
((سورية))
مقال بقلم :هناء معذى مرشد
الجهلُ والجهالةُ والجَهَله…
هل نحن الآن بمنأى عن تأثيراته السلبية
كيف نحاربه وماهي الأسلحة اللازمة لذلك
هل نراه في وقتنا الحاضر مازال موجوداً
هل للحداثة والتقدم التقني والإلكتروني تأثيراً ملموساً للقضاء عليه وكبحه بكافة السُبُل المتاحة …
أو للمساعدة بترميمه لِيعُدْ مؤثراً وقوياً بوقتنا الحاضر….
الجهلُ واقعُ حالٍ نسيرُ مرغمين نحوه وبسرعةِ متهالكٍ عافت نفسه كل مغريات الحياة…..
لنصل إلى القاعِ حيثُ نرمي….. ليُرمى علينا
هناك حيثُ لاقيمةَ لشيئٍ مُطلقاً…..
هناك تُمَاتُ النفوسُ وتُبادْ
تُقتلُ الأحلام وتوأد
تُهدَمُ الأسُّ والأعمِدة
تُفتَحُ الجُدران لِمهبِّ الريح
تُغتالُ الآمال والمُنى وكلَّ الرؤى
هناك تكثرُ الجَهَلة ويُستباحُ كلَ سَتْرْ
تراهُم يتنقلون حتى في متاهات فِكركْ
ليكبحوا مِنهُ كل نور…..
وكل حرفٍ مُبينْ…..
في تِلك الأماكن تتكاثرُ الموبِقات وتتنامى
والمحذوراتِ نراها تتهالكُ لتُصبحَ في مهبِّ ريحٍ ضاريةٍ أنيابها….
تفترِسُ كلّ من يقترب حدَّ النجاة….
أما لهذا الدُنوِّ السريع من هذا الهبوط القسري
من حبل نجاة لنا من الانغماسِ المُوجِع في ذاك الحضيض ….
الذي لايفعل شيئ إلا أن ينأى بنا إلى عوالِمَ لاتُشبهنا
وأزمنةً جديدة قد تودي بنا في غياهِبِ الجهالة وطمسِ معالمِ الفكر ….
آلمني ماقد ينتجْ عن ذاك الجهل وأتباعه من أولئك الجَهَلةِ المُتنازَعِ عليهم …..
وأوجعني كثيراً جهالة من يدّعي الفكرْ وينصُبَ الراياتِ للجهلِ الأعمى ذاك…..
وأُصابُ في مقتلٍ حين أعيشُ تلكَ العزلة التي تُكبِلُ حرارة تلكَ المفرداتِ الحُرّةْ وعنفوانها…..
التي لطالما تغنت بها البشرية على مدى العصور
تِلك الثقافات التي تُعينُنا على النهوض بأنفسنا وغيرنا ممنْ هم حولنا وفي مدارات تفكيرنا إلى مجتمعاتٍ سويةٍ سليمة التفكير والنتائج…..
الجهل عدوي اللدود
والجَهَلة أتباعه ومؤنسيه
أبرأنا منهم الله وعافانا
………
أما بما يخصُ السؤال فيما لو كُنا في منأى عنه؟؟؟
الجواب :أني أرى للجهل رجالاته من سلالته وأحفاده مازالوا يتوالدون ويتكاثرون ويتعاظمُ شأنهمْ وهناكَ من يؤيدهم في أعمالهمْ ويزكيهم ويثبتهم على أرض الواقع في كل زمن …فنراهُ رفيقاً لطموحاتنا وأولوياتنا وحتى إنتماءاتنا العِرقيةِ منها والحياتية
نراهُ يُكرِّسُ نفسه ويرسِّخ جذوره أكثر من ذي قبل
لهُ أتباعٌ كُثُر….يؤمنون بكينونته وقِدَمِ ولادته وعظمةِ بقائه وتاريخ صلاحيتهِ الذي لاينتهي أبداً
فهوَ مُنتَجٌ قابِلٌ للتداول بأي سوق وبأغلى الأسعار لو وددنا ذلك….
هوُ نقيضُ العِلم والمعرفة…عدوٌ للحضارة والتقدمْ
سبيلٌ يستقي مِنهُ الكثيرين …
هوَ شاطِئ عريض وغني يصطادُ فيه كلَّ من لفظتهُ الحياة السليمة القويمة بمنأىً عنها…
وعكارتُهُ مستساغةٌ ومستهواةٌ ونراها قد تُصبِح صناعةً عريقة أو قد نراها نهجاً يستميل الأجيال القادمة أو حتى أجزاءَ منها….
أتُرانا وفي ظِلِّ مانحنُ فيه الآن من تقلباتٍ لطقوس الحياة الإنسانية منها والإجتماعية والسياسية ؟
قد نجِدُ آليَّةً ما أو طريقة معينة نسلكها آمنين كُنا أو غيرَ آمنين لنوقف ذاك السيلَ المُرعِب من هذا الكَمّ الغزير من تواتِرِ عودةِ تلك الأنماطِ من الجهل والجهالة إلى واقعنا الحالي؟
هل ياتُرى هناكَ من يُساند ويُعين ويقفُ إلى جانبِنا في القضاء على ذاك الوحشِ الكاسِر
أو حتى إن لم نستطع القضاء عليه نستطيع الحَدَّ من تناميهِ وتقدُمِه نحونا…
هل الإكثار من الاستحواذِ على العِلمِ والمعرفة والغوصَ بين المفراداتِ والجُمَل
والإبتعادِ عن الشِعاراتِ الرنانة…
والتمسُّكِ بالقيمِ والمبادِئ واعتناق الأخلاق الحميدةِ
قادرة على كبحِ جِماحِ تقدُّمِ ذاك الوحش ؟؟؟
وكيف نُبقي على ثباتنا للأيامِ المقبلة وللأجيال القادمة في ردعِ تقدُّمه نحونا أكثر…؟
وهل نستطيع ؟؟؟
لنسأل ونتسائل قليلاً ؟؟؟
أيتوالَدُ ذاك المُسمى في كل زمن؟
أم يستطيعون استنساخَهُ؟
أهوَ مَسخٌ أم قوةٌ مولودةٌ على أرض الواقِع؟
هل هوَ شبحٌ يُخيفوننا بهِ؟
أو تراهُ شيطانٌ يُلاحِقنا عبر الأزمنة؟؟؟
هل تتواجدُ آثارهُ داخل كُلٍّ منا على السواء؟؟؟
وهل لأنه نقيض العلم يعني ذلك وجوبَ وجوده ؟
إنّي أرى أنهُ كل تلك الأجوبة
أراهُ واقعاً ملموساً وحقيقةً لاريبَ فيها
لِذا وجبَ علينا القضاء عليه بكل الأسلحة المتاحة…
فترانا في مجتمعاتنا الإنسانية في حروبٍ كونيةٍ ضروس….دائمةَ الحدوث كثيرة الخسائر كبيرة المظالِمْ….
هنا أؤكِدْ على دوامِ الجاهزيةِ في مقاومةِ كُلّ أشكال الجهلْ ومرادفاتِهِ… ونكون على أُهبَة الإستعداد لمُقارعةِ ذاك النقيض القوي بِكُلّ أشكاله وألوانه وشُخوصِهْ…
بالعلمِ والمعرفة والتقدمِ نحو طُرُقِ النجاةِ منّهُ
نُثبت أن العلمَ هو النور الأعظم وهو المستقبلُ الأمثل والمكانَ الآمِن لنا من براثن الجهل…
بالعلمِ تُبنى الحضارات وتُرممُ المدنَ والبلاد…
بالعلم تكتمِلُ أسلحتنا القوية ويكون لها التأثير الأكبر والأجدى على كلِّ المستويات وفي كل السُبُل
هُنا نأخذُ بأنفسنا في رُكْبٍ آمِنْ ونأخذ من اتبعَنا
إلى برٍّ عظيم الكِبَرْ والجدوى….
بالعلم تُرسى الدعاماتُ الأقوى في أساسات الحياة
لنحتذي بمن سبقنا من سلفِنا الصالح من علماءَ أجِلّاء
ممنَ اعترفت بهم الحضارات حتى وقتنا الحاضر على أنهمْ يشكلونَ منهجاًعلمياً قوياً سليماً ….
ومازالوا قوةً ضاربة في كل مجالات المعرفة…
حتى وقتنا هذا…
فلقد أثبت أجدادنا العرب وعلى مَرّ العُصور على أن بلادنا مَهدَ الحضارات وليست مرتعَ الجهل والجَهَله…
وأُعاهِدُ نفسي وربي أني سأبقى أُحارِبُ ذاك الخِصمْ مادمتُ على قيدِ العِلمِ والأملِ والحياة…..
الجهل بوجود الحل يكرس أكثر وجوب الجهل……
للجهل عدته وعتاده وعسكره ومعسكراته.
حينما نريدُ أن نجدَ حلّاً ما لمشكلة ما
علينا أن نبحث كثيراً ونُفتشَ مليّاً وندقق بالنتائج ونعود للخلف قليلاً أو لربما كثيراً لنلتقط سبباً من هنا وآخَرَ من هناك واحتمال أن تتباعد مواقيت حصولنا على أحدِ الحلولِ فتراتٍ طويلةٍ متباعدة
لكن الأهمّ من كل ذلك أن نستطيع إيجادَ سبباً مقنعاً ويقنعنا أن نبقى على جهالتنا ولانُحرك ساكنٍ حيالها
لماذا لانُجندْ كل أفكارنا ونستجمع كل طاقاتنا ومكنونات عقلنا في مواجهةِ ذاك العدو الشرس؟؟؟
وبأي زمنٍ من أزمان التكوين علينا أن ننقضّ على ذلك المتسبب بآلامنا ووهننا ونُنهي عليه وننتهي منه؟
تُرى هل إن أعددنا العُدة لمقارعته والوقوفَ في وجهه نستطيع أن نمحوهُ محواً كاملاً ونقتلعهُ من جذورهِ بشكلٍ نظيفٍ ومتقن
شكلاً لارجعةَ منهُ أبداً ولا عودة إليه؟
وماذا بشأن عسكرته وعتاده وعدتهِ المتمترسة داخل أدمغة الكثيرين دونما حِراك ؟…
كيف سنقف حيالَ تِلك العسكرة وماذا علينا أن نتخذ
من أسلحة كي تحمينا والمجتمعِ الحالي والآتي من تِلكَ الترسانة المؤذية من الجهل القابِعِ خلف عقولٍ وأفئدة لاترحم ولايوجدُ لديها سُبُلُ لأيِّ حلٍّ كان وليس هناك من أبوابٍ يمكن أن نقرعها لنوقف ذاكَ الزحفُ المخيف نحو مستقبلنا المتوحِّلِ بتلكَ النهايات المتحجرةِ المقيتة….
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.