رسالة وُلِدت من الحب، بُنيَت على العلم، وتحملها قلوب علميه محبه و مؤمنه بالهدف

في عام 1996، تغيرت حياتي بولادة ابنتي جميلة في فلوريدا. وُلدت بمتلازمة داون، ولم تكن مجرد نعمة شخصية، بل كانت رسالة إلهية. عرفت من خلالها أن طريقي سيكون طريق اكتشاف ونمو ورسالة أكبر بكثير مما كنت أتخيل.

وبينما كنت أبحث كأم عن أفضل دعم لجميلة، كنت أيضاً أمتلك كقدرة بحثية وأكاديمية ومعرفية، الإمكانيات التي أتاحها لي الله، من علم وسفر وتجربة دولية.

وفي عام 2004، أطلقت مؤسسة ويانا للتوعية والدمج بهيكل إداري محترف، وتم ترخيصها رسميًا في عام 2006، لتكون من أوائل المؤسسات التي كرّست جهودها لحقوق ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر والمنطقة.

ثم في عام 2007، خضعت جميلة لفحص QEEG في ولاية كاليفورنيا. وكانت النتيجة صادمة ومُبشّرة في آنٍ واحد. حيث كشف الفحص عن أنماط وظيفية في الدماغ لم تكن الأدوات التقليدية قادرة على رصدها.

وعند عودتي إلى مصر، لم أجد أي مؤسسة أو مركز يقدم مثل هذه الخدمات. وهنا تحوّلت الرحلة من بحث أمّ إلى رسالة إقليمية: لا بد أن نوفّر هذا العلم وهذه التقنية في بلادنا.

وفي عام 2009، أسست عيادات 360 لصحة المخ والصحة النفسية- ECCAD المراكز المصريه الكنديه – أول عيادات من نوعها في العالم العربي تقدم فحوصات QEEG وعلاج التغذية العصبية (Neurofeedback) والارتجاع البيولوجي (Biofeedback) في نموذج علاجي شامل ومتجذر ثقافيًا وأخلاقيًا.

لكن ما يمنح هذه الرسالة قوتها الحقيقية، ليس فقط كيف بدأت، بل من يحملها اليوم.

اليوم، يقود العيادات و يقود ويانا فريق يشترك معي في نفس القيم الأساسية: الإيمان بالعلم، الرحمة، والرسالة المجتمعية. قلوبهم مؤمنة، وعقولهم مُلهمة. وبفضلهم، تتوسع العيادات و ويانا ويتطوروا بأبعاد لم أكن أتصورها في يومٍ من الأيام.

وبهذه الروح، نحن على الطريق للتحول إلى معهد التكامل العصبي المعرفي والبيوفيزيائي – INBI، لنصبح مركزًا إقليميًا رائدًا للابتكار في صحة المخ والصحة النفسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

بدأت القصة مع جميلة… لكنها تستمر معنا جميعًا، وما زالت في بدايتها