعاة و الأئمة في الخطاب الديني على تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة لدى الكثيرين حول الموقف الصحيح للاسلام من قضايا تنظيم الأسرة .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.