ما هو الستر؟
الستر هو إخفاء ما يظهر من زلات الناس وعيوبهم فالستر نعمة من نعم الله علينا لأجل ذلك ربنا سمي نفسه [ الستير ] لأننا برغم معاصينا التي نفعلها لا احد يعلمها سوانا والله لأن لو أحد ما [ بشر ] عرفها سيتبارى فى معايرتك بذنبك ولن ينساه لك أبد العمر
الله -سبحانه- سِتِّير يحب الستر ويستر عباده في الدنيا والآخرة أن الستر على العباد يشمل الستر بدءآ من أن قد تطلع على شيء لم يطلع عليه غيرك وسترته سواء كنت من منصب رسمي أو غير رسمي أو شخصي أو بأي صفة من الصفات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يدنو أحدكم من ربه، فيقول: أعملتَ كذا وكذا؟ فيقول: نعم. ويقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم. فيقرره، ثم يقول: إني سترتُ عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم) [البخاري].
وقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله -عز وجل- حَيِي ستِّير، يحب الحياء والستر) [أبوداود والنسائي وأحمد] يوم القيامة و ربنا يحاسبنا سيقرب كل واحد منا منه و يقول له [ يدنو أحدكم من ربه، فيقول: أعملتَ كذا وكذا؟ فيقول: نعم. ويقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم. فيقرره، ثم يقول: إني سترتُ عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم ]
أما في عصر السوشيال ميديا سهل جداً إنك تتعرف علي خصوصيات الناس سواء كان بسبب ناس معينة أو بسبب ناس أخرين يقوموا بالحديث عنهم و الذي لايمكن أن تفهمه إن هذه الخصوصيات عندنا تقع بين يديك فهى إختبار لك من الله سبحانه وتعالى ليرى كيفية تعاملك معها هل ستقوم بسترها ؟ او تقوم بفضحها ؟
فالناس نوعين في إرتكاب الذنوب :
١- نوع يفعل الذنب و يتوب و يحزن من نفسه من أثر الذنب د فـيعمل على عدم تكراره و يعلم بذنبه وخطئه
٢- ونوع يفعل الذنب و يتمادي فيه ولا يخجل من نفسه وهنا بتكرار الذنب ينكشف عنه ستر الله له وهنا يأتى دور المجتمع فى نصحه وتحذيره من عواقب ذنوبه حتى لو لزم الأمر مقاطعته ليشعر بفداحة ذنبه
أنواع الستر
– ستر العورات:
المسلم يستر عورته ولا يكشفها لأحد لا يحل له أن يراها قال النبي صلى الله عليه وسلم ))لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة ((رواه مسلم
– الستر عند الاغتسال:
وقد قال صلى الله عليه وسلم ))إن الله -عز وجل- حيي ستير يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر ((حديث صحيح
– ستر أسرار الزوجية:
قال صلى الله عليه وسلم ))إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يُفْضِي إلى امرأته وتُفْضِي إليه ثم يَنْشُرُ سرها ((رواه مسلم
– ستر الصدقة:
المسلم لا يبتغي بصدقته إلا وجه الله -سبحانه-، لذا فهو يسترها ويخفيها حتى لا يراها أحد سوى الله عز وجل.
من أسباب ستر الله للمسلم في الدنيا والآخرة
أن يستر المسلم على أخيه المسلم ولا يفضحه إن رأى منه ما يكره أو رآه في موضع معصية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ مَن ستَر أخاه المسلمَ ستَره اللهُ في الدُّنيا والآخرةِ ]
- أحيانا الإنسان يكون سبب إنه يكشف ستر الله عنه عندما يجاهر بذنوبه و يكابر فربنا سترك و أنت لم تستر نفسك فـ يقوم ربنا يكشف ستره عنك وتتعرض للفضيحة والخزى والعار و للأسف أنت السبب في ذلك لأنك جاهرت بمعصيتك وتفاخرت بها
- قال ﷺ [ كلُّ أمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرينَ، وإنَّ منَ المُجاهرةِ أن يعمَلَ الرَّجلُ باللَّيلِ عملًا، ثُمَّ يصبِحَ وقد سترَه اللَّهُ، فيقولَ: يا فلانُ عمِلتُ البارحةَ كذا وَكذا وقد باتَ يسترُه ربُّهُ، ويصبِحُ يَكشِفُ سترَ اللَّهِ عنهُ ]
ربنا أمرنا بعدم تتبع عورات الغير و الا هيعمل سيكون حسابه عند ربنا عسير [ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ]
- و أيضآ هناك بعض الأشخاص التي تأتمنها علي سر لك و بعد وقت تجد سرك أنتشر والناس من حولك تعرفه فهذا الشخص بغض النظر على إنه فضح الإنسان الذي أئتمنه علي سره إلا إنه منافق لأنه خان الأمانة التي معه قال ﷺ [ آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ]
فهل هناك شـروط للســتـــر؟
نعم إذا أراد المسلم أن يستر أخاه فإن هناك شروطًا لابد أن يراعيها عند ستره ومنها:
– ألا يكون الستر وسيلة لإذلاله وأستغلاله ومعايرته بذنوبه
– ألا يمنع الستر من أداء الشهادة إذا طلبت {ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه}
– الستر مرهون برد المظالم فإذا لم ترد فالساتر شريك للمستور عليه في ضياع حق الغير.
– إذا كان المستور ممن يُصِرُّ على الوقوع في المعصية وممن يفسد في الأرض فهنا يجب عدم ستره حتى لا يترتب على الستر ضرر يجعله يتمادى في المعصية.
كيفية نتخلق بالســـتـــر ؟
-أن نستشعر فضل الستر وأن الله يستر من ستر عبداً مذنباً
– أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك.
– تذكر عاقبة من تتبع عورة أخيه فمن تجرأ على فضح أخيه تكفل الله بفضحه وكشف ستره عنه
هل للستر فوائد ؟
الأجابة نعم ونذكر من هذه الفوائد ما يلى
1- نشر الحبِّ والمودة بين المؤمنين.
2- أنه يعين العاصي على أن يتوب إلى الله توبةً نصوحًا وبالعكس فلو فُضِح وشُهِّر به و دفعه إلى مزيد من المعاصي والآثام.
3- أنَّ فَضْح النَّاس -وخاصة أهل الفضل منهم إن بدت منهم زلَّة أو هفوة- قد يجرِّئ كثيرًا من عوام النَّاس على المعاصي
4- أنَّ السَّاتر يرضى عنه الله ويَسْتُره في الدُّنيا والآخرة
وأخيرآ هناك سؤال ؟
هل تحب ان يطلع الناس علي ما ستره الله عنك مقابل أن تطلع علي الذي ستره الله عنهم ؟ ؟
الأجابة هى
أنت لست صــالــحــــاً أنت فقط مســــــتـــور
اللهم أسترنا فوق الارض و تحت الارض و يوم العرض عليك اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها و بطن و أعفو عنا و إغفر لنا و إرحمن