العاصمة

فشل الحسم العسكري: خطة ترامب لإنقاذ إسرائيل “

0

 

 

بقلم: ياسر الفرح

ناشط حقوقي

 

في تطور لافت ومفاجئ، أعلنت حركة حماس موافقتها المشروطة على خطة السلام المقترحة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في خطوة اعتبرها مراقبون “مناورة سياسية ذكية” أربكت حسابات تل أبيب، خاصة في ظل رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبعض البنود الجوهرية في الخطة.

الرد الإيجابي من حماس لم يكن تفويضًا مفتوحًا، بل جاء مصحوبًا بمطالب وتعديلات تمس جوهر المبادرة، وعلى رأسها جدول زمني واضح للانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وضمانات دولية تمنع تل أبيب من استئناف العمليات العسكرية.

 

ضغوط عربية ؛

مصادر مطلعة كشفت أن عددًا من القادة العرب الذين التقوا ترامب مؤخرًا نقلوا له مجموعة من التعديلات الضرورية لإنجاح المبادرة، منها:

• حصر مهام القوة الدولية خارج حدود غزة، دون تدخل داخل القطاع.

• تولي أبناء غزة مسؤولية الأمن الداخلي.

• إشراف جهة فلسطينية مرتبطة بالسلطة على ملف إعادة الإعمار، مع إعادة تفعيل التنسيق بين غزة ورام الله.

• رفض تولي توني بلير أي دور رقابي أو تنسيقي داخل غزة، وهو ما يعكس حساسية فلسطينية من تدخلات دولية منحازة.

 

اسقاط بعض البنود؛

في المقابل، كشفت مصادر دبلوماسية عن اجتماع مغلق جمع نتنياهو بمستشاره رون ديرمر وصهر ترامب جاريد كوشنر، عقب لقاء ترامب بالقادة العرب.

الاجتماع أسفر عن شطب بندين أساسيين من المسودة المعدلة:

• إلغاء أي التزام بتحديد موعد للانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة.

• حذف البند رقم (21) الذي كان ينص على منع إسرائيل من ضم أراضٍ من الضفة الغربية.

البند الاخير كان من أهم عناصر الاتفاقيات الإبراهيمية التي وقعتها بعض الدول العربية مع إسرائيل، والتي استندت إلى وعود أميركية بعدم تنفيذ “صفقة القرن” بشروطها المجحفة.

 

المعادلة بين غزة والضفة؛

بدا واضحًا أن حماس تعلّمت من أخطاء السلطة الفلسطينية، التي راهنت سابقًا على إرضاء واشنطن وتل أبيب مقابل الحفاظ على دورها.

لكن السيناريو الحالي يُظهر أن السلطة نفسها أصبحت مهددة بالإقصاء، خاصة مع تلميحات دولية إلى وضع الضفة الغربية تحت إدارة دولية، وهو ما يعني عمليًا إنهاء مشروع الدولة الفلسطينية.

 

الخطة المعدّلة لا تختلف كثيرًا عن “صفقة القرن”، إذ:

تستبعد القدس من أي مسار تفاوضي.

تمنح الشرعية للبؤر الاستيطانية العشوائية.

وتدفع نحو تطبيق رؤية سموتريتش المتطرفة، القاضية بتقسيم الضفة إلى “إمارات فلسطينية” منفصلة، تنهي عمليًا وحدة الأراضي الفلسطينية.

 

مصر دائما و أبدا ؛

الابصار تنظر بعد الله، الى مفاوضات شرم الشيخ، ودائما و أبدا كانت وما زالت وستظل مصر تحمل الضغط الاكبر كما بيدها مفاتيح تستطيع من خلالها ضبط ايقاع اي خروج عن المعقول وقت الضرورة.

 

المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة؛

يرى مراقبون أن خطة ترامب المعدّلة، بدعم إسرائيلي وتغاضٍ دولي، ليست مجرد مبادرة سياسية، بل هي محاولة لإعادة رسم الخارطة الجيوسياسية للمنطقة، بدءًا من غزة، مرورًا بالضفة، وصولاً إلى تصفية القضية الفلسطينية بصيغة جديدة.


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار