
الراهبة ماريا روزنتال.. ابنة الشيطان
إيمى عاطف
في سنة 1742، في دير “هوهنفارت” بألمانيا، بدأت قصة لم يكن من المفترض أن يسمع بها أحد. جوزفين روزنتال، راهبة شابة كرّست حياتها لخدمة الرب، كانت هادئة، منطوية، لا تختلط كثيرًا، لكنها كانت تحمل سرًا في أحشائها. حملت… رغم أنها لم تقترب من رجل أبدًا. وعندما علم الفاتيكان، أُرسلت لجنة طبية لفحصها، لكن العلم وقتها كان عاجزًا عن تقديم تفسير. اختاروا الطريق الأسهل… وقالوا إن حملها “مقدّس”، تكرار لـ”الحبل بلا دنس”، كما حدث مع السيدة العذراء. لكن الحقيقة لم تكن كذلك. أثناء الولادة، صرخت جوزفين صرخات تقشعر لها الأبدان، قالت فيها كلمات غير مفهومة بلغة قديمة… لغة لم يعرفها أحد، وكأن لسانها لم يعد ملكًا لها. وما-تت بعدها مباشرة. الطفلة التي وُلدت – ماريا روزنتال – لم تكن عادية. عيناها بلون ال-دم، جسدها بارد كالثلج، وكانت ترفض الرضاعة، لا تبتسم، ولا تبكي. لم تمر سوى أشهر، حتى بدأت الأمور تتغير. الراهبات يشتكون من سماع أصوات غريبة تصدر من مهجع الطفلة، أحداهن أقسمت أنها رأتها تقف وحدها في الظلام تحدق بها… وهي لم تكمل عامها الأول. ومع الوقت، أصبحت ماريا منبوذة داخل الدير. قيل إنها “بنت الشيطان”، وإن ما حدث مع والدتها لم يكن معجزة… بل لعنة. حاولوا طردها، لكنها ظلت موجودة. تكبر، وتكتب… وتحكي في دفتر صغير عن معاناتها، عن كوابيسها، عن الأصوات التي لا يسمعها أحد سواها. وفي كل مرة تحاول الاندماج… كانت تواجَه بالرفض والضرب والإهانات. الدفتر نفسه وُجد بعد مو-تها… وعليه آثار د-م جاف. كانت تكتب بشغف عن رغبتها في إنهاء حياتها، عن رغبتها في “الخلاص من الصوت اللي في دماغها”. كانت تقول إن أمها تزورها كل ليلة، لكن ليس بشكلها المعتاد… بل بجسد متحلل وعينين مفتوحتين حتى الم-وت. بدأت ماريا تنزف دون سبب، من أنفها وأذنيها. قالت لإحدى الراهبات إن هناك شيئًا بداخلها “يخبط وعايز يخرج”. تم عزلها. ومنعت من الصلاة. وأخبروها أن م-وتها في سن 33 سيكون “تضحية لغلق البوابة اللي فتحتها أمها”. عندما علمت ماريا بذلك، لم تنتظر أحدًا… قط-عت حلقها بنفسها، وكتبت بد-مها على الجدار: “أنا مش بنت المسيح… أنا بنت من طُرد من النور.” وبعد انت-حا-رها، اكتشفوا أنها… حامل. ما-ت الجنين معها. تم ق-طع رأ-سها ووضعت جم-جمتها داخل صندوق مغلق عليه صليب ومفتاح مع قنينة صغيرة تحتوي على د-مها، وبعض الأوراق من مذكراتها. والأغرب؟ أنه بعد أكثر من ٢٠٠ سنة، حين فُتح الصندوق لدراسة بقاياها… كان الد-م لا يزال سائلًا. وكأن جسدها… لم يم-ت أبدًا. بعض الراهبات في الخمسينيات أقسمن أنهن رأين ماريا تتجول في ممرات الدير، وسمعن بكاء مكتومًا في الزوايا المظلمة. العلماء اكتشفوا أنها ووالدتها كانتا خنثيين ( صفات من الرجل والأنثى )حالة نادرة تمكن الإنسان من الإخصاب الذاتي وخلق حياه دون الحاجة إلى رجل…كأن جسدها يحمل بداخله قدرة على التكاثر الذاتي… وهذا وحده فتح بابًا مظلمًا من الأسئلة المخيفة، التي لم يجد لها أحد أي تفسير👀
والأغرب من ذلك أن القنينة التي تحتوي على د-م ماريا… لا يزال الد-م بداخلها سائلاً حتى يومنا هذا، وكأنه نُزف من جرحها قبل ساعات قليلة، لا قبل أكثر من قرنين من الزمان
والأمر الغريب أيضا أن أحداث فيلم The Devil’s Doorway (2018) تحمل تشابها مخيفا مع قصة “ماريا روزنتال”على الرغم من أن صناع الفيلم لم يصرحوا يوما بأي مصدر إلهام للقصة.
هل كانت ماريا بنت شيطان فعلا؟ ولا ضحية لأسطورة سوداوية؟!
المصادر: Vatican Files Archives
German Monastic Records Institute
European Society for Occult Anthropology
مركز الدراسات الألمانية للأديرة والظواهر الغامضة – قسم ميونخ
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.