العاصمة

بعد واقعة طفل دمنهور.. استشاري نفسي لـ«الشروق»: البيدوفيليا ليست مرضا عضويا.. وهذه علامات تعرّض طفلك للتحرش

0

إيمى عاطف

البيدوفيليا اضطراب جنسي وليست مرضا

معظم المصابين تعرّضوا للتحرُّش في الطفولة

تظهر البيدوفيليا بنسبة 90% في المراهقة

هذه الظاهرة ليست حديثة بل تعود لآلاف السنين

قد يكون المصاب متزوجا ولديه أسرة لكنه ينجذب للأطفال

80% من حالات التحرُّش تحدث من الدائرة المُقربة

يعتمد المتحرشون على التخويف بسبب جبنهم

على الأسرة ملاحظة أي تغيير في سلوك الأطفال والاستماع إليهم

 

 

بينما لا تزال أصداء مسلسل “لام شمسية” حاضرة في أذهان المشاهدين، أعادت واقعة طفل دمنهور، تلميذ مدرسة دمنهور، الذي تعرض للاعتداء على يد موظف حسابات مسن في ذات المدرسة، الجدل حول ظاهرة التحرش بالأطفال إلى الواجهة من جديد. الواقعة أثارت موجة من الغضب المجتمعي، خاصة مع تكرار حوادث مماثلة تمس براءة الصغار، سواء كانوا من الذكور أو الإناث.

 

في خضم هذه الوقائع، تتجدد الأسئلة حول “البيدوفيليا” أو ما يُعرف علميًا بـ”اضطراب اشتهاء الأطفال”، باعتبارها واحدة من أخطر الظواهر التي تُهدد أمن الطفولة واستقرارها حول العالم.

 

وفي محاولة لفهم أبعاد هذا الاضطراب، أجرينا حوارًا مع الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، للحديث عن طبيعة البيدوفيليا، أسبابها، وأنماطها، وسبل الحماية منها.

 

ما هو اضطراب البيدوفيليا؟

يعرِّف الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، البيدوفيليا بأنها ليست مرضًا عضويًا بل اضطرابًا نفسيًا يظهر بنسبة 90% في سن المراهقة، بينما قد يتأخر ظهوره عند قلة من الحالات، وتتنوع دوافع المصابين بين البحث عن المتعة الجنسية، أو التعويض النفسي، أو التأثر بتعاطي المخدرات، أو مجرد التسلية والاستغلال.

 

ويقول فرويز، إنها ظاهرة ليست حديثة، بل تعود إلى آلاف السنوات، وكانت موجودة عند الإغريق والرومان، كما سُجِّلت حالات بين بعض الزعماء والقادة عبر التاريخ، حسبما ذكر.

 

ما هي أنواع البيدوفيليا؟

أوضح د. فرويز أن البيدوفيليا نوعان:

 

الأول يقتصر على التحرش الجنسي غير المباشر، ويشمل التلامس أو التعرية، ويُعد الأقل خطورة نسبيًا.

 

أما النوع الثاني، وهو “المتعدِّي العنيف”، فيتضمَّن الاعتداء الجنسي الكامل، سواءً في الأعضاء التناسلية أو فتحة الشرج، ويمثل خطرًا جسيمًا على الضحايا، ويحتاج إلى تدخُّل علاجي مكثف.

 

وقد يكون المضطرب غير متزوج ومكتفيًا بالعلاقات مع الأطفال، أو متزوجًا وله أسرته ويعاني من انجذاب نحو الأطفال.

 

وعن أسباب اضطراب البيدوفيليا، أوضح فرويز أن البحث في تاريخ معظم المصابين بهذا الاضطراب يكشف تعرُّضهم للتحرُّش الجنسي خلال مرحلة الطفولة، مما يجعل ممارستهم له في الكبر بمثابة آلية تعويضية؛ حيث يجدون متعةً في إلحاق الأذى بالأطفال كما لحق بهم سابقًا.

 

أما المجموعة الأخرى، فتعاني من إحساس بعدم الكفاءة الجنسية، أو الخجل من التعامل مع النساء البالغات، مما يدفعهم إلى توجيه رغباتهم نحو الأطفال كوسيلة سهلة لإشباع دوافعهم، هربًا من مواجهة مشاعر العجز أو العار المرتبطة بالعلاقات المتوازنة.

 

فيما يخص الأسباب البيولوجية للبيدوفيليا، أشار فرويز إلى بعض الدراسات السويدية التي أفادت باحتمالية ارتباط البيدوفيليا باضطرابات في خلايا المخ. ومع ذلك، بعد إجراء فحوصات متعددة مثل الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، تبقى هذه الفرضية غير مثبتة علميًا، وغير عملية في التطبيق التشخيصي أو العلاجي.

 

أما من الناحية السلوكية، فتحدث فرويز أن المتحرش يعاني من هوس جنسي تجاه الأطفال يصل إلى درجة فقدان السيطرة على الذات. عند استثارة رغبته، ينغمس تمامًا في فعلته حتى إكمال عملية التحرش، حيث تطغى هذه الرغبة على أي اعتبارات أخرى أو وعي بالعواقب.

 

80% من حالات التحرش بالأطفال من دائرة المعارف المقربة

 

وكشف د. فرويز أن 80% من حالات التحرش بالأطفال تتم من قبل دائرة المعارف المقربة للطفل، مثل: الأقارب، الخال، العم، ابن الجيران، أو المدرسين أو المدربين في النادي، والعاملين في الأماكن الدينية أو المدرسية، أو أي شخص معروف للأسرة.

 

أما الـ20% المتبقية، فوصفهم بالمتحرشين العشوائيين، لكنهم يعتمدون على تخويف الأطفال بسبب طبيعتهم الجبانة، فهم يستغلون التفكير البسيط للطفل، ويستخدمون أساليب الترهيب والسيطرة النفسية لمنعه من البوح، بعبارات مثل: “هقتلك”، “هموِّتك”، أو “لو تكلِّمت هاعمل فيك كذا”.

 

ما هي الأعراض التي تدل على تعرُّض الطفل للتحرش أو الاعتداء الجنسي؟

وحول الأعراض التي تدل على تعرُّض الطفل للتحرش، قال فرويز: الخوف المفاجئ من مكان أو شخص معين، أو ظهور اضطرابات النوم، مثل الأرق، والكوابيس المتكررة، معاناة الطفل من فقدان الشهية، والقلق الدائم، أو نوبات بكاء غير مبررة، ورفض الذهاب إلى أماكن معينة مثل المدرسة أو النادي، رغم إصرار الأهل.

 

كيف نحمي أطفالنا من التحرش الجنسي والمصابين بالبيدوفيليا؟

أجاب فرويز بأنه يتوجب على الأسرة تعليم الأطفال ألا يذهبوا إلى أي مكان بمفردهم، وقول “لا” إذا لمسهم أحد في مواطن عفّتهم، أو حاول تقبيلهم بالقوة، وألا يجلسوا على رجل أي شخص، حتى المقربين، كما لا يسمحوا لأحد برؤية أجسادهم، أو الدخول معهم إلى الحمام.

 

كما يجب تشجيع الطفل على الكلام، والصراخ فورًا إذا تعرَّض لموقف مريب، وإخبار الوالدين بأي شيء يزعجه دون خوف. كما نصح الوالدين بالاستماع لشكوى أطفالهم حتى لو بدت بسيطة، قائلًا: “غالبًا ما تكون الإشارات خفية، لذا يجب ملاحظة سلوك أطفالنا جيدًا”.


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار