يتجدد الموعد كل عام مع العيد بكل طقوسه الجميلة، فهو فرحة الصائم في الدنيا، ومناسبة للتوسعة على الأهل وعلى الفقراء، وفرصة للتزاور وصلة الأرحام.. كل عام وعيدنا مبارك.
هي عادة عربية اسلامية منسوبة الي العيد بمعني العطاء أو العطف، وترتبط بعيد الفطر المبارك وعيد الأضحي أيضاً، وتكون عبارة عن تقديم النقود أو الهدايا أو حتي الحلوى إلي الأطفال في العيد.
وظهرت في العصر الفاطمي وكان لها اسم آخر غير العيدية حيث كان يطلق عليها اسم “الرسوم” في دفاتر الدوواين أو ويطلق عليها “التوسعة” في وثائق الوقف وكان الأغنياء يوزعونها على الفقراء وعلى الكبار والصغار الذين استطاعوا ختم قراءة القرآن في شهر رمضان، مرفقة بملابس العيد، وبعد صلاة العيد كان الناس يستطيعون رؤية الخليفة ومصافحته لتهنئته بالعيد، فكان يقوم بتقديم الدنانير الذهبية لهم.
وأطلق الفاطميون اسم “عيد الحلل” علي عيد الفطر المبارك حيث كانوا يتولون كساء الشعب وخصصوا لذلك 16 ألف دينار لتقديم الكساء للشعب في عيد الفطر المبارك، وذلك في عام515 هـ, أما بالنسبة للكعك فقد تم تخصيص عشرين ألف دينار, وتم إنشاء دار حكومية في العصر الفاطمي تحت اسم دار الفطرة التي كانت تعمل منذ شهر رجب حتي النصف من رمضان وتستخدم مقادير هائلة من الدقيق والعسل والفستق المقشور وكان أكثر من مائة عامل يتولون صنع الكعك.
وفي العصر المملوكي تغير اسمها ليصبح الچامكية، وانحصرت في أن يقدمها السلطان لأغنياء الدولة ورجال الجيش، واختلف شكل تقديمها عن العصر الفاطمي لتقدم في طبق من الفضة يحمل الدنانير الذهب في منتصفه بينما كعك العيد حول تلك الدنانير ، وكان السلطان المملوكي يصرف راتباً بمناسبة العيد للأتباع من الجنود والأمراء ومن يعملون معه.
وفي العصر العثماني اخذت العيدية اشكالاً اخري حيث كانت تقدم نقوداً وهدايا للأطفال.. واستمرت تلك العادة حتى العصر الحالي، ولكن التغيير الذي طرأ عليها هو أنها أصبحت تقدم للأطفال، من الوالدين والأهل والأصدقاء المقربين، وهي تبعث السعادة والفرحة في نفوس الأطفال .
لبس العيد
يعتبر التجمل ولبس أحسن الثياب من سنن الاحتفال بالعيد ، وهو أمر معروف مشهور بين الناس على مختلف الأزمان ، وعليه جرت عادتهم ، وهو من مظاهر الفرح والسرور بهذا اليوم.
ويحرص المصريون على شراء ملابس جديدة لأطفالهم في العيد ليشعروا ببهجته، وتزدحم الأسواق بمختلف فئاتها بالأسر التي تخرج لشراء ملابس العيد.
ويعد موسم عيد الفطر المبارك من المواسم التجارية المهمة فى مصر، فطوال شهر رمضان تجد محال وسط المدينة لاتغلق أبوابها إلا مع آذان الفجر، ويزداد الزحام فى الأيام الأخيرة من الشهرحيث يحرص الجميع على الخروج لشراء ملابس العيد.
الكحك
يعتبر “الكحك” أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر، وإن اختلفت وتعددت أشكاله وأنواعه عبر الأزمنة، يبقى مقترنا بقدوم العيد بعد شهر الصوم.
كان الفراعنة أول من خبز “الكحك”، وقد ثبت ذلك على الكثير من النقوشات على جدران المعابد القديمة، وكانوا يقدمونه بأكثر من شكل ويضعون إلى جانبه دائمًا العسل الأبيض.
كما كان يتم وضع الكحك مع الموتى داخل المقابر وكانوا ينقشون على الكعك رسم الشمس الإله “آتون” أحد الآلهة الفرعونية القديمة، وهو الشكل الذى وصلنا فى العصور الحديثة حيث ما زال السيدات تقوم بنقش الكعك على شكل قرص الشمس.
ولم يعرف الفراعنة مصطلح “كحك العيد”، بينما كانوا يطلقون عليه “أنطلونه” أو “كل واشكر”، وقد أطلقت عليه الأسرة الثامنة عشر اسم “القرص”.
وأصل كلمة “كحك قبطية ومفردها كحكه” وهى فى الأصل كعكة، وأصلها هيروغليفي.
ومن المعروف أن ظاهرة تلازم الحلوى بالأعياد ازدهرت خلال الفترة الفاطمية بالقاهرة، وعرفت أبانها القوالب التى كان يصنع بها الكعك، فيضم متحف الفن الإسلامى بعض الآثار لما كان يكتب على الكعك بواسطة القوالب التى يتشكل منها والتى كان أبرزها عبارات “بالشكر قدوم النعم، وكل هنيئا ، وكل واشكر” وفى بعض المناسبات كانوا يشكلونه الكعك على هيئة عرائس تراثية.
فقد اهتمت الدولة الفاطمية بصناعته وهو ما أكسب طباخيها شهرة واسعة، وكانت جميع المخابز تتفرغ لصناعة الكعك من منتصف شهر رجب، وكان الخليفة الفاطمي يخصص 20 ألف دينار لصناعة كعك العيد، وأنشئت بعد ذلك ”دار الفطرة”، وهي دار مخصصة لصناعة كعك العيد فقط.
وكان موقع دار الفطرة داخل القصر نفسه.. وكان الخليفة ينتقل إلي دار الفطرة ومعه الوزير وكبار الموظفين، حيث مخازن السكر والعسل والزعفران والطيب والدقيق والفستق وغير ذلك من مواد صناعة الحلوي فيجدها الخليفة تملأ المخازن “مثل الجبال” فينقسم كل صنف إلي أكوام تختلف في الوزن فمن ربع قنطار وهو اكبرها إلي عشرة أرطال إلي رطل واحد وهو أقلها.. ثم ينصرف الخليفة ويوجه صاحب الديوان من معه من الكتاب ومع كل واحد قائمة بأسماء طائفة من الموظفين وامام كل اسمه رتبة ويبدأون التوزيع فيحمل الفراشون إلي بيته صواني حسب مقام الشخص ومع كل صينية رسالة تهنئة تناسب المقام.
الأسماك المملحة
يحرص المصريون أيضًا في العيد على إعداد مائدة تختلف كثيرا عن موائد الأيام العادية، يكون ضيفها الأساسي هو سمك البورى المملح “الفسيخ” وأيضا الرنجة المدخنة والسردين المملح والبصل، وهي عادة فرعونية أيضًا.