
الزراعة في كفر الشيخ… إمكانيات هائلة تعرقلها البيروقراطية
كتب / رضا السعيد
كفر الشيخ، واحدة من أكبر المحافظات الزراعية في مصر، تمتلك كل المقومات لتكون على رأس المحافظات في الإنتاج الزراعي: أراضٍ خصبة، مياه وفيرة، عمالة ماهرة، وموقع جغرافي مميز. لكن على أرض الواقع، الصورة مختلفة تمامًا؛ إذ تقف البيروقراطية، والروتين، وغياب الرؤية الواضحة حجر عثرة في طريق نهضة القطاع الزراعي.
معوقات بالجملة… من الورق إلى الواقع
المزارع في كفر الشيخ لا يواجه مشكلة في الزراعة بحد ذاتها، بل في كل ما يحيط بها:
التراخيص الزراعية تستغرق شهورًا من الانتظار والمشاوير بين الإدارات.
غياب دعم حقيقي من الإرشاد الزراعي، وعدم مواكبة التطورات العلمية.
مشكلات الري والتصريف، وتهالك البنية التحتية للترع والمصارف.
ضعف التمويل الزراعي وصعوبة الحصول على قروض ميسرة للمزارعين.
الاحتكار في سوق الأسمدة والمبيدات، وارتفاع الأسعار بشكل يهدد المحصول والربح.
غياب التنسيق… وقرارات لا تُراعي الواقع
أحيانًا تُتخذ قرارات مركزية لا تُراعي طبيعة الأرض أو احتياجات الفلاح، مثل فرض أنماط زراعية موحدة أو تحديد مواعيد زراعة قسرية دون مرونة أو حوار مع المجتمع الزراعي المحلي.
لماذا لا تكون كفر الشيخ المحافظة الأولى زراعيًا؟
الإجابة بسيطة: لأن الإدارة تُعطّل لا تُسند، وتُعرقل لا تُيسر.
في ظل هذا المناخ، يتراجع الإنتاج، ويهرب الشباب من الزراعة، ويضيع على الدولة مليارات من العوائد التي كانت ستأتي من تطوير هذا القطاع الحيوي.
خطوات نحو إصلاح حقيقي… رسائل للمسؤولين:
1. تفعيل الشباك الواحد الزراعي لتيسير إجراءات الترخيص والدعم.
2. تطوير البنية التحتية للري والصرف في كل مراكز المحافظة.
3. إعادة إحياء دور الإرشاد الزراعي بالتكنولوجيا والكوادر المؤهلة.
4. فتح مجالات للتعاقدات الزراعية الآمنة لضمان تسويق المنتج.
5. إنشاء بورصة زراعية إقليمية لضبط الأسعار ومواجهة الاحتكار.
كفر الشيخ لا ينقصها شيء سوى إرادة إدارية حقيقية تنقلها من خانة “الإمكانات” إلى خانة “الإنجازات”.
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.