بعد انخفاض ملحوظ في عدد هدم المنازل في القدس الشرقية خلال رمضان، تم الإبلاغ عن عدة عمليات الهدم قرب نهاية الأسبوع الماضي، بعدة أحياء من مدينة القدس الشرقية في إحدى الحالات، أُجبر محمد علي أبو صرة، أحد سكان قرية السلوان، على هدم منزله بنفسه، بعد ثبوت بنائه بدون ترخيص.
روى أحد أقاربه هذه الحالة أنه على مدار 14 عامًا، تلقى بلاغاتٍ تُجمع عليه مئات آلاف الشواقل بسبب البناء غير القانوني، والآن، بعد كل هذه السنوات وكل هذه الأموال، يُجبر على هدم منزله بنفسه.
وعندما سُئل عن قراره بهدم المنزل بيديه، قال: “اتخاذ القرار أمر صعب”. لكنه في النهاية، ولأنه قرر هدم المبنى بنفسه، فقد وفر على نفسه غرامةً إضافيةً قدرها عشرات آلاف الشواقل، وهو مبلغٌ يحتاجه لاستعادة حياته وحياة عائلته.
وفي ذلك الإطار، كانت بلدية الاحتلال في القدس قد سلمت أوامر هدم قبل اسبوعين ، سبع شقق سكنية ومركزا مجتمعيا صغيرا في الحي في سلوان ، وأخطرت أكثر من 30 فلسطينيا بضرورة هدم منازلهم، واختارت السلطات الإسرائيلية توقيتها المناسب لهذه العملية القانونية ، حيث جرت عملية الهدم الأولى عقب انتهاء شهر رمضان المبارك.
ومعروف ان مفاوضات بشأن الإخلاء الطوعي تجري بين البلدية وسكان الحي منذ سنوات، غير أن السكان في عملية الهدم في الظروف القائمة يفضلون عملية الهدم الذاتي لمنازلهم حتى لا يتكبدون خسائر وغرامات آخري .
جمعية ” عير عميم ” تؤكد في هاذ الصدد أن بلدية القدس تتأثر بوزارة الأمن القومي ، وأن هدم المنازل في شرق القدس يهدف إلى إزالة كل المباني التي تم بناؤها بشكل غير قانوني في حي البستان وتسريح 1500 من ساكنيه.
وكانت الجمعية أفادت في تقرير سابق لها ، بأن العائلات قامت هدمت أكثر من 140 منزلا ووحدة سكنية في القدس الشرقية بشكل طوعي منذ اندلاع الحرب بين الفصائل المسلحة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة.
ووفقا للمجلس النرويجي للاجئين ، فقد تم هدم 128 مبنى فلسطينيا في القدس الشرقية بين الأول من يناير/كانون الثاني والثاني من أغسطس/آب من هذا العام ، 19 من هذه المباني كانت في حي البستان ، ما أدى إلى نزوح 52 من سكانه .
أما محافظة القدس فقد أكدت بدورها مؤخرا إن السلطات الإسرائيلية سلمت اخطارات لتنفيذ حوالي 320 عملية هدم ، بينها أكثر من 87 في بلدة سلوان منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وأوضحت أن هناك أكثر من 30 ألف عقار في القدس الشرقية تم بناؤه بشكل مخالف ومهدد بالهدم في أي وقت.