
ماذا ناقش السيسي وماكرون في مباحثاتهما؟
أحمد المصرى
السيسي لـ ماكرون: قناة السويس تتأثر بالحرب في غزة
السيسي وماكرون يبحثان ملفات سوريا ولبنان والسودان وتوافق حول غزة وملفات إقليمية
السيسي وماكرون يوقعان إعلان ترفيع العلاقات المصرية الفرنسية إلى شراكة استراتيجية
الرئيس السيسي: الشراكة مع فرنسا تعكس تاريخاً طويلاً من التعاون المثمر
وقع الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إعلان مشترك لترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وذلك بقصر الاتحادية، كما شهد مراسم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين مصر وفرنسا، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الثنائية ودفع التعاون المشترك في مختلف المجالات.
جاء ذلك خلال استقبل الرئيس السيسي، نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في زيارة رسمية رفيعة المستوى، شهدت مراسم استقبال رسمية عزف خلالها السلامان الوطنيان واستُعرض حرس الشرف.
وتنوعت الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين لتشمل مجالات التعليم، والصحة، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب دعم الشباب وبناء القدرات، حيث تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين الأكاديمية الوطنية للتدريب والمدرسة الوطنية للإدارة في فرنسا، ومذكرة للتعاون في قطاع الصحة، بالإضافة إلى اتفاقية لإعادة تأسيس الجامعة الفرنسية في مصر، وإنشاء وتنمية مركز جوستاف روسي لعلاج الأورام بالقاهرة، وتمديد خارطة الطريق للتعاون في تنفيذ الخط السادس لمترو الأنفاق بالقاهرة.
كما تم التوقيع على إعلان نوايا بشأن الشراكة الاستراتيجية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية بين مصر والوكالة الفرنسية للتنمية، والتي تأتي متماشية مع رؤية مصر 2030، فضلًا عن اتفاق تمويلي لدعم برامج الحماية الاجتماعية، ووقع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار، ومدير المعهد الفرنسي للأورام “جوستاف روسي” الفرنسي البروفيسور فابريس بارليزي، اتفاقية إنشاء وتنمية مركز “جوستاف روسي” لعلاج الأورام بالقاهرة.
كما وقع نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل كامل الوزير، ووزير الاقتصاد والمالية والسيادة الصناعية والرقمية الفرنسي إريك لومبار، تمديد خارطة الطريق للتعاون في تنفيذ الخط السادس لمترو الأنفاق بالقاهرة، وتم توقيع إعلان نوايا بين وزارتي التعليم العالي في البلدين، حيث وقع عن الجانب المصري الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وعن الجانب الفرنسي فيليب بابتيست وزير التعليم العالي والبحوث.
وتم توقيع إعلان مشترك بشأن تجديد التعاون الفني والمالي لتنفيذ المشروعات ذات الأولوية، وقع عن الجانب المصري الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بينما وقع عن الجانب الفرنسي إريك لومبارد وزير الاقتصاد والمالية، وتم توقيع إعلان مشترك بشأن أربعة مشروعات استثمارية تضامنية، وقع عن الجانب المصري الدكتورة رانيا المشاط، بينما وقع عن الجانب الفرنسي جان نويل بارو وزير أوروبا والشؤون الخارجية.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء 100 مدرسة فرنكفونية في مصر، حيث وقع عن الجانب المصري الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، وعن الجانب الفرنسي جان نويل بارو وزير أوروبا والشئون الخارجية، وأكد الجانبان خلال مراسم التوقيع على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وحرصهما على مواصلة التنسيق والتشاور المشترك، بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين ويعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وعقب ذلك عقد الجانبان مؤتمرا صحفيا، أكد خلاله الرئيس السيسي، ضرورة العودة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية ورفض أية دعوات لتهجير الفلسطينيين، وأهمية إعادة إعمار قطاع غزة بالتنسيق مع فرنسا لعقد مؤتمر حول إعادة الإعمار عقب وقف إطلاق النار بغزة، لافتا إلى أن توقيعه والرئيس ماكرون على الإعلان المشترك لترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون المشترك وفتح آفاق جديدة تحقق مصالح البلدين وتطلعات الشعبين الصديقين، مشيدا بالعلاقات التاريحية التي تربط مصر وفرنسا.
وشدد على ضرورة تفعيل العلاقات في كل المجالات، وأهمية تكثيف الاستثمارات وعمل الشركات الفرنسية في مصر على ضوء خبراتها المتراكمة، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي لمصر، تجسد بجلاء مسيرة طويلة من التعاون الثنائي المثمر بين البلدين في كافة المجالات التي تحقق مصالح البلدين الصديقين، وتوجت اليوم بالإعلان عن “ترفيع” العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
وأعلن الرئيسان خلال المؤتمر، عن ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، مؤكدين أهمية فتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات، وفي مقدمتها الاقتصاد، الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، الطاقة، والتعليم الفني، ذاكرا أن زيارة ماكرون تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون المشترك، مشيداً بالعلاقات التاريخية بين البلدين. وشدد على ضرورة توسيع استثمارات الشركات الفرنسية في مصر والبناء على نتائج المنتدى الاقتصادي المصري- الفرنسي المنعقد في القاهرة.
كما شدد السيسي على أهمية دعم مصر في مواجهة تحديات الهجرة غير الشرعية، في ظل استضافتها أكثر من 9 ملايين لاجئ، مرحبًا بالدعم الفرنسي الذي ساهم في اعتماد البرلمان الأوروبي الشريحة الثانية من حزمة الدعم المالي الكلي المقدمة من الاتحاد الأوروبي لمصر بقيمة 4 مليارات يورو، وأكد الرئيسان على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري، والسماح العاجل بإدخال المساعدات الإنسانية، مع رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وقال السيسي: “تحقيق السلام في الشرق الأوسط سيبقى بعيد المنال ما لم تتم تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية”، مجددًا دعم مصر لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كما شملت المباحثات الوضع في سوريا ولبنان، حيث شدد الجانبان على أهمية وحدة الأراضي السورية ودعم العملية السياسية الجامعة. وفيما يخص لبنان، أكد السيسي وماكرون دعمهما للرئيس والحكومة الجديدة في مساعي تحقيق الاستقرار، والالتزام بالقرار الأممي 1701.
وتناول اللقاء أيضًا تطورات الأمن المائي، حيث أكد السيسي تمسك مصر بالتعاون مع دول حوض النيل وفق قواعد القانون الدولي، مشددًا على أن النيل هو شريان الحياة لشعب مصر، وأشار السيسي إلى أن مصر تكبدت خسائر تصل إلى 7 مليارات دولار خلال عام 2024 نتيجة تراجع حركة السفن في قناة السويس بسبب الهجمات في مضيق باب المندب، داعيًا إلى العمل المشترك لضمان استقرار الملاحة البحرية.
وفي ختام كلمته، قال الرئيس السيسي: “نحن أمام مرحلة واعدة، نشهد فيها توطيد أواصر التعاون، بما يحقق المنفعة المتبادلة، وفي القلب منها تعزيز روابط الصداقة التاريخية بين الشعبين المصري والفرنسي؛ وينتظر أن تُثمر هذه الزيارة عن تعاون أوسع في ملفات استراتيجية كبرى، من شأنها تعزيز دور مصر المحوري في المنطقة، بدعم من شراكتها المتنامية مع فرنسا”.
اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.