بما إن النهارده عيد الحب والكثير منا لا يعرف أساس هذا العيد أو من اخترعه أصلًا ولماذا تحديدًا يوم 14 فبراير من كل سنة..
سبب التسمية ورائه قصة غريبة ولطيفة في نفس الوقت:
في القرن الثالث الميلادي تعرضت الإمبراطورية الرومانية للغزو من قبل “القوط”، وفي الوقت نفسه وبسبب القتلى الذين كانوا بأعداد مهولة، انتشر مرض الطاعون والجدري، والنتيجة كانت إن بيموت 5 آلاف شخص يوميًا من أهل المدينة والجنود!
ومع تزايد عدد الموتى، بدأت الإمبراطورية الرومانية في السقوط، واحتاجوا جنود للقتال، ففكر الإمبراطور (كلوديوس الثاني)، وكان وقتها الإعتقاد السائد إن أفضل المقاتلين هم العزاب “اللي مش متجوزين يعني”، فمنع الإمبراطور الجنود من الجواز.
وقتها كان فيه خصومات داخلية وعدم توافق في مجالس الحكم بسبب اغتيال الإمبراطور (غالينوس)، فقدر الإمبراطور (كلوديوس) إنه يتخلص منها ويوحد الخصوم بإنه وضع تمثال (غالينوس) جنب تماثيل الآلهة الرومانية وأمر الرومانيين بإنهم يعبدوه.
اضطر وقتها المواطنون من عبادة الآلهة الرومانية، واللي رفضوا يعبدوها نزل قانون ضدهم إنهم “غير وطنيين” وأعداء للدولة، في الوقت ده الاضطهاد الأكبر وقع ضد المسيحيين بإجبارهم على تخليهم عن معتقداتهم الدينية وعبادة الآلهة الرومانية، واللي هيرفض هيواجه أشد عقوبة، وهي الموت..
والجدير بالذكر إن خلال القرون الثلاثة الأولى للمسيحية، مورس عليهم أشد أنواع الاضطهاد، منهم اللي اترموا أحياء في الماء المغلي، واللي اتقطع ألسنتهم، واللي اتعذبوا بطرق وحشية وفظيعة جدًا، وكمان تم تدمير كتير من الكتب والسجلات التاريخية والكتابات المسيحية..
ولأن سجلات كتير تم إتلافها، فتفاصيل حياة القديس (فالنتين) “اللي اتسمى عيد الحب نسبة لاسمه” قليلة جدًا، ومش معروف عنها إلا القليل، وكانت بتتنقل من جيل لجيل لحد ما تم طباعتها في 1260م، وبعدين في سنة 1493م تم نشرها في كتاب.
القديس (فالنتين) وقتها كان كاهن روماني أو أسقف في إيطاليا، مفيش معلومة محددة عنه، المهم إن دوره كان وقتها كبير، لإنه خاطر بإغضاب الإمبراطور، واعترض على موضوع وقف زواج الجنود، وكمان بدأ في تزويجهم سرًا في الكنيسة، وثنيين بقى أو مسيحيين مش فارقة، المهم إنه تولى موضوع جوازهم..
ووقت ما طالب الإمبراطور (كلوديوس) المسيحيين بالتخلي عن معتقداتهم والعودة لعبادة الأصنام “الآلهة الرومانية”، رفض القديس (فالنتين) ووقف قدام الإمبراطور، فاتقبض عليه واتحكم عليه بالموت.
ولما كان (فالنتين) في السجن منتظر تنفيذ حكم الإعدام، وقع في حب ابنة سجانه “Asterius”..
وقبل إعدامه كتب لها رسالة، ووقعها قائلًا “من عاشقك”.
يوم الحكم على (فالنتين) اتضرب بالعصى والحجارة لقتله، لكن المحاولة فشلت وفضل عايش، فتم قطع راسه خارج “بوابة فلامينيا” إحدى بوابات روما القديمة، تحديدًا في يوم 14 فبراير 269م.
وسنة 496م عيِّن البابا (غلاسيوس) يوم 14 فبراير بإنه “يوم القديس فالنتين”.
وبدأ الأدباء في العصور الوسطى زي (جيفري تشوسر) بربط يوم القديس (فالنتين) بالحب، لحد ما اتحول في نهاية المطاف تحديدًا في القرن الـ18 لتقليد إنجليزي بيتم فيه تبادل الزهور والحلويات وإرسال بطاقات المعايدة بـ”عيد الحب”.
ولحد وقتنا هذا واليوم ده بيُستخدم على إنه “عيد الحب” أو الـ”Valentine’s” وبقى يوم عالمي العالم كله بيحتفل فيه بعيد الحب..
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.