العاصمة

ما يسوه ترس اذانه انخال

0
محمد الكعبي
من المهمات الجليلة في عالم الوجود حفظ كرامة الانسان والدفاع عنه قدر الامكان وبكل الوسائل والطرق لأنه المخاطب في كلام الله تعالى من انه الذي سخر له كل شيء وهو الخليفة وهو الموجود الذي يجسد قول الله وهو مظهر من مظاهر المولى تبارك تعالى فلا يجوز الاعتداء عليه وهدر كرامته فانه عزيز محفوظ لذا كان لزاما على القيادات السياسية والاجتماعية والدينية ان تعمل على مستوى المسؤولية للحفاظ على هذا العزيز الذي صنعه الله بيده ونفخ فيه من روحه خوف الانقراض لأننا اليوم في ضل التطور العلمي الكبير والنهضة العظمى في كل المجالات نجد ان بين الفينة والاخرى محاولات حثيثة لهدر كرامة الانسان بل واقصاءه من ساحة الوجود لمجرد الاختلاف متناسيا كل القيم والاعتبارات لذا يتحتم علينا ان لا نتعامل مع الانسان على ولاءه السياسي فالكثير من الاحزاب والتيارات تعيش على نظرية ان لم تكن معي فانت عدوي مما جعلنا نعيش الخوف و الرعب فضلا عن محاربة الناس بأرزاقهم ومعيشتهم وبامنهم واستقرارهم لمجرد انه لاينسجم مع هذا الحزب أو ذاك التيار فاصبح النقد ممنوع بل الاقصاء والتهجير والتكفير بل حتى الموت وهذا نتيجة طبيعية للتخلف والجهل والانانية والحقارة والدونية والعقد النفسية التي يعيشها البعض ممن يعتقد انه مميز وهو لا يعلم انه (ما يسوه ترس اذانه انخال) كما يعبر اهلنا في المثل كنايه عن التافه الذي يريد ان يجعل لنفسه قيمة لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
ان حماية الانسان وصون كرامته واجب مقدس ومسؤولية الجميع والدفاع عنه واجب وطني وافشال مخططات القوة الظلامية التي تمتلك ادوات خبيثة لزرع الفتن والعبث بوحدة الصف الوطني بذريعة الدين والقومية والمذهب و لابد من التصدي لها وبحزم، اننا اليوم بأمس الحاجة لرص الصفوف وتلاحم الجميع من اجل افشال كل المكائد التي تحاك داخل الغرف المظلمة، ان اظهار الارادة الانسانية بحيث تسع الجميع بمختلف شرائحهم رغبة سماوية وارضية حتمية لا نقاش فيها لذا نحتاج إلى تفعيل دور العلم والتربية وسن التشريعات والقوانين التي تحمي الانسان فعلا مع تحجيم دور الاقصاء والاعتداء على الاخر مهما اختلف معنا، فان تنوع التخصصات والافكار والأيديولوجيات عامل محفز للبناء والنمو وليس عامل تخريب وتراجع واقصاء وهذا أكيد سيفتح افاقا على المنطقة والعالم ويحقق الثراء الثقافي والعلمي من خلال تلاقح الافكار والرؤى.
ان ابراز الهوية الانسانية وتحديد الاهداف والوظائف والعمل بشكل جاد
ومناسب سينعكس على الواقع الاجتماعي وعندها سنتجاوز الكثير من المحطات والتي لا نحتاج إلى الوقوف فيها كثيرا.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار