الجفاف يرهق جسدك دون أن تشعر.. كيف تعود نفسك على شرب الماء بانتظام؟

أحمد المصرى

يعد شرب الماء بشكل منتظم دون حتى الشعور بالعطش، ضرورة لا يمكن تجاهلها لتفادي الإصابة بالجفاف، فكثير من الأشخاص خاصة من كبار السن، لا يشعرون بالعطش إلا بعد أن يكون الجفاف قد بدأ فعليا في التأثير على أجسامهم، وفي مثل هذه الحالات، يصبح الجسم في وضع صحي دقيق، وفي أوقات الحر أو المرض، يزداد فقدان الماء من الجسم دون أن يرافقه شعور فوري بالعطش.

 

علامات الجفاف تختلف باختلاف العمر

 

بحسب موقع “مايو كلينك”، فالجفاف لا يظهر على الجميع بالطريقة نفسها، بل تختلف علاماته وأعراضه حسب العمر والحالة الصحية.

 

عند الأطفال الرضع، قد يلاحظ من خلال جفاف الفم واللسان، أو غياب الدموع عند البكاء، أو قلة البلل في الحفاضات، إضافة إلى ملامح الوجه المنكمشة والعينين الغائرتين. وقد يصاحب ذلك خمول غير معتاد أو نوبات من التهيج.

 

أما عند البالغين، فتتجلى الأعراض في عطش شديد، وتراجع عدد مرات التبول، وظهور لون داكن للبول، إلى جانب الشعور المستمر بالإرهاق، والدوخة، وفي بعض الأحيان، تشوش الذهن وعدم القدرة على التركيز.

 

لماذا يحدث الجفاف؟

 

الجفاف ليس مجرد نتيجة لنسيان شرب الماء، بل أحيانا يكون نتيجة لفقدان السوائل بشكل أسرع مما يتم تعويضه.

 

في حالات مثل التعرق الزائد، أو الإسهال، أو التقيؤ، يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل والأملاح الحيوية، فيما يواجه كبار السن تحديا أكبر، إذ تقل لديهم كمية الماء المخزنة في الجسم بطبيعتها، كما تضعف لديهم حساسية الشعور بالعطش، إضافة إلى ذلك، فإن بعض الأدوية أو الأمراض المزمنة مثل السكري أو الخرف، تجعلهم أكثر عرضة للجفاف حتى من دون سبب واضح أو مباشر.

 

الماء عنصر حيوي يتجاوز إرواء العطش

 

الماء ليس مجرد وسيلة لروي العطش، بل هو ضرورة لكل خلية في الجسم. يساعد في تسهيل عملية الهضم، والوقاية من الإمساك، وطرد السموم من الجسم، كما يحسن من أداء الكلى، ويحافظ على ليونة المفاصل ومرونة العضلات.

 

كما يساهم شرب الماء في نضارة البشرة وصحة الجلد، كما يضبط درجة حرارة الجسم، ويعد عنصرا داعما للطاقة والتركيز الذهني. حتى الشعور بالخمول أو تقلب المزاج في بعض الأحيان قد يكون سببه بسيطًا: نقص الماء.

 

ما الكمية التي يحتاجها الجسم يوميا؟

 

رغم أن الاحتياجات تختلف بين شخص وآخر حسب النشاط البدني والطقس والصحة العامة، فإن التوصيات العامة تشير إلى أن النساء يحتجن إلى نحو 11 كوبا من السوائل يوميا، في حين يحتاج الرجال إلى حوالي 15 كوبا، جزء من هذه الكمية يأتي من الطعام، وخاصة الفواكه والخضراوات الغنية بالماء، إلا أن الجزء الأكبر يجب أن يشرب مباشرة على شكل ماء أو مشروبات صحية خفيفة.

 

ومن المهم أن يكون الشرب موزعا على مدار اليوم، وألا ننتظر الشعور بالعطش كي نبدأ في تعويض ما فقده الجسم.

 

كيف نحول شرب الماء إلى عادة لا تنسى؟

 

الاعتياد على شرب الماء لا يحتاج إلى مجهود كبير، بل إلى بعض التعديلات البسيطة في الروتين اليومي، يمكن البدء بإضافة شرائح الليمون أو أوراق النعناع إلى زجاجة الماء لإضفاء نكهة محببة تشجع على الشرب.

 

كما يمكن ربط شرب الماء بعادات يومية كتناول الوجبات، أو تنظيف الأسنان، أو حتى مشاهدة التليفزيون، قد يكون وسيلة فعالة للتذكير، ويمكن الاستفادة من التكنولوجيا عبر استخدام تطبيقات تذكر بالشرب، أو متابعة الكمية اليومية في دفتر صغير أو على الهاتف إلى أن تعتاد الأمر.

 

البعض يجد أيضا أن اقتناء زجاجة ماء جميلة ومخصصة له تشجعه نفسيا على استخدامها باستمرار، وفي حالة الرغبة في تشجيع الأطفال يمكن استعمال أكواب برسومات كرتونية وعمل مسابقة بينهم.

 

العناية بجسدك تبدأ بكوب ماء

 

شرب الماء يوميا لا ينبغي أن ينظر إليه كعبء أو التزام ثقيل، بل هو خطوة بسيطة ضمن روتين العناية بالنفس، فالجفاف قد يبدأ بصمت، لكن تأثيره مرهق ويؤثر على الجسد والعقل، وأحيانا يكون كل ما نحتاجه حقا هو أن نتذكر أن نشرب قليلا من الماء أثناء انشغالنا.

 

ومع الوقت، ومن دون أن نلاحظ، تتحول هذه العادة البسيطة إلى جزء طبيعي من يومنا، تماما كأي سلوك نقوم به تلقائيا.