العاصمة

المرأة العمياء التي أبصرت ما لا يُرى.

0

إيمى عاطف

في قلب جبال البلقان، وبين الرياح التي تعصف بقُرى بلغاريا القديمة، وُلدت فتاة فقيرة لا تختلف عن سواها… إلا أن مصيرها كان يحمل شيئًا أبعد من أن تُدركه عيون البشر.

 

اسمها: فانغيليا باندييفا غوشتيروفا.

لكن العالم لم يعرفها بهذا الاسم.

العالم ناداها بـ “بابا فانغا”… المرأة العمياء التي أبصرت ما لا يُرى.

 

في عام 1923، حين كانت في الثانية عشرة من عمرها، اجتا*ح إعصار عن*يف قريتها. الرياح كانت تزمجر كوحش جائع، وأمسكت بجسد الطفلة النحيل، فرفعها الهواء عاليًا، ثم رماها في حقل مهجور… تُركت هناك، مغمضة العينين، مغطاة بالتراب والدموع.

 

وعندما وُجدت، كانت عيناها قد امتلأتا بالرمل، وفقدت بصرها للأبد.

لكنها تقول إن ما فُقد من نظرها، عُوّض ببصيرة داخلية مر*عبة… منذ تلك اللحظة، بدأت ترى “أشياء”.

رؤى… صورًا… كائنات… كوار*ث لم تحدث بعد، وأشباحًا لم ترحل بعد.

“أسمع أصواتًا لا يسمعها أحد… وأرى ما سيحدث، وكأنه ماضٍ قديم”

 

في كوخ بسيط وسط الضباب، كانت تجلس بابا فانغا على كرسي خشبي، تلف رأسها بوشاح أسود، عيناها لا ترمشان، وكأنهما تنظران إلى عوالم أخرى.

 

كان الزوّار يأتون من كل مكان: مزارعون فقراء، رؤساء دول، جوا*سيس، علماء، وحتى رجال دين.

يقتربون منها بارتجاف، يهمسون بأسمائهم… فتُمسك بيدهم، وتصمت للحظة، ثم تقول كلماتها:

“ستفقد أحد أبنائك هذا الشتاء… الحر*يق سيأكلك من الداخل… عين الشر تراقبك…”

كلماتها لم تكن مجرد نبوءات… بل رسائل من مكان لا أحد يعرفه.

 

نبوءات أر*عبت التاريخ

 

تقول الحكايات أن فانغا توقعت:

 

صعود هت*لر إلى السلطة، قائلة: “رجل نا*ري سيحر*ق العالم”

كار*ثة تشيرنوبيل النوو*ية، حيث صر*خت يومًا: “ماء الشمال سيُس*مم، والمو*ت سيكون صامتًا”

 

تف*جيرات 11 سبتمبر، إذ همست:

“رع*ب! ر*عب! إخوة أميركا يسقطون بعد أن تُهاجمهم طيور من الحديد برجين، والد*ماء ستغرق الأبراج”

غر*ق الغواصة الروسية كورسك عام 2000، حيث قالت: “كورسك ستُغمر بالماء وسيبكيها العالم”

انتخاب باراك أوباما رئيسًا للولايات المتحدة، قائلة: “الرئيس الرابع والأربعون سيكون رجلاً أس*ود، لكنه سيكون آخرهم”

 

ويُقال إنها تنبأت بوفاتها بدقة مخ*يفة، وحدّدت اليوم والشهر والسنة قبل سنوات من حدوثه…

 

همسات من المستقبل: نبوءات لم تأتِ بعد

 

رغم رحيلها عام 1996، تُنسب إليها تنبؤات تمتد لقرون قادمة، ومنها:

 

2033: البحار ترتفع، وتب*تلع مدنًا كاملة.

2100: البشر يخلقون شمسًا صناعية لإضاءة جانب الأرض المظلم.

2130: مخلوقات من “ما وراء النجوم” تتواصل معنا لأول مرة.

5079: اليوم الأخير… نهاية البشرية!

 

لكن… هل كانت نبية؟ أم ضحية خرافات شعبية؟

 

البعض يراها مجرد وسيطة روحانية سيطرت على خيال البلقان.

والبعض الآخر يؤمن بأنها كانت بوابةً بين العوالم، امرأة خُتم على لسانها أسرار لا يجب أن تُقال.

رغم أن كثيرًا من أقوالها لم يُوثّق بدقة، فإن الغموض الذي أحاط بها كان كافيًا ليجعل منها أسطورة لا تموت.

 

هكذا كانت بابا فانغا… العرّافة العمياء التي أخافت الزمن نفسه.

ولكن لا ننسى أنه لا يعلم الغيب إلا الله، وفوق كل ذي علم عليم. <<<<<


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار