العاصمة

خاسر من يريد ان يعتلي عرش الوهم فوق اكداس الجماجم في غزة

0
علاء حمدي

 

كتبت د ليلي الهمامي
أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن
أعود لأطرح قضية الراهن العربي. الراهن العربي الذي تطبعه اليوم قمة شرم الشيخ بين دونالد ترامب والرئيس عبد الفتاح السيسي. احتفاء بنهاية الحرب على غزة. اقول حرب على غزة، لانها حرب عدوان على غزة من طرف اسرائيل الغاصبة …
أشعر بالمرارة وانا هنا في مصر، أتابع وأترقب ما سيحصل، بعد ان سلّمت حماس بانها لن تكون في حكم غزه … اي ان حماس كانت تحكم غزة وحماس اختارت ان تصعّد وهذا التصعيد الذي اعتُبِر انه رد فعل مقاوم على واقع الاحتلال، على واقع الاعتداء اليومي من المستوطنين… انه رد فعل على تهميش القضية الفلسطينية بعد الربيع العربي وبعد ازمة الكوفيد وانشغال العالم بمواجهة ازماته.
قيل كل هذا، والكل شعر بالواجب في أن يدعم الصف الفلسطيني بكل ما لديه من امكانات. أتحدث عن الشعوب، عن المجتمعات المدنية، أتحدث عن الشخصيات السياسية وأتحدث عن الاعلاميين… الكل التزم تلقائيا بدعم الصف الفلسطيني. هنا دونما اعتبار للالوان السياسية، دونما عتبار للتوجهات الايديولوجية والهويات الايديوجية…
قلت انني اشعر بالمرارة، لان لان نتائج مؤلمه جدا، ولا يمكننا ان نتعامى على هذه النتائج التي جعلت غز تحت امتداد امريكي، التي وضعت غزة تحت حماية دولية باشراف مباشر امريكي، أَخرجت غزة عن السيادة الفلسطينية. هنا اتحدث عن السيادة الفلسطينية بقطع النظر عن فتح او حماس …
النتيجة بالفعل وبقطع النظر عن تكالب البعض على وهم الانتصار ووهم كسب المعركة، النتيجة 70,000 من القتلى ايضا 30 الف من المعوقين واليتامى خراب 90% من البنايات والمنازل. هذا مع اعتبار سنتين من الكوارث الاقتصادية، سنتين من ضياع الدراسة على أطفال وشباب غزة… هنا لست أتحامل على أي طرف، وانما الحقائق موجعة مؤلمة، مؤلمةلأن ال”ما بعد” غامض وغير مضمون.
عليّ ان أذكر بان البلدان الغربية التي دعمت حل الدولتين والتي اكدت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فعلت ذلك من زاوية تكتيكية من زاوية الضغط على اسرائيل والحكومة الاسرائيلية من اجل وقف العدوان.
في المقابل، ليس لدينا ما يضمن الان قيام الدولة الفلسطينية، ليس لدينا ماديا ما يضمن قيام الدولة، الفلسطينية، ماديا وحدة التراب ووحدة السلطة…
إشكال حقيقي؛ أخشى ان الدعم الشعبي سيتراجع أخشى أن الدعم الاعلامي سيتراجع وأن الساحات السياسية ستمر الى قضايا اخرى … هذا ما أخشاه واعبر عن خشيتي.
كما قلت بكل أسف ومرارة، بقطع النظر عن المحاسبة، بقطع النظر عن حسابات الربح والخسارة، هنالك أشياء مؤلمة، لعلها من أهم خطايا العرب : هو الاستبداد بالراي، هو احتكار قرار السلم والحرب، هو اكراه المجموعة الوطنية على خوض معركة لم تستعد لها…
قلت في السابق بان الاستمرار في حد ذاته مقاومة أن تستمر في ارضك تلك مقاومة، أن تتكاثر ديموغرافيا تلك مقاومة، أن تحافظ على هويتك تلك مقاومة، أن تستمر وان تتكاثر تلك مقاومه. ليس كل من حمل السلاح ثوري. لان السلاح يقود الى هزيمه، الى توسيع مساحه ورقه الخسائر هو خيانه، حتى وان كانت الخيانة عن سوء تقدير وعن سوء حكم وعن سوء توصيف للواقع.
آسفة ان اقول باننا مرة اخرى، بعد النكبة والنكسة نقف على مشارف الهزيمة. أقول هذا ليس تحاملا على اي طرف، أقول هذا لانني أدرك جيدا ان هنالك من يريد ان يعتلي عرش الوهم فوق اكداس الجماجم في غزة… هذا مرفوض!!!
علينا ان نواجه بكل شجاعة أخطائنا لنتجاوز،،، لنبني شيئا جديد شيء جديد على سلم الالام التي لم ننجح في تجنبها وتفاديها، لغطرستنا، لتعصّبنا وللعمى الذي أصابنا باسم الحق، المطلق وباسم الفضيلة، التي لا يمكن ان يشكك فيها، والتي لا تضاهيها الا فضيلة الرّب في خلقه الوجود..
د. ليلى الهمامي.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار