
أزمة إسرائيل المائية ومياه لبنان
كتبت د. ليلى الهمامي
أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن
العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان وعلى قرى بعينها في جنوب لبنان في الواجهة وفي الغطاء، هي عملية امنية تستهدف البنية التحتية لحزب الله. وبالطبع يمكن تمديد التحليل الى الطموحات المائية وسعي اسرائيل لتامين الموارد المائية بوضع اليد على نهر الليطاني.
هذا التفسير ليس جديدا، لكن وراء هذه الحرب، ووراء هذه المعركة التي تبدو بديهية، والتي تبدو وكانها مسألة مسلّم بها في سياق الحرب المفتوحة والساحات المفتوحة التي افضت اليها سياسات الحرب للحكومه اليمينية النازية الجديدة لنتنياهو،
وراء هذا، ثمة حرب التراث.
هنالك سعي اسرائيلي محموم للسطو على الذاكرة اللبنانية والعربية في علاقه بالاثار الفينيقية وما قبل الفينيقية والرومانية والعثمانية …
تلك القرى مثل قريه قانا، دبين، مرج عيون، صيدا، وخاصة صور… ومثل قرى اخرى استهدفتها هذه الايام الالة العسكرية الهمجية الصهيونية، هي من اكثر القرى قيمة تاريخيا وانسانيا، هي قرى عند مشاهدتك لها تحسبها من الخيال العلمي آسرة جميلة ثرية وثراء تراثها واثارها يعود لالاف السنين من مراكمة التجربة الانسانية.
في هذه القرى وهذه المواقع الهامه قانا مثلا التي دمرت منذ سنوات بقنابل اسرائيلية، لها وزن هام
خاص واعتباري في التراث المسيحي والإنساني…
لكن الامر لا يتعلق فقط بالاثار المعمارية التاريخية التي لا تقدر بثمن، الامر يتعلق ايضا بالتراث النباتي. اسرائيل بصدد انتزاع واجتثاث شجر لبناني خالص، اشجار عمرها مئات السنين والاف السنين تجتث بعروقها وتقلع بجذورها ليتم نقلها الى حيث المستوطنات الاسرائيلية العصرية بفلسطين… شجر يمثل ذاكرة الانسانية ويمثل تراثا لبنانيا خالصا ويمثل ثروة غير قابله للتقدير…
هذا هو الهمج، هذه هي الهمجية الصهيونية… المسالة ليست فقط معركة مساحة ترابية، المسالة ليست فقط مسالة امنية،،، المسالة اكثر من ذلك وضروري ضروري ضروري ان تكون هنالك يقظة من طرف العرب ومن اللبنانيين أنفسهم، ومن الحكومة اللبنانية ومن طلبة الجامعات في لبنان. يجب المطالبة ايضا بكشف هذه الهمجية وفضحها والدفاع عن التراث والذاكرة اللبنانية.
حصل هذا في احتلال العراق، في احتلال الجزء الأهم من سوريا، حصل هذا في كل الحملات الاستعمارية التي ضربت المنطقه العربية ولن أذكر ما تمت سرقته من مصر لان ذلك يتطلب مجلدا وتصنيفا حسب البلدان السارقة. الدليل ان جزء كبيرا من تراث عالمنا العربي معروض على مساحات شاسعة وبقيمة مادية خيالية، في المتاحف الغربية في فرنسا والمانيا وايطاليا وانجلترا وتركيا والولايات المتحدة الامريكية… ومنذ قرن الكيان الصهيوني…
كل هذا يحتاج الى حملة من اجل الدفاع عن ذاكرتنا عن وجودنا.
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.